أكد أمين بغداد صابر العيساوي أن الأمانة تلقت العديد من العروض المقدمة من شركات خليجية وأجنبية لإقامة مشاريع استثمارية عملاقه في العاصمة بغداد وانهم في انتظار تطبيق قانون الاستثمار الجديد الذي سينضم هذه العملية.
وأضاف العيساوي في حوار مع «الشرق الأوسط» أن المشاريع المزمع أقامتها عن طريق الاستفادة من الاستثمار الخارجي «متعددة وتخدم كافة القطاعات ومنه أنشاء مصارف كبيرة ومجمعات سكنية متطورة ومتنزهات ومدن ألعاب كبرى وتنظيم السياحة الدينية وأيضا أعادة تنظيم بغداد عن طريق تغيير بعض معالمها مثل أخراج المجمعات الصناعية إلى المحيط وإعادة بناء بعض الأحياء القديمة وأيضا اخراج معارض بيع السيارات إلى خارج بغداد أيضا وأبعادها عن المناطق التي تعاني من الزحام». وفيما يخص مشروع مترو بغداد، بين العيساوي أن هذا المشروع «تم إلحاقه بمهام وزارة النقل التي قامت بتحديثه لأنه مخطط منذ الثمانينات وهي مخططات قديمة جدا، وبعد التحديث أحيلت إلى شركة ألمانية ستبدأ بالمشروع بعد ستة أشهر من الآن إضافة إلى تنفيذ 18 تقاطعا مجسرا لأجل تنظيم التقاطعات المزدحمة وهناك مشاريع ستقوم الأمانة بتنفيذها كجزء من الخطة الاستثمارية المكلفة بها مثل توفير الخدمات اليومية وتطوير المجمعات السكنية وإقامة 13 مجمعا سكنيا نموذجيا اضافيا، إضافة لبناء مجمعات تجارية خمسة نجوم تتكون من خمسة طوابق في مناطق مختلفة من بغداد»، مشيرا الى ان هناك خطة لتحويل بعض الشوارع العائدة للأمانة إلى شوارع تجارية حديثة وهي الآن مستغلة من قبل الصناعيين وأصحاب الورش مثل شارع الشيخ عمر وشارع النهضة وغيرها. أما عن موضوع ساحات ونصب بغداد، خاصة أن بعضا منها تعرض أخيرا إلى التخريب واتهمت به جهات عديدة، فبين العيساوي أن موضوع النصب والتماثيل «اتسم بطابع خاص جدا خاصة بعد تخريب قسم منها لأسباب كثيرة وهنا قرر مجلس الوزراء العراقي أن يهتم بالموضوع بشكل مباشر حيث قام بتشكيل لجنة برئاسته وعضوية كل من وزارة الثقافة وهيئة اجتثاث البعث والأمانة ومجلس المحافظة تأخذ على عاتقها رفع كل ما يتعلق أو يدل على سياسات النظام البائد، وهنا كلفت الأمانة بهذا الأمر، وفعلا تمت أزالة كل ما اتفقت اللجنة عليه مثل نصب مسيرة البعث وتمثال احمد حسن البكر وساحة الأسرى في ساحة المستنصرية إضافة إلى بعض الكتابات والصور، أما بالنسبة للتماثيل التي تعرضت للتخريب ومنها تمثال أبو جعفر المنصور الذي نسف في منطقة المنصور وأيضا تمثال الشاعر المتنبي الذي قامت وزارة الثقافة بنقله إلى مكان آخر من دون علمنا فستتم معالجة الموضوع، فرأس المنصور لم يتضرر وستتم اعادته إلى مكانه قريبا، وأيضا أعيد تمثال المتنبي، كما جرى تحديد بعض الاماكن لإقامة نصب جديدة عليها أو أقامة نصب بديلة عن المرفوعة وبشكل يتلاءم مع توجهات العراق الجديد». كما تطرق الأمين إلى موضوع بات يشكل مشكلة كبيرة لأعمال الأمانة وأيضا في عملية تنظيم العاصمة بغداد، فقد شكا العيساوي من «عدم احترام القوانين من قبل بعض الأحزاب والكيانات السياسية والدينية حيث قامت وبشكل غير منظم وحتى من دون الرجوع إلى أي جهة رسمية بإقامة نصب ورفع لافتات ونصب صور كبيرة جدا في بعض الساحات المهمة من بغداد، ونحن كجهة مكلفة متابعة جمالية المدينة اصطدمنا كثيرا مع هذه الجهات، فالمخططات تلزمنا بإقامة نصب معين أو نافورة في هذه الساحة أو تلك، لكننا نمنع من اقامتها لان فيها صورة معينة أو جدارية وهذا لا يتعارض مع عملنا فقط بل يمتد ليشمل تعارضه حتى مع عمل المرور، فيجب أن يكون ما بداخل الساحة لا يؤثر بشكل أو بآخر على سير المرور ومدى الرؤية للسائقين، وعند مخاطبتهم من قبل كوادر الأمانة يقومون حتى بضرب العمال وإهانتهم ومن دون أن يأبهوا حتى للقانون أو للحكومة». وأخيرا تطرق العيساوي إلى خسائر الأمانة البشرية والمادية حيث أكد أن أمانة بغداد «فقدت خلال تسعة اشهر فقط أكثر من 400 شهيد جميعهم من الكوادر الفنية والخدمية المكلفة بخدمات داخل المناطق السكنية والشوارع العامة، ونسبة كبيرة منهم تمت تصفيتهم من قبل مسلحين وآخرين نتيجة الأعمال الإرهابية كالتفجيرات والمفخخات والقصف أو إثناء المواجهات، كما أن هذا الرقم أكثر بكثير من خسائر جميع الوزارات العراقية مجتمعة وفي كافة المناطق العراقية، كما أننا خسرنا ثلاثة من مدريرينا العامين في شارع واحد في منطقة الأعظمية، فكلما نرسل فريق لتصليح أنظمة سحب المياه يتم تصفيتهم وكأنهم أعداء وليسوا مجرد عمال وجدوا لخدمتهم».
الشرق الاوسط
https://telegram.me/buratha