بغداد ـ مازن صاحب:يرى %80 من العراقيين ان اعمال العنف التي تصاعدت في الاونة الاخيرة تستهدف خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار اكثر من حمل القوات الامريكية على مغادرة العراق، فيما يرى %75 من الذين شاركوا في الاستطلاع انهم يشعرون بعدم الامن فيما اذا قررت قوات التحالف مغادرة العراق «فورا».
ويرى سياسيون ان الهدف الابعد من تعمد اشاعة الفوضى والانفلات الامني هو العمل على جعل كلفة بقاء القوات المتعددة الجنسيات اكثر من كلفة رحيلها من العراق.
وباتت اوساط شعبية وسياسية كثيرة تطالب بانسحاب القوات الامريكية تدرك الان ان استقرار العراق اصبح مرهونا الى القوات الامريكية، التي اصبح وجودها حاكما ايضا على فرص نشوب الحرب الاهلية واتساع الفوضى.
ويدعو النائب حسن السنيد (الائتلاف العراقي الموحد) الى تشكيل جبهة سياسية ضد الارهاب تضم مختلف الفئات والكتل في البرلمان لتقليل فرص الاختلاف وتوضيح بعض القضايا الامنية التي تحدث على الساحة وقال السنيد لـ «الوطن» إن تشكيل الجبهة اذا كانت على مستوى اقليمي تشترك فيها كل الدول المجاورة سيكون اكثر فاعلية وقوة في الحد من الارهاب. ويشير السنيد الى عدم تعاون المواطنين بشكل تام مع الاجهزة الامنية في الخطة الجديدة للامن قائلا: «إن حالة الخوف لدى المواطن تعود لموضوع مغاير، والجبهة موضوع سياسي لان اساسها ان تكون بين القوى السياسية وفصائلها وحلقاتها البعيدة وقطعاتها ومجتمعها ومن يثق فيها وحالة عدم التعاون لاتقلل من اهمية تشكيل الجبهة».
وبرر السنيد حالة عدم تعاون المواطن مع سياقات الخطة الامنية الى ان المواطن لابد من ان يرى شيئا من نجاح الخطة الامنية حتى يثق بها ويبدأ بالتعاون معها ، واشار الى أن المواطن لم يلمس لحد الان سوى ازدحام السيارات على سيطرات الشرطة والحرس الوطني ومفارز القوى الامنية معتبرا ان هذا جعل المواطن لا يتعاون مع السلطة في تنفيذها وشدد على أن لابد للقوى الامنية من ان تعطي للمواطن جزءاً من نجاحها ليعطيها جزءاً من تفاؤله.خيوط خفيةويعزو الدكتور محمود عثمان عضو مجلس النواب (قائمة التحالف الكردستاني) في حديثه مع «الوطن» التدهور الامني الى عدم اتفاق القوى او المكونات الاساسية في البرلمان حول تسمية «إرهاب او مقاومة» متوفعا ان يؤدي الاتفاق ما بين القيادات الدينية و السياسية الى حل هذه المعضلة التي ادت الى تأجيج الشارع العراقي و ارتكاب المجازر فيه.
واشار الى «ان الكرد ليسوا طرفا في المشكلة بل هم جزء من الحل».ويرى الخبير الامني قاسم السطاني ان اي تحليل بسيط ، يتناول فترة اسبوع واحد على ما يصفه بـ «تصنيع الفوضى» يمكن ملاحظة ، ان الاماكن الشيعية تضرب مقابل مواقع سنية ، كذلك اغتيال الشخصيات السنية مقابل شخصيات شيعية . وهو لا ينكر وجود متطرفين من كلا الطرفين منغمسين في هذه الاحداث ، الا ان الوقائع تشير الى وجود خيوط خفية ، وراء تتنظيم حالة الارتباك التي ما زالت القوات الامنية العراقية واقعة في اتونها ، والتي لم تستطع الخطة الامنية في بغداد تجاوزها .
ويستنتج بان المكاشفة التي باتت مطلوبة من كل القوى السياسية العراقية، عبر آليات هيئة المصالحة ، يمكن ان تكشف عن «صناع الفوضى» وبالتالي تجعل عربة الامن في مكانها الصحيح.
جريدة الوطن الكويتية
https://telegram.me/buratha