أدلى سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد حسين الحكيم بتصريح صحفي خصّ به قناة الحرة تناول فيه موقف المرجعية الدينية تجاه الأوضاع الأمنية المتردية وعمليات القتل والإرهاب التي تطال المؤمنين من أبناء الشعب العراقي وفي سؤال لمراسل قناة الحرة الذي أجرى اللقاء بمكتب السيد الحكيم (مد ظله) يوم الأربعاء 9 جمادى الثاني 1427هـ، حول اتساع عمليات القتل التي تستهدف المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، مستفسراً عن رأي المرجعية الدينية بهذا الخصوص، وما هي توجيهاتها لأبنائها المؤمنين، أجاب سماحة السيد محمد حسين الحكيم بقوله:
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، لقد سعت المرجعية الدينية ومنذ اليوم الأول لسقوط النظام البائد بإصدار جملة توجيهات وتوصيات لعموم المؤمنين، منها عدم مواجهة الإرهاب بالعنف، وعدم الأنجرار وراء ردات الفعل، والمحافظة على وحدة البلاد وتماسك مجتمعه، ولكن، مما يدعو للأسف أن النظام السابق قد اعتمد على مجموعة تثقفت على القتل والعنف وكانت نتيجتها أن امتلأ وسط وجنوب العراق بالمقابر الجماعية وامتد الحال للمرحلة التي أعقبت سقوط النظام بعقد تحالف إرهابي بين أزلامه وجماعات الإرهاب التكفيرية للقيام بسلسة جرائم فظيعة من خلال تفجير السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة، فلم تسلم من جرائمهم الطفولة البريئة والنساء والشيوخ الأبرياء وحتى المدارس، فسال الدم العراقي أمام مرأى الجميع ومما يحزّ بالنفس أن مسيل الدم العراقي يجري أمام مرأى ومسمع الدول الإقليمية التي تدعم الإرهاب وتوفر له الغطاء الإعلامي.
قناة الحرة : سماحة السيد، كيف السبيل للخروج من هذه الأزمة ؟ السيد محمد حسين الحكيم: أن يعود العراقيون متعايشين متزاوجين متصاهرين كما هو سابق عهدهم، كما أن الواقع يقتضي ذلك، فكم من مدينة شيعية تحوي أفراد من المذاهب الأخرى، وكم من مدينة سنية فيها من الشيعة وقد ارتبطوا فيما بينهم بوشائج القربى، إذن يتوجب عليهم العودة إلى سابق عهدهم، وأن يطردوا الدخلاء الإرهابيين القادمين من خارج الحدود، الذين يستهينون بكرامة الإنسان الذي كرّمه الله تعالى على جميع مخلوقاته. كما ينبغي بهم الرجوع إلى أصولهم وأخلاقياتهم وتربيتهم، وتعاليم الدين الإسلامي وسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وآله الطيبين الطاهرين عليهم السلام، تلك التعاليم السمحاء .وفي ختام اللقاء ابتهل سماحته للباري (عزّ وجل) أن يحفظ العراق والعراقيين، وأن يدفع عنهم شرور الإرهاب والإرهابيين القتلة القادمين من خارج الحدود، وكل من تربى في أحضان النظام السابق، بمشيئة الله تعالى وإرادته، سائلاً منه تعالى بأن يخرج العراق من هذه الفتنة سالماً معافى.
https://telegram.me/buratha