هذه الخيوط الاستخباراتية الجديدة يمكن ان تكشف عن عمليات إرهابية تعد للتنفيذ في أماكن بعيدة كل البعد عن العراق وخصوصاً في اوروبا . فالزرقاوي كان قد ابتدأ في تجميع شبكة من المسلحين اوسع نطاقاً حسب ما يقوله الخبراء .ويقول روهان غاناراتانا الخبير في شؤون الارهاب في معهد الدراسات الدفاعية والاستراتيجية في سنغافورة : " سوف يتوفر للحكومة الامريكية فهم اعمق لشبكة الزرقاوي ، ليس في العراق فقط ، ولكن لشبكة الزرقاوي العالمية . فلقد اخترق الزرقاوي ما لا يقل عن 20 بلداً اوروبياً ، بالاضافة الى كندا ، وقد أنشأ خلايا في جنوبي شرقي اسيا أيضاً ."ويقول البعض ان مرتبة الزرقاوي ، التي عززها متطوعون يستمدون دوافعهم من افعاله في الساحة العراقية ، ربما أخذت تنافس مرتبة اسامة بن لادن المتواري عن الانظار.ويقول السيد غاناراتانا ، وهو مؤلف كتاب " داخل القاعدة" ، أن الزرقاوي كان عاكفاً على بناء شبكة ارهاب عالمية تداني تنظيم القاعدة التابع لاسامة بن لادن . لذلك فإن قتل الزرقاوي انتصار عظيم . ربما لا يكون عظيماً تماماً بالنسبة لحركة التمرد في العراق ، لان التمرد متوقع له الإستمرار ، ولكنه مهم عالمياً لأن الشبكة نفسها سوف تعاني ".
اعتماداً على الوثائق التي نجت من القصف وعلى وزن أكثر من عشرين مشتبهاً بهم تم اعتقالهم من خلال المداهمات ، فان تلك المعلومات قد تلتقي مع تلك التي تم جمعها عند سقوط كابل في عام 2001 ، او لدى اعتقال العقل المدبر لعمليات القاعدة خالد الشيخ محمد في باكستان في عام 2003.يقول مايكل رادو المدير المساعد في مركز متابعة الارهاب التابع لمعهد ابحاث السياسة الخارجية في فيلاديفيا : " هنالك نمط معين يتبعه الاشخاص البارزون في القاعدة ، ذلك أنهم يحملون معهم الكثير من المعلومات والبيانات . فهم حريصون على إبقاء كل شيء قريباً منهم ومعهم . "ويمضي مضيفاً : " ان شبكة الزرقاوي وبالاخص في اوروبا اوسع انتشاراً بكثير عما عليه شبكة بن لادن او شبكة الرجل الثاني في القاعدة ايمن الظواهري . ولن أفاجأ اذا ما شهدنا موجة اخرى من الاعتقالات في اوروبا . عندها سنعلم اذا كان ما تم الحصول عليه في العراق وما جرى بعده كان مهماً بالفعل بالنسبة لشبكة الزرقاوي ."وتقدر المصادر الاستخباراتية الاردنية بان الزرقاوي قد جند 300 مسلح ودربهم ثم أعادهم ، وأن هؤلاء الان في بلدانهم ينتظرون الاوامر بالهجوم ، حسب ما جاء في تقرير نشر في طبعة يوم الاحد من صحيفة نيويورك تايمز .
ولم يقدم الجيش الامريكي في بغداد اي عرض اضافي لمحتويات المواد التي عثر عليها مع الزرقاوي أو حقيقة قيمتها . وقد علل المتحدث باسم الجيش الامريكي الرائد دوغلاس باول ان سبب ذلك عائد لكون المعلومات الاستخباراتية لا تزال في طور التبلور ، لذلك فإننا غير مستعدين لمناقشة أشياء معينة بحد ذاتها . " في حين يقول الجنرال وليم كالدويل أنه يواصل الحث باتجاه الكشف بسرعة عن بعض المعلومات بعد رفع السرية عنها .واخبر الجنرال جورج كيسي قائد القوات متعددة الجنسيات في العراق شبكة فوكس للاخبار يوم الاحد ان القوات الامريكية تنفذ عمليات متواصلة على شبكة القاعدة في العراق منذ عملية الزرقاوي . وأضاف يقول : " وسوف نستمر في ملاحقة شبكة الزرقاوي وتمزيقها خلال فترة نشعر انها حساسة ، لذلك فاننا نرغب في الحصول على أقصى فائدة من ذلك ."ولكن كبار اتباع الزرقاوي سيفترضون منطقياً ان القوات الامريكية سوف تعمد إلى التدقيق في الدلائل ، كما يقول السيد غانارتانا الذي يضيف : " سيقوم بعض الناشطين بتغيير مواقع عملياتهم واساليبهم . فهم يدركون ان المواد التي كانت مع الزرقاوي أصبحت عرضة للافتضاح . "ولكن القيمة النهائية للمعلومات الاستخباراتية المستحصلة من حدث كبير : مثل غارة الاسبوع الماضي ، تبقى معتمدة على الكيفية التي تم بموجبها تنظيم شبكة الزرقاوي . ويقول مسؤول اميركي في بغداد له صلة بالتحقيقات الخاصة بالارهاب : " إن الهدف دائماً هو قطع رأس التنظيم . " ثم يستطرد قائلاً : " انظر الى الامر كما لو كان مؤسسة تجد ان الموظف الصغير فيها يمتلك معلومات عن رئيسه في العمل الذي يعلم بدوره ما يجري القسم الذي يعمل فيه من تلك المؤسسة .
لذلك يكون من الأفضل اعتقالهم جميعاً . ولكن ما كل التنظيمات تتبع هذه الطريقة التنظيمية ، إذ ما من ضرورة تحتم عليها أن تكون منظمة تنظيماً هرمياً ."ويبدو ان شبكة الزرقاوي تلك كانت تنشط جنباً إلى جنب مع حركة التمرد العراقي الأوسع ، وليس بالضرورة أن تطغى عليها . في شهر كانون الثاني الماضي شكل الزرقاوي ما أطلق عليه اسم مجلس شورى المجاهدين وهو تشكيل جمع بين العديد من تنظيمات التمرد العراقية التي تشارك تنظيم القاعدة في ايدلوجيتها الداعية لتحويل العراق الى دويلة اسلامية .ويقول غانارتانا : " يتكون 80 بالمائة من مجلس شورى المجاهدين من العراقيين ، لذا فان القوات الامريكية والعراقية سوف تضطر لمواصلة تعقب هؤلاء . فالزرقاوي تعمد جعل هذا التنظيم عراقياً وفيه نثر بذور افكاره وقيمه ."ويبدو ان انصار الزرقاوي يعدون العدة للانتقام ، إذا استمرت سلسة الهجمات في بغداد و الاماكن الاخرى من العراق متسببة في مقتل ما لايقل عن 19 شخصاً يومياً على مدى الايام الثلاثة الماضية .واضاف يوم السبت دليلاً بيناً على ذلك . فقد عرض شريط فيديو على الانترنيت يظهر عملية قطع روؤس ثلاثة من الشيعة يرتدون الملابس الرسمية زعم الشريط انهم أفراد في فرق الموت ، وهذا التكتيك غالباً ما كان يستخدمه الزرقاوي نفسه ضد الرهائن الغربيين .وقال عبدالله رشيد البغدادي رئيس ما يسمى مجلس شورى المجاهدين : " ان العراق هو خط الدفاع الامامي للاسلام والمسلمين فلا تتخلفوا عن اتباع طريق المجاهدين وقافلة الشهداء والمؤمنين .
اما بالنسبة لكم يا عبدة الصليب ( يقصد قوات التحالف المسيحية ) ويا احفاد ابن العلقمي ( ويقصد بهم الشيعة ) وكل كافر من السنة ، فاننا لا نطيق صبراً على حز رقابكم بسيوفنا . "ان قابلية مساعدي الزرقاوي على انتاج ونشر مثل هذه الأشرطة المصورة يمكن ان تكون عاملاً اضافياً في تقويض مثل هذه الحركات المولعة بالتكنلوجيا . ويقول السيد رادو حول قادة القاعدة : " لا مفر لهم من التواصل مع كل تلك الخلايا الصغيرة المرتبطة بهم . وكون أن العديد منهم يمتلك تدريبا في استعمال الحواسيب يكون هنالك إغراء بالنسبة لهم لأن يحفظوا كل شيء على اقراص صلبة ، إذ من ذا الذي يقوى على تذكر كل اولئك الافراد وتلك الاسماء المستعارة ؟ ان العصر الالكتروني سلاح ذو حدين لانه يجعلهم في منتهى الهشاشة والضعف اذا ما تم ضبط هذه الاشياء .”الصباح
https://telegram.me/buratha
