بينما الواقع الذي شهده حي الجهاد هو العكس تماما ، حيث قامت مجموعات تابعة الى ميليشيات الحزب الاسلامي ، بنصب الحواجز وخطف المواطنين الشيعة من بيوتهم واعدامهم في الشوارع وبعضهم تم اقتياده الى جامع " فخري شنشل " الذي تديره هذه الميليشيات وعثر هناك في جواره على اكثر من اربع عشرة جثة تعود لمواطنين شيعة ، وذلك اثر التحريض الطائفي الذي قام بها رئيس الوقف السني الشيخ عبد الغفور السامرائي ، واتهامه جيش المهدي بتنفيذ الاعدام بامام مسجد ابو دشير امام الملآ ، وهو الادعاء الذي كذبه مسؤول الاعلام في التيار الصدري الشيح الدراجي.
واكد شهود عيان ان شخصيات بعثية معروفة من الضباط وجهاز المخابرات التي كانت تسكن هذه المنطقة وانقطعت اخبارها بعدما اختفت من المنطقة من سنتين ، شوهدت يوم امس تظهر مسلحة ويحيطها مسلحون ملثمون ،وهي تعطي التعليمات بتوزيع ميليشيات الحزب الاسلامي في حي الجهاد تساندها ميليشيات تابعة لهيئة علماء السنة التي يشرف عليها الطائفي مثنى نجل رئيس هذه الهيئة الذي كان يشغل منصب مستشار صدام السابق في وزارة الاوقاف حارث الضاري .وعلق اعضاء في مجلس النواب على تقرير وكالة رويترز الذي تم تغطيته بشكل واسع في الفضائيات قائلين :" ان هذا التقرير الذي يخلو من الحقائق ، يشكل امرا من اثنين ، اما ان وكالة رويترز تعمدت ان تمارس هذه اللعبة الاعلامية لاغراض سياسية خطيرة ، واما ان تكون ضحية لتسريبات صحفية قدمها لها فريق من الطائفيين الذين يستلمون مناصب سياسية في الدولة .." !!!ولعل التفسير الثاني هو المرجح او يكون وراء نشر خبر الذي حمل عنوانا يقول "مذابح بحق السنة في حي سني " ..!!؟؟؟او يكون التفسيران كلاهما صحيحين ، اذ كشف صحفيون اجانب يعملون في قصر المؤتمرات يوم امس ، عن اتصالات واسعة يجريها فريق تابع لمكتب نائب رئيس الوزراء عضو اللجنة الامنية الدكتور سلام الزوبعي لتسريب معلومات وتصريحات تزيد من فرص اندلاع حرب طائفية في العراق ، وشهد الاسبوع الماضي ادلائه بتصريحات شوه فيها الدور الذي تقوم به الشرطة والجيش العراقي في مطاردة الارهابيين ، واتهم ضباطا كبارا منهم بالعمل والتنسيق مع ميليشيات مسلحة .!!! ويقصد ميليشيات شيعية !!وقال احد هؤلاء الصحفيين لموقع نهرين نت : " ان الدور الذي يقوم به الدكتور سلام الزوبعي ، لا يتلائم ومقتضيات منصبه السياسي المحايد ، اذا لا يبدو من تسريباته والاخبار التي يوصلها الينا لنقوم بنشرها انه يعتبر نفسه جزءا من النظام ، وكثير من هذه المعلومات وربما كلها قام بايصالها الى السفارة الاميركية والضباط الاميركيين بهدف دفع الاميركان لاتخاذ عمل عسكري حاسم ضد مجموعات سياسية ، وتحويل الانظار عن مجموعات وميليشيات تابعة له او لحلفائه"
واكد هذا الصحفي قائلا : " انني بت لا افرق بين ان يكون سلام الزوبعي عضوا في الحزب الاسلامي ، او ان الحزب الاسلامي يعمل بتاثيرات وتعليمات من الزوبعي ، وذلك لتشابه المعلومات التي يسربها الجانبان الي والى بقية الصحفيين " واضاف قائلا : "انني استلمت معلومات وصفها اعضاء في مكتب سلام الوبعي بانها دقيقة للغاية بان ميليشيا جيش المهدي اختطف النائبة تيسير المشهداني ومرافقيها ، وبنفس الوقت وصلتني معلومات من مكتب طارق الهاشمي تعطينا ذات المعلومات "!!!وختم هذا الصحفي الغربي كلامه : " انني لااعتبر نفسي المعتمد الوحيد لهم لتسريب الاخبار على ظنهم ، بل عشرات الصحفيين الاجانب تصلهم تسريبات ومعلومات من الدكتور سلام الزوبعي ومن قيادات الحزب الاسلامي ومكتب نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ."!!!وبناء على هذه التطورات فان المؤشرات تدل بالفعل على ان ثمة تنسيقا كاملا يتم حاليا بين اعضاء الحزب الاسلامي الذي بات له ميليشياته المنظمة والمسلحة تسليحا نوعيا متميزا في احياء العاصمة بغداد وفي خارجها ، وبين التنظيمات الارهابية للبعثيين وبقية الطائفيين من زعماء هيئة علماء اهل السنة وغيرهم من هذه التيارات التي دخلت معظمها مجلس النواب واستلمت مناصب سيادية حساسة كما المنصب الذي يشغله الزوبعي في اللجنة الامنية وفي نيابة رئيس الوزراء .
والجدير ذكره ان الدكتور سلام الزوبعي لم يتاخر في استثمار قوة عنوانه الوظيفي ، منذ اول يوم لاستلامه منصبه ، فحول جرائم عشائر زوبع والمشاهدة وحلفاءهم ، عندما استقبلهم مؤخرا ، حولها الى تظلم وشكاية من الضغوط التي يمارسها رجال الشرطة والجيش ، ولم يكلف نفسه للحظة واحدة ان يسأل شيوخ عشائر ابوغريب والتاجي " لماذا تسمحون بالعصابات الارهابية باختطاف اكثر من سبعين موظفا من العاملين بوزارة الصناعة في وضح النهار واقتيادهم الى مزارع المنطقة ، ليقتلوا الشيعة منهم ، وليطلقوا سراح السنة من الموظفين ..؟!!!نعم لم يكلف نفسه ان يوجه لهم هذا السؤال والتاجي وابو غريب تعج بعناصر التنظيمات الارهابية. وبناء على ماتقدم فان التقارير الاولية تشير الى ان ثمة مشروعا طائفيا كبيرا اعده الحزب الاسلامي والبعثيين واعضاء هيئة علماء السنة وحلفائهم لاثارة فتنة طائفية على نطاق واسع ، والتخطيط لتغطيتها اعلاميا بشكل يوحي وكأن الشيعة هم الذين يقتلون السنة ، على الهوية المذهبية ، والعمل من خلال اللعبة الاعلامية على توجيه الاتهامات الى اتباع ومتطوعي جيش المهدي بالدرجة الاولى والى منظمة بدر بالدرجة الثانية .وفي هذا السياق يندرج مخطط الاغتيالات والقتل في حي الجهاد يوم الاحد ، اذ يتضح من مؤشرات هذا المخطط الطائفي ، ان احداث حي الجهاد والزربعة الاعلامية التي بدأتها وكالة رويترز للانباء ظهر يوم الاحد ، وتصريحات سلام زكم الزوبعي عليها و التي تبرأ منها مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي لخطورتها ، وتغطية قنوات فضائية عراقية وعربية لهذه التصريحات ، والهجوم الذي شنته القوات الاميركية والعراقية على مأتم عزاء في حي الصدر والذي خلف تسعة شهداء يوم السبت بسبب تقارير مزورة وكاذبة سربها الحزب الاسلامي الى الاميركيين بان النائبة تيسير المشهداني محجوزة في تلك المنطقة ، ان كل الاحداث جاءت ضمن سيناريو واحد مخطط ومدروس له ، يشير وبوضوح الى ان جولة جديدة من الاثارة الطائفية المتعمدة والتحضير لضرب كيانات سياسية عراقية من الشيعة وتحديدا ضرب التيار الصدري ، تم التخطيط له وبدأت المراحل الاولى لتنفيذها ومما يعزز كل هذه المخاوف ويعطي مصداقية لها انها انطلقت مرة واحدة وبشكل متزامن ، احداثا ميدانية وتغطية اعلامية ،
وجاءت مع تسرب تقارير وردت من العاصمة واشنطن حول زيارة السفير خليل زلماي لها وتقديمه للادارة الاميركية ، مشروع جديد لمواجهة الوضع في العراق ، تتضمن بعض تفصيلاته مقترحا برعاية وحماية ميليشيا الحزب الاسلامي وميليشيا سنية اخرى وتوجيه ضربة قوية لما أسماه التقرير بميليشيات شيعية وخص جيش المهدي ومنظمة بدر بالاسم تحديدا ..؟ كسبيل وحيد لضمان تنفيذ المشروع السياسي الاميركي للعراق دون مخاطر جدية ..!!!المصدر : نهرين نت
https://telegram.me/buratha