تشهد منطقة عامرية الفلوجة (شرق المدينة) حرب «تصفيات» بين تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» وعشائر منذ حوالي ستة أشهر، أوقعت عشرات الضحايا، وبدأت بعد رحيل عائلات شيعية تلقت تهديدات من التنظيم عبر منشورات خيّرتهم بين المغادرة أو القتل.
وبعد يومين من توزيع «القاعدة» منشورات تطالب الشرطة بالقاء السلاح نهاية الشهر الماضي، تعرض مركز الشرطة لهجوم أدى الى مقتل شرطي وإصابة ثلاثة آخرين جميعهم من عشيرة البو عيسى التي تسكن المنطقة. وتفاقمت هذه المواجهات منذ أكثر من شهر، عندما انسحبت القوات الأميركية في شكل مفاجئ، لتندلع حرب اغتيالات بين شرطة العامرية التي ينتمي معظم أعضائها الى عشائر البوعيسى المهيمنة على العامرية وقراها من جهة، و «القاعدة» من جهة ثانية.
ويؤكد شيخ أحد أفخاذ عشيرة البوعيسى (أصر على عدم نشر اسمه) أن عشيرته فقدت 35 شخصاً والبو جاسم 18 شخصاً والهريمات 33 شخصاً والبو صالح 24 شخصاً بينهم الشيخ احمد عضو «هيئة علماء المسلمين» في الفلوجة وامام وخطيب جامع عبد الرحمن بن عوف في منطقة البو صالح (حوالي خمسة كيلومترات غرب الفلوجة). كما خُطف خلال الأسبوع الأخير الشيخ محمد نوري أحد خطباء جامع سعد بن أبي وقاص في الفلوجة.
في المقابل، استهدف أبناء عشيرة البوعيسى المتهمين بالانتماء الى «القاعدة»، بعمليات قتل وخطف تركزت على «الفحيلات» أحد أفخاذ العشيرة ذاتها الذي ينتمي كثير من أبنائه الى «القاعدة».
وخطف مسلحون ملثمون يرجح أنهم من «القاعدة» خلال اليومين الماضيين رجلين من عشيرة البو صالح واثنين من عشيرة الصبيحات واثنين من عشيرة الفلاحات وآخر من عشية البو علوان.
يشار الى أن عامرية الفلوجة تقع على بعد حوالي 25 كيلومتراً جنوب غربي الفلوجة وتقع في محيط صحراوي، وتطل على مناطق زراعية متصلة بالفرات، في حين يقع مجمع العامرية السكني الذي كان يؤوي أسر العاملين في «منشأة صدام» التابعة لـ «التصنيع العسكري» في عهد النظام السابق، وتحولت الى منشأة «الشهيد» بعد سقوطه.
الحياة
https://telegram.me/buratha