وبسبب هذا الخوف الجديد المحفوف بالموت أصبح الطريق إلى عمان أو سوريا خاويا إلا من تجرأ وامتلك الشجاعة لقاء مبالغ إضافية قد لا يحصل عليها لو عمل لمدة ثلاثة أشهر متواصلة في مهنة أخرى..وأصبح سائقو المركبات على هذا الطريق عملة نادرة كما يقال يبحث عنهم أصحاب مكاتب السفر الذين يجلسون في مكاتبهم الأنيقة وسجلاتهم تشكو نقصاً من سائقي الطريق الذي تحول إلى مصيدة مميتة.
ولان عدد سائقي المركبات أصبح اقل من عدد أصابع اليد الواحدة فان الأجرة ارتفعت إلى أضعاف مضاعفة .يقول غالب الشطري المدير المفوض لشركة الحسن للسفر والسياحة ..لا يوجد سائقو مركبات على هذا الطريق..هناك سائقون فقط وموافقتهم أصبحت صعبة ..وأضاف..ان أجرة السفر إلى عمان أو دمشق ارتفعت إلى أكثر من 300 دولار للشخص الواحد بعد أن كانت 50 دولارا قبل عام لترتفع إلى 75 دولارا ثم إلى 100 دولار لتقفز إلى 200 دولار وأخيرا إلى 300 دولار.
وبين الشطري إلى إن أسباب هذا الارتفاع له ما يبرره بكل تأكيد.. منها المخاوف التي يشعر بها السواق ومقتل بعضهم على هذا الطريق إضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود إذ وصل سعر اللتر الواحد في محطات الوقود الطريق الدولي أكثر من 3000 دينار إضافة إلى انعدام الأمان .
ويقول رضا الددة المدير المفوض لشركة الددة للسفر والسياحة لقد قتل أكثر من ستة لسائقي المركبات خلال ثلاثة أشهر الأخيرة فقط مما صعب من مهمة السفر وأصبح المواطن في حيرة من أمره خاصة وان هناك الكثير ممن يرغبون بالسفر إلى الأردن أو سوريا للعلاج أو الهرب من الوضع الأمني أو البحث عن عمل في هاتين الدولتين أو يريد مغادرة العراق إلى دول أخرى ولكن عليه أن يدخل إحدى هاتين الدولتين قبل توجهه إلى دولة أخرى.. مضيفا..لقد أصبح الطريق مخيفا وبالتالي أصبح عدد سائقي المركبات قليل جدا..مشيرا إلى إن لديه سائقا واحدا فقط يمتلك سيارة من نوع G.M.C وهو يرفض الذهاب مرة أخرى حتى بعد أن ارتفع السعر إلى 300 دولار للفرد الواحد" وأشار إلى ان السائق على هذا الطريق لا يأخذ معه سوى ثلاثة ركاب وحتى المسافرين أنفسهم أصبحوا خائفين من هذا الطريق..ويوضح ان الكثير من المسافرين استبدلوا هذا الطريق بطريق- طهران سوريا لتوفر الأمان.
فيما قال لنا السائق أبو محمد انه لن يذهب مجددا حتى لو أصبحت الأجرة 500 دولار أو ألف دولار.. موضحا إلى انه خرج من الموت بأعجوبة وبرعاية من الله..وأشار إلى انه سبق أن استوقفته مجموعة من المسلحين في رحلته الأخيرة قبل أسبوعين وأوثقوه مع المسافرين الثلاثة الذين كانوا معه في السيارة إلا ان هؤلاء المسلحين كانوا سراقا وتركونا في الطريق بلا سيارة أو مال لنبقى في الصحراء ننتظر الفرج من سواق آخرين أقلونا إلى كربلاء.
وقال سائق آخر رفض الكشف عن اسمه.. رأيت في سفرتي الأخيرة مجموعة من العراقيين عائلة وسائقهم وقد ذبحوا ذبحا عند الكيلوا 160( شمال مدينة الرمادي ).مضيفا..إن هذه المنطقة من اخطر المناطق وأكثرها موتا حيث تنتشر فرق الموت في هذا الطريق وهي تبحث عمن يسكن الجنوب لتذبحه.. وأكد انه سيعود إلى السفر إذا وجد ثلاثة ركاب يدفعون 400 دولار لكل واحد منهم لأنني لن احصل عل هذا المبلغ من مهنة أخرى وأنا لا أجيد غير السياقة وهي مهنتي الوحيدة منذ 10 سنوات..وبين..إن الموت بيد الله وقد علمتني الحروب إن اجلي له موعد ثابت قد يحين وأنا في بيتي.
جريدة الصباح
https://telegram.me/buratha