بغداد (الصباح) - دعا آية الله العظمى السيد علي السيستاني فرقاء العملية السياسية الى الحفاظ على وحدة العراق ورعاية مصالح الشعب ودفع الجانبين الامني والاقتصادي قدما في وقت قال برلماني من قائمة الائتلاف ان كتلته تجري مع التوافق حوارات بشأن القضايا السياسية ستظهر نتائجها خلال الايام القليلة المقبلة لكن عضوا من التوافق قال: ان مباحثات مع التيار الصدري تجري بشأن وثيقة من عشرين بندا تجمع تصورات الطرفين لتحسين الوضع الامني. الى ذلك رفض المواطنون تصريحات القائد الاميركي في العراق التي تكهن فيها بحرب اهلية في العراق.ففي مدينة النجف الاشرف قال الدكتور قاسم داود عضو كتلة الائتلاف للصحفيين بعد خروجه من لقاء بالمرجع الديني الاعلى آية الله العظمى سماحة السيد علي السيستاني في مكتبه صباح امس السبت: ان سماحة السيد السيستاني نصح خلال المقابلة كتلة الائتلاف العراقي وسواها من ذوي الشأن بالحفاظ على وحدة العراق وشدد على ضرورة رعاية مصالح الناس والمحرومين منهم خاصة وكذلك دعم الجانب الامني ودفع عجلة الاقتصاد العراقي الى الامام. وقال داود: انه استعرض لسماحة المرجع الاعلى معظم قضايا الشأن العراقي الراهنة واستمع واعضاء وفد رافقه من الائتلاف في الزيارة الى توجيهات سماحته وارشاداته في هذا الخصوص.على صعيد الحوارات الجارية حاليا بين الفرقاء قال عباس البياتي عضو مجلس النواب عن قائمة الائتلاف العراقي الموحد في تصريح صحفي: ان حوارات تجري حاليا بين الائتلاف والتوافق بشأن القضايا الاساسية على الساحة العراقية وان نتائج هذه الحوارات ستظهر في غضون اليومين المقبلين موضحا ان هناك اتفاقا مبدئيا على تشكيل لجنة حوارية من قبل الكتلتين لدعم الجهود الرامية الى المصالحة الوطنية والمساهمة في تثبيت الامن في المناطق الساخنة. وقال: ان تشكيل هذه اللجنة يهدف الى تخفيف حدة الاحتقان الطائفي وايصال رسالة الى جميع مكونات الشعب بضرورة التوحد وحماية التجربة السياسية الجديدة في البلاد.واكد البياتي ان مسألة دمج الميليشيات كانت احد المحاور الرئيسة في اجتماعات ممثلي الكتلتين الذين اتفقوا على ان يكون التعامل مع هذه المسائل بالطرق السلمية مشيرا الى ان اغلب القوى لديها ميليشيات ويجب ان يكون دمجها على وفق الطرق السلمية وليس عن طريق نزع سلاحها بالقوة.لكن سليم عبد الله عضو مجلس النواب عن جبهة التوافق قال لـ(الصباح): ان الجبهة تتفاوض الان مع التيار الصدري بشأن وثيقة اتفاق من عشرين بندا تم الاتفاق على معظمها، والوثيقة اجمالا تتضمن تصورات مشتركة بين الطرفين تدل على حسن النوايا وتسهم في ايجاد حلول لازمات شائكة سينتقل البلد بها(الحلول) من معاناة شاملة في مختلف ميادين الحياة الى ظروف آمنة يأملها جميع ابناء الشعب وتطرحها مكوناته السياسية الوطنية وقال ان نتائج هذه المباحثات ستظهر خلال يومين ايضا.واكد ان الوثيقة تجيب على تساؤلات تتعلق بمن يحق له حيازة السلاح من عدمه، وما هو مفهوم المصالحة وتحديد الاطراف التي يشملها مفهوما المقاومة والارهاب.وقال عبد الله: اننا جادون بذلك لوضع حد لتفاقم الوضع الامني.وخلص الى القول ان التوافق والتيار الصدري سينتظران بعد اطلاق الوثيقة ردود الافعال على الصعيدين الشعبي والسياسي، وحيا في الوقت نفسه الجهود التي بذلها الجانبان للتوصل الى هذه الوثيقة. من جانبه لفت حنين القدو عضو مجلس النواب عن قائمة الائتلاف النظر الى ان الوضع الامني في العراق اخذ يتجه اتجاها خطيرا نحو الانفلات الى حد كبير معبرا عن ثقته بان الملف الامني سيشهد في حال توليه من قبل القوات الامنية العراقية بدون تدخل وضغوطات من القوات المتعددة قدرة على فرض الامن والاستقرار في البلاد(حتى ولو بشكل نسبي) على حد تعبيره. ودعا القدو الى تفعيل قانون مكافحة الارهاب ليس فقط ضد الجماعات الارهابية ولكن حتى ضد الاشخاص الذين يروجون ويدعمون ممارسة العنف.الى ذلك رفض مواطنون في محافظة بابل تصريحات الجنرال الاميركي جون ابي زيد الاخيرة بشأن احتمال اندلاع حرب طائفية في العراق اذا استمر التدهور الامني الذي تشهده البلاد بالتصاعد نافين احتمال ان يشهد العراق حربا من هذا النوع. وقال مواطنون التقتهم(الصباح): ان على القادة الاميركيين التركيز على التصريحات التي تقود الى تهدئة الاوضاع وتقليص مساحة الاحتقان الطائفي التي تروج لها بعض الجهات الخارجية مذكرين ان اي حرب طائفية في العراق تعني فشل المشروع الاميركي في المنطقة برمتها.وقالوا لمراسل(الصباح) علي السباك: ان محاولات الجماعات الارهابية في بث روح الفرقة بين الاطياف العراقية المختلفة باءت جميعها بالفشل بما يؤكد حقيقة ان العراق ليس هو الارض الخصبة لاشعال حرب طائفية مبينا ان مشروع المصالحة الوطنية الذي اطلقه رئيس الوزراء نوري المالكي انما جاء عن دراية كاملة بالنتائج الايجابية المحتملة لهذا المشروع الذي ما كان المالكي يجازف باطلاقه دون معرفة اكيدة بما سيحصد منه العراقيون من نتائج طيبة على حد تعبيره.واشاروا الى ضرورة ان تثبت جميع مكونات الشعب العراقي عكس ما تريده بعض الجهات من اقتتال طائفي وقومي بين العراقيين مشددا علىان ذلك لن يتم الا من خلال ترسيخ اللحمة الوطنية والتأكيد على ان الطروحات التي تتبناها الجماعات الارهابية والاطراف الاجنبية المستفيدة من ابقاء الاوضاع الامنية مضطربة ما هي الا افتراضات غير واقعية وحالات مرفوضة من قبل ابناء الشعب الواحد. يذكر ان الجنرال جون ابي زيد قائد القيادة المركزية الاميركية المشرفة على العمليات في العراق كان قد حذر يوم الخميس الماضي من خطر اندلاع حرب اهلية في العراق في حال استمرار اعمال العنف الطائفية. وقال ابي زيد في جلسة استماع امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي: ان اعمال العنف في العراق ستغرقه في حرب اهلية ما لم يتم ايقافها فيه قبل ان تتمكن من ذلك.وفي الجلسة ذاتها رد وزير الدفاع دونالد رامسفيلد على تساؤلات وجهت له بانه لا يستطيع التكهن بانعكاسات حرب اهلية محتملة على 130 الف جندي اميركي يتحشدون الان في العراق، ما جعل عضوا جمهوريا هو جون وورنر يؤكد ان على الادارة الاميركية ان تطلب تفويضا جديدا من الكونغرس في حال اندلعت هذه الحرب. وفي تصريح لشبكة تلفزيون اميركية قال وورنر: ان ذلك لو حدث فان الاميركيين سيتساءلون هل ان ابناءهم سيقاتلون طرفي هذه الحرب؟ وهل انهم ارسلوا ابناءهم الى العراق من اجل ذلك بعد ان كانوا يتصورون انهم ارسلوهم من اجل تحرير العراق الذي قدموا له حتى الان اكثر من الفين وخمسمائة وستين جنديا؟.