أبدى رئيس الجمهورية جلال طالباني، شكره على مساهمة جمهورية رومانيا في حفظ الأمن في العراق و على استعدادها للتعاون مع العراق كدولة رومانيا و كدولة عضو في الاتحاد الأوربي، و أضاف الرئيس طالباني في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس جمهورية رومانيا تريان باسيسكي، يوم الأربعاء 9-8-2006 في مقر رئاسة الجمهورية ببغداد"لقد عقدنا اجتماعاً مع الرئيس الروماني و شرحنا له أبعاد عمل حكومتنا حكومة الوحدة الوطنية و الإنقاذ الوطني برئاسة الأستاذ نوري المالكي، و كذلك أوضحنا له خططنا من اجل بسط الأمن في بغداد"، مشيراً إلى ضرورة توسيع العلاقات مع رومانيا لتشمل مجالات شتى، مؤكداً "أن الشركات الرومانية لديها تجربة جيدة في العراق و يمكن الاستفادة منها في إعادة اعمار العراق".كما أشار الرئيس طالباني إلى دور الاتحاد الأوربي في العراق، و أوضح "أن الاتحاد الأوربي قدم منحة إلى العراق مقدارها 200 مليون يورو، و كذلك أبدى الاتحاد استعداده للمشاركة في العقد الدولي المزمع عقده لإعادة اعمار العراق، إضافة إلى دعمه للعملية السياسية الجارية في العراق و حكومة الوحدة الوطنية و مشروع المصالحة الوطنية، فضلاً عن دعم الاتحاد الأوربي للشعب العراقي و نضاله ضد الإرهاب و كافة المجالات".و جدد رئيس الجمهورية تأكيده على ضرورة توحيد الخطاب السياسي لمؤسسات الدولة، مشدداً بان من يريد أن ينتقد الحكومة فلا يجوز له إلا أن يتقدم إلى الجهة الرسمية الواجب الانتقاد أمامها كان تكون في مجلس الرئاسة أو مجلس الوزراء أو أمام البرلمان العراقي، موضحاً ذلك بالقول "لا يجوز لأحد أن يغرد خارج السرب خاصة إذا كان مشاركاً في الحكومة، و يجب أن نضع حداً لبعض المسؤولين الذين لا يشعرون بالمسؤولية" مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة التضامن الوزاري، و دعا إلى ضرورة دعم القوات المسلحة و احترامها قائلاً "نحن ندفعهم إلى الموت و لا يجوز أن نرميهم بحجارة من وراء ظهورهم".في المقابل، أكد رئيس جمهورية رومانيا تريان باسيسكي أن بلاده مستمرة في دعمها للعراقيين و أن قواتها في الجنوب سوف تنسحب حين تطلب الحكومة العراقية منها ذلك و بالتشاور مع القوات الحليفة.و أضاف الرئيس الروماني بان تجربة بلاده في التحول من دولة دكتاتورية إلى دولة ديمقراطية يمكن أن يكون له الأثر البالغ في التجربة العراقية و يمكن الاستفادة منه، منتقداً العمليات الارهابية عبر السيارات المفخخة و غيرها، و قال "إن العمل عبر السيارات المفخخة لا يؤدي إلى طريق الديمقراطية و إلى السلطة و أن الطريق الوحيد هو التصويت عبر صناديق الاقتراع للأحزاب السياسية".أكما أكد باسيسكي بان شعب بلاده يبلغ الشعب العراقي بأنه ينتظرهم سلام و امن و ازدهار حقيقي.و اصدر الجانبان بياناً مشتركاً بعد الاجتماع هذا نصه:"بيان مشتركبدعوة من فخامة رئيس جمهورية العراق السيد جلال طالباني قام فخامة رئيس رومانيا السيد تريان باسيسكو بزيارة رسمية إلى بغداد. و بعد مناقشة المستوى الحالي للعلاقات الرومانية ـ العراقية وحصيلتها، توصل الطرفان إلى البيان السياسي التالي:1 تطور العلاقات الثنائية:أشار الرئيسان إلى أن زيارة رئيس رومانيا إلى بغداد تمثل الجولة الأولى والاهم من الحوار السياسي على أعلى المستويات، خصوصاً بعد التشكيل الديمقراطي للحكومة العراقية الجديدة والدائمة، وجاءت هذه الزيارة لتشكل علامة هامة للعلاقات الثنائية بين البلدين.و اتفق الرئيسان على أن الحوار السياسي المباشر على أعلى مستوى يشكل أساسا لتقوية العلاقات الثنائية، ويأتي تتويجاً لجهود الساسة المتمرسين في كلا البلدين ـ بعد سقوط النظام العراقي السابق ـ لبث حياة جديدة في العلاقات بين البلدين الديمقراطيين، رومانيا والعراق.كما أكد الرئيسان على أن العلاقات الممتازة التي تربط الشعبين العراقي والروماني تستمد متانتها من التاريخ الطويل والاستمرارية، خصوصاً على المستوى الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي.و أشار الرئيسان في تقييمهما لمستوى العلاقات الثنائية أنها تتصاعد بوتيرة مضطردة في ظل التقدم الذي تحرزه المؤسسات الديمقراطية العراقية الجديدة، والمساهمة المباشرة لرومانيا في عملية إعادة البناء الديمقراطي للعراق.ابتداءً من هذه الانجازات، وبناءً على أسس القيم الديمقراطية المشتركة للبلدين، قرر الرئيسان أن يمنحا العلاقات الثنائية العراقية ـ الرومانية بعداً جديداً، وذلك من خلال تعميقها وتوسيعها لتشمل جميع القطاعات.هذا وقد أثنى الرئيس الروماني على التقدم الذي أنجزه الشعب العراقي في مسيرته الديمقراطية، والذي يتضح من خلال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية المنتخبة ديمقراطياً في العراق، هذه الحكومة التي تشكل مرحلة كبيرة من عملية إعادة الاستقرار والديمقراطية للبلاد، بالإضافة إلى التزام هذه الحكومة بتحفيز الحوار الوطني والمصالحة الوطنية وسيادة القانون وحماية مصالح الشعب العراقي. كما ركز الرئيس الروماني على أن رومانيا تتبنى موقفاً داعماً ومشجعاً للتطلعات الديمقراطية للشعب العراقي كونها سوف تأتي بنتائج ايجابية ليس للعراق فحسب، بل للمنطقة كلها وللمجتمع الدولي كذلك.وأشاد الرئيس العراقي بالجهود المادية والإنسانية التي تبذلها رومانيا في المشاركة في عملية إعادة الاستقرار وتأسيس البنية الديمقراطية الدائمة في العراق، كما أعرب عن أمله في أن تستمر رومانيا في عملية الشراكة والتحالف على المستوى الثنائي والدولي مع العراق حتى تتمكن الحكومة العراقية من استلام كافة مهام حفظ الأمن والاستقرار والنظام بشكلٍ دائمٍ.كما أثنى الرئيس العراقي على التجربة الرومانية في التحول الكامل من نظام ديكتاتوري، واقتصاد مركزي، إلى نظام ديمقراطي متعدد الأحزاب، واقتصاد سوق مفتوح، وأشار إلى إمكانية استفادة العراق من هذه التجربة. وقد ناقش الرئيسان سبل تبادل الخبرات في هذا المجال.2 توسيع العلاقات الاقتصادية الثنائية:على صعيد تطور العلاقات الرومانية ـ العراقية، اتفق الرئيسان على القيام بالاهتمام بشكلٍ خاص بتطوير وتقوية التعاون الاقتصادي الثنائي، وفي هذا المجال، أكد الرئيسان على أهمية الإفادة من الخبرات التقليدية الايجابية بين الشركات العراقية والرومانية، بالإضافة إلى الإفادة المحتملة من التماثل بين التوجهات الاقتصادية لكلا البلدين.كما قرر الرئيسان أن يستكشفا كافة السبل لتشجيع زيادة الروابط الاقتصادية بين البلدين والتي تعود بالفائدة المشتركة للشعبين، وبالنظر للحاجة الماسة لتوفير حياة طبيعية للشعب العراقي، فقد تم الإعراب عن ضرورة أن تكون جهود التعاون الاقتصادي الثنائي مركزة بشكلٍ أساسي في عملية إعادة الاعمار والنمو الاقتصادي للعراق، حيث أن من الممكن أن تساهم الشركات الرومانية بشكلٍ فعال في هذه الميادين.و من هذا المنطلق، قرر الرئيسان أن تبدأ عملية تنشيط التعاقدات بين الشركات ورجال الأعمال في كلا البلدين فوراً، وذلك بهدف تحقيق مشاريع اقتصادية يكون لها تأثير ايجابي على حياة الشعب العراقي.3 آفاق الحوار السياسي:اتفق الرئيسان على تركز وتنويع الحوار السياسي الثنائي من خلال تنظيم اجتماعات دورية لأعضاء الحكومة والبرلمان في البلدين بهدف ترسيخ وتطوير المشاريع المشتركة والذي بدوره سيؤدي إلى تقوية العلاقات الثنائية بين رومانيا ـ والعراق".
المكتب الصحفي لرئاسة الجمهورية
https://telegram.me/buratha