الأخبار

السوداني: نعمل على تنظيم مؤتمر بغداد 2023 للتكامل الاقتصادي والاستقرار الإقليمي


أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الجمعة، خلال كلمته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ان إرادة الاتفاق تغلبت في العراق الجديد والحكومة الائتلافية نجحت بإعادة الثقة بالنظام السياسي.

وقال السوداني في كلمة له خلال مشاركته في الدورة الـ 78 لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة:"أودّ أن أنقل لكم اليوم تحيات العراق وشعبه الذي كان من بين الدول الخمسين التي أسست هذه المنظمة العتيدة قبل ثمانيةٍ وسبعين عاماً وكان ومازال حتى اليوم يؤمن بالمبادئ العامة التي أسست عليها ويسهم في جميع برامجها إيماناً منه بأنّه لا سبيل أمامنا سوى التآخي والتعاضد الإنساني من أجل الوجود الآمن المستمر للعالم أجمع ".

واضاف، ان "إرادة الاتفاق والتفاهم تغلبت في العراق الجديد ونجحنا بتجاوز أيّامٍ صعبة لتولد حكومتنا الحالية التي يقف خلفها ائتلاف سياسي واسع يضمّ كل الأطياف والمكونات العراقية".

وتابع، ان "الحكومة تبنت برنامجاً إصلاحياً شاملاً وطموحاً لتصحيح المسار وإعادة الثقة بالنظام السياسي وتوفير العيش الكريم للمواطن"،مشيرا الى انه"وضعنا برنامجاً يحمل أولوياتٍ حاسمة، تمثل ملفاتٍ لا يمكن التهاون في تنفيذها تقع في صلب احتياجات شعبنا".

ولفت الى انه"تركزت هذه الأولويات، على توفير فرص العمل وتحقيق نهضةٍ واسعةٍ في الخدمات ومحاربة الفقر ورفع المستوى المعاشي ومكافحة الفساد وتجذير الإصلاحات الشاملة في الجوانب الاقتصادية والإدارية وفي القطّاع المالي والمصرفي لتجاوز الموروث الواهن للنظم الإدارية السابقة".

واوضح، انه"لقد قطعنا شوطاً مهماً في هذا المسار خلال مدةٍ زمنيةٍ قياسية وتطورت البيئة الاستثمارية في العراق لتنفتح على الاقتصاد العالمي وعلى الشراكات المثمرة"، لافتا الى انه "جرى توقيع العديد من الاتفاقيات في قطاعاتٍ مختلفة وصار العراق بيئةً آمنةً تجذب المستثمرين إلى فرصٍ واعدةٍ كبيرة"

واردف، انه"ما زال العراق بلداً نفطيّاً مهماً ودولةً محوريةً في سوق الطاقة العالمي ويتوافر على فرصٍ ومشاريع وأعمالٍ عالية الأهمية في هذا المجال"، مستدركاً "أطلقنا مشروع طريق التنمية المشروع الرائد والأحدث في المنطقة وهو القناة البرّية الحيوية الرابطة بين أجزاءٍ اقتصاديةٍ أساسيةٍ في منطقتنا النامية، والطريق الأنسب والأفضل للتجارة والتبادل الاقتصادي في المنطقة".

وبين انه "لقد أوردت العديد من المؤسسات الدولية تقارير تتحدث عن تفشي الفساد في العراق، وشخّصنا هذه الآفة وأطلقنا عليها مصطلح "جائحة الفساد"، وجعلنا محاربتها أولى أولوياتنا، وشرعنا بملاحقة المطلوبين أينما وجدوا ومهما كانت مناصبهم وانتماءاتهم، وتسليمهم للقضاء".

وطالب السوداني، الدول الصديقة والشريكة أنْ "تمدّ لنا يد العون في مكافحة الفساد بجميع مراحله وتسهيل عملية متابعته والقائمين عليه، ويجب علينا جميعاً أنْ نتكاتف ونتعاون في محاربة الفساد، ونستردّ الأموال المنهوبة منهم لأننا نؤمن بالترابط بين الفساد والإرهاب فأحدهما يسند الآخر وهذا ما نحاربه جميعاً".

وتابع، "لقد حرصنا على بناء سياسةٍ خارجيةٍ مستقلةٍ ومتوازنةٍ تستهدف التعاون وترتكز على تقريب وجهات النظر والمشتركات، وحرصنا على أن يكون العراق مصدر استقرار في محيطه الإقليمي والدولي وجزءًا من الحل في أية مشكلةٍ إقليميةٍ أو دولية ورافعاً لممكنات التفاهم والتعاون المتبادل"، مؤكدا "نتحرّى السبل نحو شراكاتٍ بناءة تقوم على مبادئ الاحترام المتبادل وتحفيز الأطراف المشاركة والمساعدة في رسم السياسات التي تحقق التنمية المستدامة لشعوبنا المحبّة للسلام".

واكد، ان " حكومة جمهورية العراق ملتزمة بمبادئ القانون الدولي واحترام جميع القرارات الأممية وتصميمها على إقامة أفضل العلاقات مع الجميع ولاسيما دول الجوار، ونرفض التدخل بشؤون بلدنا الداخلية وتحت أية ذريعةٍ كانت وفي الوقت الذي يلزم فيه دستورنا ألّا يكون العراق منطلقاً للاعتداء على الدول الأخرى، نطالب الجميع باحترام سيادة العراق وسلامة أراضيه".

واشار الى انه "نحتفظ بحقّنا باتخاذ الإجراءات المناسبة على وفق ما أقرته القوانين والمواثيق الدولية لردع أيّ انتهاكٍ تتعرض له بلادنا"، مجددا التأكيد على "مد يدنا لجميع دول الجوار من أجل حفظ أمن واستقرار منطقتنا وتقدمها وازدهارها الاقتصادي، بما يحقق رفاهية شعوبها".

واضاف، انه "نستهدف تحقيق التكامل الإقليمي وإزالة ما يعرقل التجارة الحرّة في المنطقة وتسهيل انتقال الأشخاص والبضائع ورؤوس الأموال عبر الحدود السياسية، وربط البنى التحتية ببعضها وهي فواعل تقلل من احتمال نشوب نزاعٍ مسلّحٍ مستقبلاً، وتحدّ من تفاقم الصراعات إلى حدٍّ كبير".

واردف، " نرى إمكانية تحقيق التكامل الاقتصادي عبر توحيد ومقاربة السياسات الاقتصادية والتعريفات الكمركية والقوانين وربط البنى التحتية الاقتصادية ببعضها عبر الاستثمار المشترك وعرض الفرص، ونعمل على تنظيم مؤتمر (بغداد ألفين وثلاثةٍ وعشرين) للتكامل الاقتصادي والاستقرار الإقليمي".

واكد، انه" لن نتخذ من سياسة المحاور مساراً في علاقاتنا بل نتعامل مع الجميع وفق مصلحتنا الوطنية، وماضون في تعزيز مكانة العراق الطبيعية في ساحة التعاون الدولي، وفعل كل ما يعزز الاستقرار".

وبين، انه "حكومتنا وضعت ملفّ النازحين والمهجّرين ضمن أولوياتها واتخذت العديد من التدابير الوطنية لإيجاد الحلول المستدامة وضمان عودتهم الطوعية والآمنة إلى مناطق سكناهم الأصلية، وحرصنا على حسم ملف المفقودين والذين غيّبوا على أيدي مجرمي داعش وتقديم الدعم المادي والنفسي لعوائلهم وإعادة إدماجهم".

وتابع" نمضي في العراق نحو المصادقة على (سياسة حماية المدنيين) لغرض تأكيد الحفاظ على حقوق الإنسان واحترام القانون الدولي الإنساني من خلال تدريب القوات الأمنية ومراقبة الأداء بما يختص بحماية المدنيين من الأخطاء التي تقع أثناء النزاعات المسلحة، ونمضي بحماية المدنيين أثناء الكوارث الطبيعية ليكون العراق أول دولةٍ في الشرق الأوسط تتبنى هكذا سياسة وتخلق بيئةً للتعاون بين القوات الأمنية والمواطنين، وحث الخطى بثباتٍ نحو إقامة الانتخابات المحلّية للمحافظات نهاية العام الحالي بعد توقفها لعشر سنوات وهي ركن من أركان اللامركزية في العراق وجزء أساس من رصانة النّظام ومؤسسات الدولة".

واستدرك بالقول" تدير الحكومة الاتحادية من خلال برامجها الشاملة والمتعددة أفضل العلاقات مع إقليم كردستان وجميع محافظات العراق على نحو متساوٍ، والحكومة في حوارٍ مستمرٍّ مع ممثلي الإقليم والحكومات المحلية في عموم محافظات العراق لتحويل الفرص إلى مشاريع تعزز تنمية الموارد والاقتصاد العراقي".

وبشان ملف المياه، اكد السوداني، ان "منطقتنا وبلادنا على وجه الخصوص بلاد ما بين النهرين تتعرّض إلى وطأة آثار الجفاف الناتج عن التغيرات المناخية والحاجة الملحة الى حفظ الحقوق في موارد المياه وأحواض الأنهر الدولية، وإنّ المسطحات المائية الطبيعية في الأهوار من بين الرئات التي تتنفس بها الكرة الأرضية فضلاً عن كون جفافها يعد خسارةً بيئيةً وتاريخيةً بحقّ كلّ كائنٍ حيٍّ على هذا الكوكب، وعلى أرض العراق خطّت أول اتفاقيةٍ دوليةٍ وكانت تتعلق بالمياه قبل ألفينٍ وخمسمئةٍ وخمسين عاماً لذلك لا يجب أنْ يترك مهد الحضارة والنور ليموت عطشاً".

واكد ان"الكارثة البيئية ستكون أشدّ على العراق ودول المنطقة، مع ارتفاعٍ غير مسبوقٍ لدرجات الحرارة مما يحوّل أشكال الحياة الطبيعية إلى صعوبةٍ بالغةٍ تقترب من المستحيل، والعراق يعمل ويدعو إلى بذل المزيد من الجهود بين الدول الإقليمية المعنية للعمل معاً وإيجاد آليةٍ فعالةٍ للتنسيق وتشكيل تكتلٍ تفاوضي ضمن اتفاقية المناخ".

واشار الى ان "العراق يدعو إلى آليةٍ متكاملةٍ لإدارة المياه العابرة للحدود ومواجهة آثار الجفاف والعواصف الترابية وموجات ارتفاع الحرارة وأهمية تحشيد الجهود الدولية والتشجيع الأممي لضمان استدامة موارد المياه".

ودعا السوداني، إلى "إقامة تجمّعٍ إقليمي يضم دول شواطئ الخليج من العراق وإيران والدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وهي الدول التي ستتعرض أكثر من غيرها لارتفاع درجات الحرارة، ويضطلع هذا التجمّع بتنسيق الجهود الإقليمية لإدارة المياه ومواجهة التغييرات المناخية وتعزيز حماية البيئة والعمل المشترك في مواجهة الجفاف".

وتابع"قامت حكومتنا باتخاذ الخطوات اللازمة لتقليل الانبعاثات وإيقاف حرق الغاز المصاحب وتلويث البيئة"، مبينا "بادرت حكومتنا إلى إطلاق عدة مشاريع في مجال تدوير النفايات وتشجيع الاتجاه نحو الطاقة النظيفة، وصادقت حكومتنا على إستراتيجية وطنيةٍ لمواجهة التلوّث والحد من تداعياته للسنوات 2023-2030".

واكد ان" العراق يرى أنّ مواجهة التحدّيات تتطلب بناء مؤسساتٍ قادرةٍ على التعامل مع التحديات الاقتصادية والأهمّ التحديات المناخية، و يصنف العراق وطبقاً للإحصاءات السكانية من الدول الفتية إذ تشكل فئة الشباب الذكور والإناث نسبة ستين بالمئة من السكان في البلاد".

وولفت الى ان "الحكومة العراقية حرصت على إعطائهم الأهمية في برنامجها الحكومي والنهوض بالواقع الشبابي بغية الاستثمار الأمثل لهم، ووضعت العديد من البرامج والاستراتيجيات والمشاريع والمبادرات لدعم هذه الفئة في مختلف المجالات، و أطلقت مبادرة (ريادة) للتنمية والتشغيل المعنية بدعم فئات الطلبة والشباب وتمكينهم، وتطوير طاقاتهم الإبداعية من أجل نيل فرصٍ لائقةٍ في سوق العمل، وتمّ تشكيل المجلس الأعلى للشباب وبفضل رعاية الحكومة العراقية لقطاع الشباب والرياضة وبناء المنشآت والمراكز الرياضية فقد تمكنت الفرق الرياضية والطلابية العراقية من حصد العديد من الألقاب في مختلف المسابقات والبطولات".

واكد رئيس الوزراء ان " جهود حكومتنا ومضيّها في برامج تمكين المرأة ومنحها حقّها الفعّال بالإسهام في كل أسسٍ عمليةٍ التنمية فقد كانت شريكةً أساسيةً في جميع انتصاراتنا على الإرهاب ومازالت شريكةً في التغلب على كل الصعوبات ومواجهة التحديات، و نجدد على مسامع العالم موقفنا الواضح والثابت من الحقّ الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".

واكد ايضا، دعم العراق "لوحدة سوريا أرضاً وشعباً وندعو إلى رفع المعاناة عن الشعب السوري وتمكينه في بسط سلطته على كامل الأراضي السورية، في ظل استمرار التهديد الذي تمثله قدرة المنظمات الإرهابية على تجنيد عناصر تهدد أمننا وتستهدف دولنا فمن المهم التمييز بين التحريض على العنف ونشر الكراهية والاعتداء على معتقدات الآخرين من جهة وحرية التعبير من جهةٍ أخرى"مبينا إن "حرق القرآن الكريم جريمة كراهيةٍ تستهدف الاعتداء على ربع سكّان العالم وآخرين ينظرون باحترامٍ وتقديرٍ للمقدّسات وهو مما لا يمكن سوقه على أنه من حرية التعبير".

واوضح انه "لقد ذقنا في العراق مرارة التطرّف الديني وعرفنا مآلاته وهذه الأفعال من صلب الدوافع لخلق التطرف والتشجيع نحوه ومازالت داعش الإرهابية خير مثالٍ أمامنا، وحان الوقت لأنْ يأخذ العراق مكانه الطبيعيّ في المجتمع الدولي بعد نجاحه الباهر في محاربة الإرهاب نيابةً عن العالم والانتصار عليه بمساعدة الأصدقاء والشركاء، وكان الدور البارز للمرجعية الرشيدة المتمثلة بآية الله العظمى السيد علي السيستاني وفتواه المباركة وبسالة جميع القوات الأمنية والعسكرية العراقية في هذه الانتصارات وكذلك إرساء دعائم السلم المجتمعي".

واختتم السوداني حديثه، بانه "بهذه الروحية أصبح العراق آمناً مستقراً وسنكمل المسيرة ونعمل من خلال الدبلوماسية المنتجة بأنْ نجعل من العراق مركزاً لتلاقي الإخوة والأصدقاء والشركاء لبناء إقليمٍ آمنٍ مزدهرٍ لخدمة شعوبنا أجمع، ويتميز العراق الآن بقوة موارده وموقعه الجغرافي وإرادة شعبه الذي واجه التحديات وانتصر عليها بكل جدارة".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك