يعول العراقيون على زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي الى بريطانيا واميركا التي بدأت امس لمناقشة ملفين اساسيين هما الامني والاقتصادي.وكشفت مصادر غربية عن احتمال ان يعلن الرئيسان بوش والمالكي في لقائهما المرتقب بواشنطن تحولا ستراتيجيا مهما لخطط الامن في العراق
وتأتي هذه الزيارة قبل يومين فقط على موعد الاجتماع التمهيدي لمؤتمر الوفاق في القاهرة الذي يعقد الثلاثاء وسط مؤشرات متفائلة باحراز قدر كاف من النجاح على طريق مشروع المصالحة الوطنية.وبدأ رئيس الوزراء نوري المالكي امس زيارة رسمية الى المملكة المتحدة والولايات المتحدة الاميركية.
وقال بيان صحفي للمكتب الاعلامي لرئاسة الوزراء تلقته(الصباح): ان المالكي يرأس وفدا رسميا يضم الدكتور طارق نجم عبد الله مدير مكتب رئيس الوزراء، وهوشيار زيباري وزير الخارجية، والدكتور حسين الشهرستاني وزير النفط، وكريم وحيد وزير الكهرباء، وعلي غالب بابان وزير التخطيط، والدكتور عبد الفلاح السوداني وزير التجارة، ووجدان ميخائيل وزير حقوق الانسان، والسفير صادق الركابي المستشار السياسي لرئيس الوزراء، فضلا عن اعضاء مجلس النواب سامي العسكري وسليم عبد الله وعادل توفيق رشيد.
واضاف البيان: ان رئيس الوزراء سيلتقي كبار المسؤولين في الدولتين وسيناقش ملفين اساسيين، هما الملف الامني والملف الاقتصادي والاستثمار واعادة الاعمار.
واشار الى: ان المالكي سيبحث، الى جانب ذلك، مسألة الغارات الاسرائيلية على لبنان وتأثيراتها السلبية على المنطقة. وفيما يبدو الملف الامني اكثر الضرورات التي دعت الى هذه الزيارة فان النائب حيدر العبادي قال: ان هناك ثلاثة فصول في الملف الامني هي جدولة انسحاب القوات الاجنبية، وتجاوزات الجنود الاميركيين ورفع الحصانة عنهم، ومساعدة الحكومة العراقية على بناء قواتها الامنية.
وقال العبادي في لقاء اجرته معه وكالة نينا للانباء: ان هناك 150 الف جندي من القوات الاجنبية في العراق وما دامت هذه القوات موجودة فان الاوضاع ستبقى غير مستقرة. ولا يتطابق هذه الكلام مع الفكرة الشائعة من ان وجود هذه القوات كفيل بالحفاظ على الامن، الا ان محللين بدأوا يقولون اخيرا: ان من المرجح ان يتولى العراقيون فرض الامن وبسط القانون اذا ما تسلموا الملف الامني في جميع ارجاء العراق، ويعتقد هؤلاء المحللون ان المالكي ربما سيطرح هذا الموضوع في مباحثاته مع رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الاميركي. وما تزال الافكار متجهة الى ضرورة بناء جيش حرفي قوي ينهض بهذه المهام ويتيح للحكومة اتخاذ قرار بالاستغناء عن القوات الاجنبية،
ونقلت صحيفة لوس انجلس تايمز في عددها الصادر امس الاحد عن مصدر في بعثة الامم المتحدة تعمل في العراق توقعاته(ترجمة الصباح) بان الرئيس الاميركي جورج بوش سيعلن عن تحول ستراتيجي مهم في خطة تحسين الامن في بغداد عند لقائه رئيس الوزراء نوري المالكي هذا الاسبوع، وقالت الصحيفة: ان ستراتيجية بوش الجديدة سوف تتضمن تحولا في الموارد والمصادر وتحولا في التركيز، وقد يشمل التغيير اعادة نشر القوات الاميركية ونشر قسم منها في بغداد. وتفيد المعلومات ان رئيس الوزراء يعتزم اجراء تغييرات وتطويرات كبيرة في سلاح الجيش ما يدعو الى توفير تجهيزات ومستلزمات مادية كثيرة، وقد يعمد الى طلب المساعدة من واشنطن في هذا المضمار.
وكانت تلميحات المالكي تكررت بالحديث عن ضباط كبار يريدون العودة، وقال متابعون: انه ربما يستفيد منهم في اجراء تلك التطويرات.
المالكي بدأ زيارته في اليوم نفسه الذي انطلقت فيه الهيئة العليا للحوار والمصالحة حيث يتعين ان تصب مجمل العملية السياسية في هذا الاطار، وليس مستبعدا ان يكون هذا المحور جزءا من الزيارة.وعلى مسافة يومين من الزيارة، ويوم واحد فقط من الان يبدأ في القاهرة الاجتماع التمهيدي لمؤتمر الوفاق المقرر عقده في بغداد بداية آب المقبل. وبالرغم من وجود اشارات ضعيفة على احتمال تأجيل مؤتمر بغداد الى ايلول الا ان السياسيين الذين التقتهم(الصباح)، وبينهم مدعوون لاجتماع القاهرة قالوا: انهم متفائلون بان مناخ المصالحة تسوده الرغبة لانجاح الاجتماع. واعربوا عن ثقتهم بان مشروع المالكي اسس لجميع الاطراف ركائز كافية للحوار والتفاهم.
جريدة الصباح
https://telegram.me/buratha