قال سماحة امام جمعة النجف الاشرف السيد صدر الدين القبانجي (دام ظله) بعد ان انجز العراق وانهى مهمة انتخاب مجلس النواب في كانون الثاني سنة 2005 خيطت يومئذً نسائج انقلاب سياسي شهده العراق خلال الشهور السبع الماضية بهدف عودة البعثيين وتسلط الأقلية على العراق والعراقيين وذلك على يد البعثيين والتكفيريين والمتطرفين السلفيين وقد فشلوا وتشكلت حكومة منتخبة، جاء ذلك في الخطبة السياسية لصلاة الجمعة في النجف الاشرف.
وأضاف سماحته إن هذه المجموعات المتآمرة اعتمدت على خمس خطوات هي:الإرهاب والفوضى وعزل الجمهور ونشر الفتنة الداخلية منذ عملية هدم قبة الإمامين العسكريين(ع)، عرقلة العملية السياسية وإجهاضها، إفشال الحكومة التي انتخبها العراقيون ،ومحاولة تغيير الموقف الدولي والذي اعتبره اخطر خطوة قادها المتآمرون بعد ان اكتشفوا في إسقاط صدام وبناء العراق الجديد إننا استفدنا وجعلنا الموقف الدولي لصالحنا وأصبح نقطة القوة لدينا مؤكداً أن العراقيين أحبطوا هذا الانقلاب السياسي على العراق الجديد واستطاعت الارادة العراقية بحكمة العراقيين وقياداتها السياسية والدينية أن تكسب الموقف الدولي مشيراً إلى بقاء الموقف العربي ضد عملية التغير في العراق .
وأشاد سماحته بمشروع المصالحة الوطنية والانفتاح على العالم العربي مشدداً على قيام الدولة بمسؤولياتها وتصفية حواضن الإرهاب و ملاحقته وتجفيف منابعه.
واستنكر المسلسل الدموي الذي طال ارواح الأبرياء في المحمودية والمقدادية وبغداد ومدينة الصدر والكوفة وديالى وتلعفر واصفاً إياه بأنه تمادي للإرهاب .
وعن الموقف من الإرهاب اشار سماحته الى بيان الإمام السيستاني الذي صدر اخيراً و دعا فيه الى نبذ العنف والكراهية من قبل كافة الأطراف واستبدالها بالمحبة والحوار، ودعا القادة السياسيين والإداريين للوقوف والتخطيط لوقف المسلسل الدامي، ودعا الإرهابيين للعودة إلى الضمير وحب الوطن، والنهي عن التعرض إلى الأقليات، والتعاون مع الحكومة الوطنية المنتخبة، والابتعاد عن النزعات التسلطية والتحكم الطائفي، وأخيرا وقف العنف المتقابل بكل أشكاله ورعاية حرمة الدم العراقي.
وعن العدوان الإسرائيلي على لبنان قال سماحته: الشعب العراقي رغم جراحه يقف مع الشعب اللبناني ويدين العدوان، مندداً بسكوت المجتمع الدولي مؤكداً ان إسرائيل تعتمد سياسية الغصب والعدوان والتوسع والإرهاب وتمارس إرهاب دولة في وضح النهار متسائلا عن شعار مكافحة الإرهاب.
واستنكر سماحته موقف الأمين للأمم المتحدة كوفي عنان في نهيه عن الإفراط في استخدام القوة وعدم ادانته اصل العدوان على بيروت ولبنان داعيا الشعب اللبناني والشعوب العربية والشعوب المسلمة إلى اتخاذ موقف وإدانة هذا العدوان.
وفي الخطبة الأولى تحدث سماحة السيد القبانجي عن شخصية شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لشهادته وقال ان شخصية السيد الحكيم كانت تتمتع بالتصميم العظيم والتوكل العالي على الله والصبر المتواصل والتقوى وحب العراقيين وتحديد الهدف وتوظيف حياته وعمره لانقاذ وتحرير العراقيين.
واشار سماحته الى منهج السيد الحكيم الذي تمثل بثلاث خطوط: الانفتاح الدولي، المشاركة في الحكم، والمقاومة السياسية واصفا قضية العراق بأنها قضية دولية.
https://telegram.me/buratha