أتوجه اليوم و أنا احمل آلام الملايين الذين عقدوا علينا الأمل و أوكلونا في الحفاظ على حياتهم و رعاية مصالحهم، و أدعو جميع الأحزاب و القوى السياسية و النواب و الشخصيات الوطنية و الإسلامية إلى توحيد خطابهم، و أن يسعوا إلى حلّ جميع الخلافات و السعي إلى تقريب و جهات النظر فيما بينهم في اجتماعات خاصة بعيداً عن الإعلام و الصحافة.
كأي بلد ديمقراطي في العالم لا بد أن تكون هناك خلافات و وجهات نظر مختلفة بين أحزابه و قواه السياسية، و لكن على تلك الأحزاب و الحركات أن تجعل من خلافاتها عنصر قوة لا مكمن ضعف، و أن تعمل على إحياء الأمل و إشاعة الطمأنينة في نفوس هذا الشعب الذي تحمل ويلات الدكتاتورية سابقاً و دمار الإرهاب حالياً.إن العملية السياسية قد أفرزت المجلس النيابي المنتخب و الرئاسات الثلاث و حكومتنا و هي حكومة وحدة وطنية حقيقية، كما تم الاتفاق على تشكيل المجلس السياسي للأمن الوطني، و هي جميعاً تشكل الآليات التي يجب العمل من خلالها على حل جميع الإشكالات و التقريب بين وجهات النظر و بيان الآراء و المواقف المختلفة و المتمايزة ضمن أطرها.
إن اللجوء إلى صفحات الجرائد و وسائل الإعلام لانتقاد بعضنا البعض، و الابتعاد عن التضامن الوزاري أو انتقاد حكومة الوحدة الوطنية التي تمثلنا جميعاً و التي كانت خيارنا و خيار الشعب، يؤدي إلى توسيع الخلافات و تعطي انعكاساً سلبياً على آمال و طموحات شعبنا و تطلعاته لبسط الأمن و إعادة الإعمار و تقديم الخدمات.لذا أهيب بأخواتي و إخوتي السياسيين و قادة الرأي في الأحزاب و الحركات و القوى السياسية المخلتفة ان يدركوا خطورة المرحلة و التحديات التي تواجه مسيرتنا الديمقراطية، و أن يكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، ففشل مسيرتنا الديمقراطية هو فشلنا جميعاً و نجاحها هو نجاحنا جميعاً، و لذلك لا بد من توحيد خطابنا السياسي الموجه عبر الإعلام إلى الناس في العراق و العالم العربي.جلال طالباني رئيس جمهورية العراق"
https://telegram.me/buratha