في رد على تصريحات اطلقها حارث الضاري مسؤول ما يسمى بهيئة علماء السنة, اصدر المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بياناً اليوم عبر فيه عن عدم استغرابه من تلك التصريحات التي وصفها بانها ترمي الى تأجيج الفتنة .
وكان الضاري قد وجه امس اتهاماً الى سماحة السيد عبد العزيز الحكيم والسيد مقتدى الصدر بانهما من يقف وراء الارهاب في العراق , جاء ذلك في كلمته في مؤتمر للجماعات والهيئات الاسلامية اقيم في تركيا امس .
واكد البيان ان كلام الضاري كان اعتباطيا ًخارجاً عن حدود الادب , ولا يستند على اي ارقام معترف بها , وان الضحية والجاني في العراق معروفاً , مذكراً بان الضاري امتنع حتى اللحظات الاخيرة عن ادانة المجرم الزرقاوي الذي كان يجاهر بقتل الشيعة والسنة . ومن جهة اخرى دعى البيان العراقيين سنة وشيعة الى الحذر من هذه الدعوات الطائفية ..
وفي ما يلي نص البيان . . .
بيان
لم نستغرب حينما استمعنا الى حارث الضاري وهو يدلي بتصريحاته من على قناة الجزيرة القطرية عصر اليوم 11/7/2006 حول الفتنة الطائفية في العراق، فهي تصريحات لم تخرج عن الاطار العام لتصريحاته السابقة الرامية الى تأجيج هذه الفتنة، لكنه هذه المرة تجاوز حدود اللياقة والادب والاعراف السياسية حين ذكر اسماء شخصيات وطنية عراقية متهماً اياها بانها وراء عمليات قتل السنة في العراق، ومن دون تقديم اي دليل على مدعياته الرخيصة الباطلة.
لقد كنا وطيلة السنوات الثلاث الماضية التي اعقبت سقوط الطاغية صدام وانهيار نظامه الاجرامي نكظم الغيض ونعض على الجرح في مقابل كل الاقاويل والاكاذيب والاباطيل التي تنطلق من هذا الطرف او ذاك ومنهم الضاري عملاً بالآية القرآنية الكريمة " والذين لا يشهدون الزور واذا مروا باللغوا مروا كراماً" (الفرقان 72)، معتقدين ان هذا الاسلوب سيعيد هؤلاء المبطلين الى جادة الحق والصواب، ومعتقدين ايضاً ان وحدة العراق والعراقيين تستحق كل التضحيات.
واليوم نجد ان بعض الناس ما زال سادراً في الغي والعدوانية والتآليب والتحريض ضد شريحة وطنية عراقية تمثل اغلبية الشعب العراقي وضد رموزها التي تحضى بالكثير من الاحترام والتقدير في اوساط الشعب العراقي بسبب تضحياتها ومواقفها الوطنية المشهودة خلال عقود كبيرة من الزمن، منذ حركة الجهاد ضد الاحتلال البريطاني، وحتى الآن.
ان توجيه الضاري للاتهام لسماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم بانه وراء قتل السنة في العراق من المضحكات المبكيات، فالسيد الحكيم كان من اوائل ضحايا الارهاب في العراق من خلال استهداف شقيقه الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس) قبل سنوات ثلاث، كما استهدفت حياته بشكل مباشر بسيارة مفخخة، لكنه مع كل ذلك خرج وبعد هذه الاحداث الاجرامية ليؤكد للجميع اصراره وتأكيده على الوحدة الوطنية، محذراًَ الجميع من الانجرار الى الفتنة الطائفية.
ان ما ذكره الضاري من ارقام حول قتلى الاخوة السنة هي ارقام اعتباطية لا تستند اطلاقاً على اي ارقام رسمية معترف بها، وانما هي ارقام يتعمد هذا الشخص تهويلها لاهداف تحريضية باتت معروفة، وهي عارية عن الصحة مع العلم ان 70% من ا لقتلى هم من الشيعة..
ان من يقتل العراقيين اليوم بات معروفاً، ولا يحتاج الرأي العام الى دليل لمعرفة ذلك، فالتفجيرات والسيارات المفخخة والقتل على الهوية في مناطق مختلفة من العراق والتي استهدفت كلها الشيعة في العراق ما زالت مستمرة واصحابها ينزفون.
ومع ان المقبور الزرقاوي عبر رسائله وكلماته الاجرامية الواضحة والصريحة في الدعوة الى قتل الشيعة والكرد والسنة في العراق لم تترك مجالاً لاحد في الادعاء بان القتل الطائفي تتحمل مسؤوليته المجموعات الارهابية التي تدعي الدفاع عن السنة، الا ان الضاري ظل وحتى اللحظة الاخيرة يرفض ادانة الزرقاوي او مهاجمته مع ان الزرقاوي حكم بالقتل على ملايين العراقيين من الشيعة والكرد والسنة (المرتدين) وباشره فعلياً ليس لاي سبب سوى السبب الطائفي.
ان هذا المنهج والسلوك الذي اختاره هذا الرجل هو منهج وسلوك يدعم الارهاب ويؤيد ويساند كل الاعمال الاجرامية التي تطال الشيعة العراقيين وهذا امر غريب، حين يرفض رجل يدعي الدفاع عن الدين والسنة ادانه قاتل مجرم حكم بالموت على الملايين.
لقد كان الضاري وما زال مصراً على تخريب اي مبادرة وطنية لتقريب وجهات النظر بين جميع مكونات الشعب العراقي، ومواقفه المتشنجنة والسلبية تجاه كل دعوات الوحدة الوطنية معروفة، واخرها رفضة لمشروع المصالحة الوطنية بحجج هي اوهى من بيت العنكبوت، لانها حجج لا تمت الى اي حس وطني بصله، بل هي مواقف تنطلق من الحس الطائفي المقيت.
ان قراءة سريعة للعمليات الاجرامية والارهابية خلال الفترة الماضية توضح ان هذه العمليات تستهدف الانسان العراقي ومراكز التجمعات الشيعية فقد اصبحت دور العبادة والمساجد والحسينيات والتجمعات السكانية الشيعية هدفاً دائماً لهذه العمليات التي يسمي الضاري واضرابه اصحابها بانهم ـ المقاومة الشريفة ـ حتى اصبح واضحاً ان هذه ـ المقاومة ـ ليست مشروعاً وطنياً بل هي مشروع طائفي بدأ منذ سقوط النظام الدكتاتوري وما زال مستمراً لحد الان.
والادهى من كل ذلك هو ان يصبح الضحية متهماً، على قاعدة المكر الشيطاني ـ رمتني بدائها وانسلت ـ.
ففي الوقت الذي نقتل فيه كل يوم بالمجان وعلى طريقة المذابح الجماعية في حرب طائفية قذرة باتت واضحة للعيان ومعروفة لكل ذي بصيرة.
فان الخطاب الذي يستخدمه الضاري هو نفس الخطاب الذي استخدمه المهزوم صدام ونظامه المنهار، وهو خطاب التحريض والعدوان واستعداء الاجانب ضد العراقيين والدعوة لقتلهم وتهميشهم والالقاء بهم خارج التاريخ.
لقد كان الاحرى بحارث الضاري ان يدرك بان لغة الافتراء والتهويل والتهم الباطلة والتحريض ضد العراقيين لن تزيد النار الا اشتعالاً، واين هو من سماحة السيد عبد العزيز الحكيم الذي ما زال يدعو الى الوحدة الوطنية وتوحيد الصفوف والابتعاد عن الفتنة الطائفية رغم كل جراحاته ومصائبه واحزانه، ودافع عن السنة كما دافع عن الشيعة، اليس هو من العائلة التي فقدت اكثر من سبعين شخصاً من رجالها وفيهم العلماء والصالحون والفقهاء المجتهدون والمجاهدون الاحرار، واين هو من السيد مقتدى الصدر سليل العائلة العلمية المجاهدة التي قدمت التضحيات الجسام من اجل العراق.
اننا ننصح حارث الضاري بالكف عن الاستمرار في هذه اللعبة الخطرة فهي لعبة تعبث بارواح العراقيين، وندعوه الى العودة الى جادة الحق والصواب، والله الله في ارواح العراقيين.
واخيراً ندعو اخواننا العراقيين شيعة وسنة ومن جميع المكونات العراقية الى الحذر كل الحذر من هذه الدعوات الطائفية، والوقوف بحزم وقوة ضد كل من يحاول زرع الفتنة.
اننا نؤكد حرصنا على ان يأخذ القانون مجراه وان تكون الحكومة قادرة على تطبيقه لأننا نرفض الفوضى ففي ذلك ضياع للحق والانفس.
"اما الزبد فيذهب جفاءً واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض"
المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق
بغداد ـ 11/7/2006
https://telegram.me/buratha