كثيرة هي صور التضحيات ومواقف الإيثار في عراق ما بعد 2003، بعضها تتمايز على البعض في الذود عن الوطن وشعبه ومقدساته.
إلا أن الشرطي عمار ثائر الخيون من سكنة قضاء الجبايش التابع إلى محافظة ذي قار، سطّر واحدة من أروع تلك المواقف الشجاعة، حينما خاطر بحياته لحماية الزائرين السائرين مشيا على الأقدام باتجاه مدينة كربلاء ليدفع عنهم الشر وسوء عمل إرهابي كاد أن يستهدفهم من خلال انتحاري كان يحمل حزاما ناسفاً بالقرب من منطقة السيدية التابعة إلى محافظة بغداد.
عمار الخيون (27 عاماً)، منتسب في الفوج الثاني من اللواء السابع التابع الى الفرقة الثانية من الشرطة الاتحادية، يقول لراديو المربد انه كان ينفذ واجب الحماية للزائرين في 30 تشرين الثاني 2015، وتحديداً قبل مراسيم الزيارة الأربعينية بيومين.
ويتابع "حينما كنت أرابط في إحدى المفارز الأمنية على الطريق الخارجي لحماية الزائرين الذين توجهوا إلى محافظة كربلاء وبأعداد كبيرة جدا، بعد أن تم تقسيم الشارع الرئيس إلى ممرين، الأول لسير المركبات والآخر لمسير الزائرين، ويفصلهم حاجز من الأسلاك الشائكة وسط الجزرة الوسطية".
ويواصل قائلاً "في زخم حركة الزائرين حاول احد الأشخاص عبور الأسلاك الشائكة قادماً من الجهة الأخرى باتجاه الممر الخاص بمسير الزائرين، غير أن الانتباه الشديد لآمر السرية م.أول ضرغام، والذي وجّه بمتابعة الشخص المشتبه به، فتوجهت لمناداة الشخص المشبوه للذهاب إلى نقطة التفتيش بعد وصول المسافة بيني وبينه عدة أمتار، ثم رد الشخص المشبوه متسائلاً (هل تريد ان تفتشني ؟)، فأجبته (نعم عليك التوجه الى النقطة للتفتيش) وانا احمل مسدسي الشخصي متوقعا منه ردة فعل غير محسوبة كونه قد تجاوز الأسلاك في محاولة تحدي للوصول نحو أعداد الزائرين".
ويلفت الشرطي عمار الى أن "الشخص المشبوه فجأة صرخ بـ(الله اكبر) وهو يركض باتجاهي بعدما قام بفتح قمصلته، لكني أطلقت رصاصة من مسدسي عليه لأني تأكدت بأنه انتحاري، فسقط وتعثر أرضا قبل ان يتمكن من فتح صاعق حزامه الناسف، ثم أردفت عليه برصاصة أخرى في الرأس واردتيه قتيلا في مكانه بعدما أجهزت عليه بطلقة ثالثة".
ويشير عمار إلى انه قام بإلقاء نفسه على جثة الانتحاري خشية من أي حركة مفاجأة أو أمر قد يتسبب بوقوع المحذور، سيما وان الزائرين حالوا القصاص منه الأمر الذي قد يتسبب بانفجار الحزام الناسف الذي كان يرتديه، والذي توقع له خبراء المتفجرات أن يقتل العشرات من الزائرين"، مشيراً إلى تفكيك الحزام ونقل جثة الإرهابي إلى احد المراكز.
ويبين عمار ان "تضحيته كانت حباً بوطنه وبحياة الزائرين السائرين نحو قبلة الأحرار ومرقد الإمام الحسين ع"،
مشيرا إلى انه "الأوسط بين إخوته الأربعة وغير متزوج، لكنه أصر إلى أن يكون مضحياً على طريق الزائرين وعناية الباري كانت اكبر من نوايا الإرهابيين بعد كتبت له السلامة، والنجاة لعشرات الزائرين الذين درء عن صفوفهم خطر وشر التفجير الإرهابي".
البطل عمار، نال تكريماً رسمياً وكتاب شكر من قبل آمر الفوج وآمر اللواء السابع من الشرطة الاتحادية، وأستمر بمواصلة تنفيذ واجب حماية الزائرين حتى بعد انتهاء الزيارة الأربعينية التي كتب لها بفضله وجهد آخرين أمثاله النجاح دون حادث يذكر.
عمار ينتظر حلول إجازته الأسبوع المقبل ليعود إلى ذويه الذين ينتظرون قدومه واستقباله استقبال الأبطال المضحين.
رعد سالم / المربدhttps://telegram.me/buratha