اتخذت لجنة الطوارئ العليا خططا احترازية تحسبا لهطول امطار غزيرة جديدة، بحسب توقعات هيئة الانواء الجوية، في وقت استنفرت فيه امانة بغداد والدوائر البلدية في المحافظات الوسطى ملاكاتها وآلياتها للسيطرة على مياه الامطار. يأتي هذا في وقت استبشر فيه فلاحون ومزارعون بهطول الامطار بكميات كبيرة ما يسهم في انجاح الخطة الزراعية المعدة للموسم الشتوي الحالي.
فقد اكد وزير الاعمار والاسكان والبلديات العامة طارق الخيكاني ان لجنة الطوارئ التي اوعز رئيس الوزراء بتشكيلها، اتخذت بعض الاجراءات والخطط الاحترازية تحسباً لهطول امطار غزيرة جديدة متوقعة خلال الايام المقبلة. واضاف في بيان تلقت «الصباح» نسخة منه، انه تم تقسيم مناطق شرق القناة على اربعة محاور لسحب مياه الامطار من شوارعها، وهي بلدية الصدر الاولى من مسؤولية أمانة بغداد، وبلدية الصدر الثانية من مسؤولية محافظة بغداد، وبلدية الشعب من مسؤولية وزارتي الدفاع والداخلية، وقاطع البلديات من مسؤولية امانة بغداد ووزارة الموارد المائية.
وباشرت امانة بغداد امس الجمعة اطلاق حملة خدمية كبرى لرفع النفايات والمخلفات من شوارع العاصمة بعد اكمال اعمال تصريف وسحب مياه الامطار منها.
وذكرت مديرية العلاقات والاعلام في بيان صحفي تلقت «الصباح» نسخة منه ان «الحملة شاركت فيها عشرات الاليات التخصصية الى جانب الملاك البشري وتشمل تنظيف جميع الشوارع الرئيسة والفرعية والانفاق والمجسرات وازقة المحلات السكنية الى جانب تنظيف شبكات تصريف مياه المجاري والامطار».
اما وزير الداخلية محمد سالم الغبان فقد دعا مديريات الدفاع المدني والمرور والنجدة وشرطة بغداد الى مواصلة جهودها في تصريف مياه الأمطار.
بيان للوزارة اشار الى ان «الغبان ثمّن الجهود الكبيرة لمدراء ومديريات الدفاع المدني والمرور والنجدة وشرطة بغداد، وكل الجهود الساندة للجهد الحكومي والشعبي الخاص بتصريف مياه الأمطار من المناطق السكنية».
وحث الغبان بحسب البيان هذه الدوائر والدوائر الأخرى ذات العلاقة على استمرار الجهد، واستنفار كامل طاقاتها لقادم الأيام التي ستشهد سقوط الأمطار.
بدورها، وجهت الأمانة العامة لمجلس الوزراء وزارة الموارد المائية بتجديد التعاقد مع وكالة المسح الجيولوجي الاميركية [USGS].
وقالت الامانة في بيان لها: ان التوجيه «جاء بناء على قرار مجلس الوزراء المتخذ الأسبوع الماضي، الذي نص على تجديد التعاقد مع الوكالة الاميركية لغرض تزويد وزارة الموارد المائية بتوقعات الامطار والثلوج في حوضي نهري دجلة والفرات في مناطق العراق وتركيا وسوريا وايران».
وتوقعت هيئة الانواء الجوية امس استمرار الامطار الى الاسبوع المقبل وتشتد يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، الا انها اكدت تحسن الحالة الجوية يوم الاربعاء المقبل.
وذكر بيان للهيئة تلقت «الصباح» نسخة منه، ان «العراق تأثر امس الجمعة بمنخفض جوي قادم من البحر الاحمر ليكون الطقس غائما ممطرا مع حدوث زوابع رعدية، موضحا ان «طقس يومي السبت والأحد سيكون صحوا مع بعض الغيوم».
وأضاف ان «طقس يوم الاثنين سيكون غائماً مع تساقط أمطار متوسطة الشدة في المنطقة الشمالية وخفيفة في اماكن متعددة من المنطقتين الوسطى والجنوبية، تزداد شدتها ليلاً ونهارا يوم الثلاثاء، مصحوبة بحدوث زوابع رعدية لتكون الأمطار متوسطة الى غزيرة في عموم العراق، خاصة في الأقسام الشرقية منه».
في تلك الاثناء، دعت وزارة الكهرباء المواطنين الى توخي الحذر في التعامل مع الشبكة الكهربائية خلال هطول الامطار.
وذكر بيان للوزارة تلقت «الصباح» نسخة منه، انه «وبالنظر لهطول الامطار بغزارة نهيب بالمواطنين في العاصمة بغداد وعدد من المحافظات بالتعامل بحذر مع شبكات التوزيع التي تشمل الاسلاك والاعمدة والمحولات والتأكد منها في المناطق السكنية».
كما حثت الوزارة « على اللجوء الى موظفي الصيانات التابعين الى وزارة الكهرباء لتأمين سلامة ايصال التيار الكهربائي الى مساكنهم ومحالهم التجارية حفاظاً على ارواحهم».
وكانت تقارير قد سجلت أكثر من 20 حالة وفاة بسبب صعقات وتماس للكهرباء اثر الامطار التي هطلت الاسبوع الماضي، فيما سجلت وزارة الصحة 58 حالة وفاة جراء الفيضانات والسيول.
اما وزارة الهجرة والمهجرين فقد اخلت مخيم الاهل في قضاء ابي غريب ببغداد، بسبب موجة الامطار التي عصفت بالعاصمة مؤخرا.
وقال الناطق باسم وزارة الهجرة والمهجرين ستار نوروز: ان «المخيم يضم 500 عائلة نازحة، اذ تم نقلهم الى مجمع سكني في قضاء ابي غريب يضم الف شقة سكنية، كانت محافظة بغداد قد خصصتها لاخلاء النازحين وتوطينهم فيها مؤقتا».
وفي واسط، ذكر مدير مجاري المحافظة المهندس عبد الواحد جاسم لـمراسل «الصباح» حسن شهيد العزاوي، ان مناطق المحافظة شهدت طيلة يوم الخميس وليلة الجمعة تواصل سقوط الامطار على نحو مستمر، ما ادى الى ارتفاع منسوب المياه في عدد من شوارع المدينة وخصوصا الشوارع الفرعية التي تجري بها اعمال حفريات لتنفيذ شبكات مجار في مناطق الحوراء والحقوقيين والداموك والشهداء.
واوضح ان دائرته استنفرت جميع طاقاتها وملاكاتها الفنية والهندسية، فضلا عن آلياتها التخصصية، لتنفيذ حملة كبرى لسحب مياه الامطار من المناطق السكنية والشوارع الفرعية التي نتجت عن الامطار، لافتا الى ان مدينة الكوت لم تتأثر بكميات الامطار نتيجة قيام الدائرة باعمال تسليك وتأهيل محطات وشبكات الصرف الصحي واكمال جاهزيتها، بدءا من مركز المحافظة وعموم الاقضية والنواحي وعمل خطوط مجار لفك بعض الاختناقات في مركز المدينة ومنطقة الاسواق التجارية ومنطقة الهورة قبل حلول فصل الشتاء.
واضاف جاسم ان دائرته شكلت غرفة عمليات استعدادا لمواجهة أي سيول او فيضانات يمكن ان تسببها مياه الامطار وجعلها في انذار دائم.
من جهته، أعرب المزارع علي رحيم عن سعادته بغزارة الامطار التي شهدتها واسط وساهمت بسقي الاراضي المزروعة بمحصولي الحنطة والشعير.
وبين ان الفلاحين كانوا ينتظرون مثل هذه الامطار منذ مدة ليست بالقصيرة، مفيدا بأن اهالي القرى والمناطق الزراعية كانوا قلقين بسبب غياب الامطار عن مناطقهم واراضيهم، فيما اليوم يبتهلون الى الله عز وجل شكرا، آملين ان يكون هذا الموسم، موسم خير وعطاء.
الى ذلك، أفاد النائب الاول لمحافظ كربلاء المقدسة جاسم الفتلاوي لمراسل «الصباح» علي لفته، بان الامطار التي شهدتها المحافظة سواء خلال اليومين الماضيين او الايام السابقة، لم تؤثر في حالة الشوارع ولم تتسبب بقطع أي طريق، موضحا ان العشرات من آليات دوائر البلديات والزراعة والبلدية والنفط والموارد المائية والماء والمجاري ساهمت بعمليات سحب المياه من الشوارع خلال 24 ساعة دون توقف.
من جهة ثانية، قال مدير اعلام دائرة زراعة كربلاء باهر غالي: ان الامطار التي شهدتها المدينة ساهمت بشكل فاعل في زيادة المخزون المائي سواء للأنهر والجداول او المسطحات المائية وحتى المياه الجوفية التي تعتمد عليها المناطق الصحراوية في سقي المحاصيل الزراعية.
مؤكدا ان الامطار ادت الى زيادة المساحات الزراعية مثلما ساهمت برية زراعية وخاصة للمحاصيل الستراتيجية مثل محصولي الحنطة والشعير.في السياق نفسه، استنفرت خلية أزمة الامطار في محافظة بابل جميع الامكانيات المتاحة للسيطرة على مياه الامطار التي تسببت بغرق بعض الاحياء السكنية والشوارع. رئيس الخلية ونائب المحافظ حسن منديل بين لـمراسل «الصباح» علي السباك، ان الخلية تعمل ليلا ونهارا لحل اي اشكالية وتقوم بتقديم الاستشارات والحلول لمشاكل مياه الامطار، مشيرا الى تقسيم مدينة الحلة الى عدة اقسام وتم استنفار جميع اليات الدوائر الخدمية لسحب وتصريف المياه من الشوارع والاحياء السكنية.
من جانبه، اكد مدير الموارد المائية في محافظة بابل علي المرعب، ان هطول الامطار بكميات كبيرة يسهم بشكل كبير بإنجاح الخطة الزراعية المعدة للموسم الشتوي الحالي في المحافظة، مبينا ان كميات الامطار التي سقطت على المحافظة رفعت مناسيب المياه في شط الحلة الى 50 ملم.
وقال المرعب: ان كميات الامطار التي هطلت على المحافظة والتي من المحتمل ان تهطل مجددا، يمكن ان تزيد من نسبة زراعة الاراضي لتصل الى 100 بالمئة بدلا من 70 بالمئة.
https://telegram.me/buratha