ألقى الدكتور حسين أبو سعود كلمة الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق في الحفل التأبيني الذي اقيم في المركز الاسلامي في لندن يوم الخميس المصادف 29/7/2006 ، بمناسبة الذكرى الثالثة لاستشهاد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم جاء فيه:
بسـم اللــه الرحمــن الرحيــممرة اخرى تمرّ علينا ذكرى استشهاد اية الله السيد محمد باقر الحكيم ، تلك الفاجعة الانسانية التي اودت بحياة احد اهم زعماء العراق المعاصرين ، واكثرهم تأثيرا على مجريات الاحداث ، فالسيد الحكيم الى جانب كونه يتمتع بالتواضع الجم والخلق الرفيع والعلم الغزير والنسب الشريف والشجاعة الفائقة كان سياسيا محنكا ، قاد المعارضة العراقية في احلك ظروفها واصعب ايامها ، والمرحلة العصيبة التي نمر بها تفتقد هذه الحكمة وهذه الحنكة السياسية ، وقد ترك فراغا قياديا لا يمكن سده ابدا فالعظماء لا يتكررون ولا يجود الزمان بامثالهم سريعا.وقد عرفه العالم قطب الرحى بين فصائل المعارضة العراقية، ويتمتع باحترام كل مكونات الشعب العراقي، خاصة وانه لم يكن يؤمن بالطائفية اطلاقا ، بل على العكس من ذلك كان يرعى جميع محاولات جمع الكلمة وتوحيد الصفوف ، وله نشاطات واسهامات جليلة القدر في مجال التقريب بين المذاهب الاسلامية لتحقيق الوحدة الاسلامية الكبرى ، ورعايته لنشاطات التقريب لا تحتاج الى اشارة كونها واضحة للعيان ، وكان للسيد الشهيد اهتمامات جادة بالاقتصاد الاسلامي وحقوق الانسان وقضايا الحكم فضلا عن اصول الفقه وفروعه. ان محاولات الاغتيال التي تعرض لها السيد الحكيم كثيرة ولكنها الكرامة الكبرى حيث ابى الله تعالى الا ان يمن عليه بالشهادة وهو في ارضه وبين اهله وشعبه عند قبر جده المرتضى عليه السلام ، وفي يوم من ايام اللـه المباركة ألا وهو يوم الجمعة ، وهكذا يختار الله تعالى لعباده المخلصين نهاياتهم المشرفة حيث منّ على السيد الحكيم الشهادة مبلغا اياه اعلى مراتب السعادة ، ومن مثله لا يموت ، وهل يموت الابطال وصناع التاريخ ؟ كلا والف كلا بل هم في القلوب يعيشون وعند ربهم يرزقون .وإن الاهداف التي استشهد من أجلها آيه الله السيد محمد باقر الحكيم ليس ببعيد ليهنأ فيه شعبنا بالامن والحرية والاستقرار ولتقر اعين الشهداء وهم في عالم الشهادة في مقعد صدق عند مليك مقتدر بعد ان ضحوا بنفوسهم الغالية من اجل كرامة الوطن والمواطن .وايا كانت الجهة التي قامت بتصفية الشهيد الحكيم الا انها كانت تعلم ما يعنيه وجوده الشريف لهكذا عراق في هكذا ظروف وتعلم بانه كان رجل المرحلة بلا منازع ، وهو المقبول عربيا وكرديا وتركمانيا وعند أتباع الديانات الغير الاسلامية وهو المقبول محليا ودوليا ، وتعلم بانها اي دم زكي سفكت واي رجل عظيم قد قتلت . وكان السيد يدعواالى حكم عراقي مستقل وهم انما قتلوه لانهم رأوا الاستقبال الحاشد له في البصرة وكل المدن التي مر بها حتى وصل مدينة النجف الاشرف ، حيث شخصوه رجل المرحلة الاوحد و مازالت مؤامرة اغتياله مستمرة لحد الان من خلال مسلسل القتل العشوائي للابرياء في جميع مناطق العراق الجريح ، حيث ان الحكيم مازال يخيفهم وهو في العالم الاخر وان شهادته سيأتي بالثمر المطلوب على بناء عراق جديد حر أبي عاجلا ام آجلا .ويتوجب على الدولة عدم الاكتفاء باطلاق اسم الشهيد الحكيم على عدد من الشوارع الرئيسية بل اطلاق اسمه المبارك على العديد من المؤسسات والجامعات تكريما له مع ان مسئولية التكريم الحقيقي يقع على عاتق انصاره ومحبيه والسائرين على نهجه بالالتزام الكامل بخطه القويم والعمل على تحقيق ما كان يصبوا اليه الشهيد وهو بناء عراق جديد مزدهر مستقر ينعم بالامن والامان والإنصاف. ويشترك في ادارته كل مكونات الشعب العراقي، وليتمتع باحترام شعوب العالم.فسلام عليه يوم ولد ويوم تناثرت اشلاءه قرب ضريح جده المرتضى ويوم يبعث حيا بدمائه ومظلوميتـه . مكتب الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق ـ بريطانيا
https://telegram.me/buratha