وقال شهود ان سبع دبابات تحركت في شارع المصارف وشارع 17 يوليو. وسمع صوت انفجارين، لكن السبب لم يكن واضحا. وأغلقت المتاجر في الرمادي ابوابها، كما مكث معظم السكان في المنازل خوفا من هجوم عسكري أميركي بحجم الهجوم الذي أحدث دمارا هائلا، وأوقع خسائر كبيرة في الارواح في بلدة الفلوجة القريبة عام 2004.
وهون الجيش الأميركي من الحديث عن عملية بهذا الحجم، وقال إن عمليته في الرمادي هي جزء من مساع متواصلة لإعادة الاستقرار الى البلدة الواقعة على بعد 68 كيلومترا غرب العاصمة العراقية بغداد. وذكر السكان أن القوات الاميركية لم تطلب منهم مغادرة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار معقل المسلحين السنة في غرب العراق. وأعلن الجيش الاميركي أن القوات الاميركية والعراقية تقيم المزيد من نقاط التفتيش وتركز على حرمان المقاتلين من مواقع تستخدم في شن هجمات في الرمادي. والمسلحون في الرمادي هم مزيج من انصار الرئيس العراقي السابق صدام حسين ومقاتلين اصوليين. وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، انه سيحاول اعادة الاستقرار الى الرمادي من خلال الحوار مع زعماء العشائر والمناطق، وان اللجوء الى استخدام قوة بحجم تلك التي استخدمت في الفلوجة هو ملاذ أخير.
وبرزت الرمادي كأشد المناطق اضطرابا في العراق بعد هجوم عسكري أميركي كبير قضى على مقاتلي «القاعدة» والمسلحين في بلدة الفلوجة المجاورة التي كانت معقلا سابقا للمسلحين. ودمرت قوات برية أميركية مدعومة بقصف من المدفعية والدبابات والقصف الجوي، أجزاء كبيرة من الفلوجة خلال الهجوم الذي استمر شهرا بأكمله للقضاء على المسلحين هناك. وسويت منازل بالأرض وحرم السكان من المياه وغيرها من الخدمات الاساسية خلال الهجوم وبعده. وقدر الجيش الاميركي أن قواته قتلت نحو ألفين من المسلحين، في حين قال سكان الفلوجة إن الآلاف قتلوا.
وقال فيصل غازي، 50 عاما، صاحب متجر بقالة، لرويترز «لا استطيع فتح متجري. الكل يتوقع ان يغزو الاميركيون المدينة. نقلت بالفعل معظم البضائع من متجري وخبأتها في منزلي، لأن الاميركيين يمكنهم اطلاق الرصاص وإحراق متجري». وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال الجيش الاميركي ان «القاعدة» حققت مكاسب في الرمادي، وانه سيستعين بنحو 1500 جندي اميركي اضافي أرسلوا الى العراق للمساعدة في محاربة أعضاء التنظيم ومحاولة القضاء على سيطرتهم على البلدة.
وبدأت بعض الأسر في النزوح من الرمادي منذ أسابيع، خوفا من هجوم أميركي واسع النطاق. وقال آخرون بقوا في البلدة إنهم يعانون من نقص متكرر في الكهرباء والمياه.
وقال علي حسين محمد، 45 عاما «المياه مقطوعة تماما. علينا أن نذهب الى النهر لجلب المياه. تنقطع المياه 24 ساعة ولا نملك الغاز لغلي مياه النهر لتصبح صالحة للشرب».
الشرق الاوسط
https://telegram.me/buratha