يسود الاوساط الشعبية والرسمية والسياسية في محافظة صلاح الدين، مسقط رأس المجرم صدام حسين تفاؤل حذر إزاء مبادرة المصالحة الوطنية التي أعلنها رئيس الوزراء نوري المالكي الاسبوع الماضي. وذكرت مصادر رسمية ان الجماعات المسلحة التي كانت مرتبطة بزعيم «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» المقبور ابي مصعب الزرقاوي تحول بعضها بعد مقتله الى عصابات خطف وابتزاز لتمويل عملياته العسكرية.وقال الرائد خميس ناجي الجبوري، مدير مكتب العشائر في المحافظة ان الجهات الحكومية والسياسية والاهالي «متفائلون بمشروع المصالحة» واشار الى نجاح قوات الامن في الحد من الهجمات المسلحة على مدن المحافظة و «حصرها في جيوب محددة يتم التخطيط لاستئصالها». وعزا استمرار المسلحين في تنفيذ عمليات في المحافظة الى «عدم قيام فرقة الجيش العراقي والفرقة التابعة لقوات الحدود وفوج مغاوير بواجباتهم في حماية الاطراف والامساك بمنافذ المحافظة وتأمين الطرق مع المحافظات الاخرى» وحمّلها مسؤولية تدهور الوضع الامني، «بعدما تركت المهمة لقوات الشرطة المحلية التي تنفذ واجباتها بالتعاون والتنسيق مع العشائر».ولفت الى انه «بعد احداث سامراء في شباط (فبراير) الماضي عملت العشائر جادة لمطاردة واستئصال المسلحين فشكلت وحدات مسلحة في سامراء، ومناطق اخرى وساندت قوات الامن الحكومية بالمعلومات فاستطاعت طرد جماعات كثيرة من المسلحين من سامراء والمناطق المحيطة بها الى المناطق الجبلية وتمكنت من تدمير قواعدهم في منطقة الجلام التي كانت تعتبر معقلاً مهماً لتنظيم القاعدة».وأكد تأثير مقتل الزرقاوي المأفون في عمل الجماعات المرتبطة به في صلاح الدين وقال: «تحولت بعض هذه الجماعات بعد مقتل زعيمها الى عصابات للخطف وابتزاز الناس لتمويل عملياتها المسلحة. ففي الاسبوع الماضي خطفت احدى هذه الجماعات شخصاً من عشيرة الجبور وبعد مفاوضات مع خاطفيه طلبوا 100 الف دولار فدية للافراج عنه بحجة دفع رواتب المجاهدين». وقلل من اهمية تنظيمات حزب البعث السرية في المحافظة، ونفى اي اتصال «مع البعثيين السابقين او جماعات اخرى حتى الآن».من جهة أخرى، أبدى بعض اهالي تكريت، بعد ثلاث سنوات من عدم الاستقرار، تفاؤلهم بنجاح المصالحة الوطنية، وقال عبدالرحمن حمد (35 سنة): «نتمنى ان تنجح مساعي الحكومة في استقطاب العراقيين وتفويت الفرصة على من يتربص بالبلد الشر»، مشيراً الى انه «رغم وجود نصوص مبهمة في المبادرة الا اننا يجب ان نتعامل معها من منطلق حسن النية ورغبة لدى الحكومة بإزالة الحواجز بين اطياف المجتمع وهذا نعتبره وفقاً لمبدأ المحاصصة الطائفية التي بنيت عليها العملية السياسية والتي فرضت على الشعب خطوة نحو التمازج والتقارب».واكد فيصل عبدالله الجبوري (مقاول) «استمرار حال الجمود في المحافظة بسبب الاوضاع الامنية ما يؤدي بها الى العزلة والتخلف، ونحن في حاجة الى تفعيل برامج الاعمار والتـــطوير. ورفع المستوى المعيشي سيفتح باباً جديداً لآلاف العاطلين عن العمل من موظفي الدوائر المنحلة بما يؤمن لهؤلاء لقمة العـــيش الشريف بعـــيداً عن الارهاب والمتربصين بهم لاســـتغلالهم للتـــخريب وتقويض الامن».
الحياة
https://telegram.me/buratha
