في كلمة هزت الأعماق ليس في مجلس النواب فحسب وإنما في عموم الشارع العراقي قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في كلمته اليوم في افتتاح جلسة مجلس النواب اليوم: إننا لا نعزى بشهدائنا وإنما نقدم التهنئة والتبريك لعوائلهم ولأبناء شعبنا المظلوم على هذه الأوسمة وهذا الشرف الذي أحيط به شهداؤنا، ونحن نفتخر ان نقتل في مساجدنا ونعتز في ان نرتحل إلى الله بظلامتنا ونحن في محراب صلاتنا.
ثم قال: لست من النوع الذي انثني أو أركع أو انهزم، وإن هذه الجريمة التي ارتكبت في براثا لن تثني عزيمتي في مواصلة الطريق في أن اكون أمينا للآهداف التي انطلقنا من أجل تحقيقها، وهذه الجريمة التي أثبتت صحة المنهج الذي سرنا عليه تجعلني أكثر اصرارا في أن ابقى صائنا لدماء هذا الشعب وحاميا لوحدته وجهاده في الوقوف أمام وجه من يريد أن يفرق هذا الشعب ويشتته.
لم استغرب في ان استهدف في هذا المسجد المبارك وقبلي يستهدف مسجد السلفيين في تكريت وفي نفس اليوم يستهدف الشيخ يوسف الحسان في البصرة لأن ثمة أجندة واضحة تريد أن يتقاتل ابناء الدين الواحد والقبلة الواحدة والرب الواحد والنبي الواحد، وإن عصابات أنصار السنة التي استهدفتني ومجلس شورى المنافقين وبقية المجرمين لن يستطيعوا ان يوقفوا مسيرتي نحو تحصين دماء الشيعة والسنة، ولن تردعني هذه الجرائم من أن أبقى الكلمة التي تبقي عقل الإنسان في محله وتقوده إلى الاعتدال والانصاف وأن تعمل على صيانة وحدة الشعب العراقي.
لقد كنت قد حذرت اكثر من مرة إلى أن هذا الارهاب يجب ان تكون وقفتنا تجاهه جدية، لأنه سوف يأكل الأخضر واليابس، وإن كلمات الاستنكار والادانة لن تنفع ما لم تقترن بفعل جدي وهادف بصدق لصيانة دماء العراقيين، ووجه عندئذ كلمته لأعضاء مجلس النواب: إن الشعب أرسلكم إلى هنا من أجل ان ترسموا على شفتيه بسمة فاتقوا الله في دماء هذا الشعب في كل كلمة تقولونها، لأن كل كلمة تقولونها قد تتحول في الشارع إلى رصاصة وتتسبب بدم نازف من أبناء العراق، وها قد رأيتم ماذا فعل أحد اعضاء مجلس النواب في محافظة ديالى حينما تحدث بكذب وزور عما جرى في سجن تسفيرات بعقوبة وقدح بحياء عدد من العفيفات مما خلق أزمة اجتماعية في عشيرتي العبيد وعزة في محافظة ديالى وتسببت بقتل العديدين.
ثم استطرد قائلا: إن إصرارنا على ان لا تستفزنا هذه الجرائم لوضوح الهدف لدينا، ولقد صبرنا بصورة مذهلة وعضضنا على نواجذنا حتى ادميناها بل حتى قطعناها وانا أحذر من أن هذا الصبر ربما يتسبب مع دوام الارهاب بأن نفقد قدرتنا على اقناع جماهيرنا بالصبر لأن هذه الجرائم تعمل على تحطيم السدود التي وضعناها أم ارادة الغضب الجماهيري، وحذاري من ذلك لأن هذا الغضب لو تفجر لن يكون ثمة رابح والخاسر الأكبر سيكون العراق.
وكالة انباء براثا ( واب )
https://telegram.me/buratha