اكد خطيب جمعة كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه) خلال خطبته الثانية التي القاها في الصحن الحسيني الشريف يوم الجمعة 16/محرم الحرام/1437هـ الموافق 30/تشرين الاول/2015م، على ان يستخلص المسؤولون العبر والدروس من انتصارات ابطال القوات المسلحة والمتطوعين وابناء العشائر الغيارى في المعارك الاخيرة ، وضرورة تقديم احتياجات هؤلاء الأبطال على سائر الاهتمامات الأخرى ، سيما تلك القابلة للترحيل ، فضلا عن مطالبته بتنسيق العمل فيما بينهم وتوخيهم الحيطة والحذر من عدوهم .
كما اكد سماحته على ضرورة ان تقوم الحكومات (المركزية منها والمحلية) باستغلال نعمة المطر قبل تحولها الى نقمة يدفع ثمنها المواطن بسبب إهمال وفساد بعض المسؤولين .
وبخصوص معاناة سكان مخيمات النازحين وظروفهم المأساوية ، فقد اكد سماحته بأن مسؤولية إغاثة ومساعدة النازحين إنما هي مسؤولية جماعية ، مطالبا بذلك جميع المواطنين بضرورة نجدتهم وإعانتهم لإخوتهم النازحين ، بما يحفظ لهم عزتهم وكرامتهم عادا ذلك مهمة انسانية واسلامية تستبطن الأجر والثواب من جهة وتزيد ملامح التلاحم الوطني بين العراقيين بما يحفظ لهم وحدة بلدهم ارضاً وشعباً .
هذا وقد جاء فيها :
الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 16/محرم الحرام/1437هـ الموافق 30/تشرين الأول/2015م
اعرض بخدمتكم ثلاثة امور :
الامر الاول :
ان الانتصارات الكبيرة التي حققها ابطال القوات المسلحة والمتطوعين وابناء العشائر الغيارى في المعارك الاخيرة يجب ان تحظى بعناية المسؤولين من مختلف مواقعهم، ويستخلصوا منها العبر والدروس ، للاستفادة منها في المعارك القادمة ومنها ، اهمية توفير كل الامكانات والتسهيلات المتاحة للقوات المقاتلة وتقديم احتياجاتهم على سائر الاحتياجات التي يمكن ان يرّحل تأمينها الى وقت آخر، حينما يتحسن الوضع المالي للبلد، ويتجاوز الازمة الخانقة الحالية، ومنها اهمية التنسيق بين القطعات المقاتلة بمختلف عناوينها، فإنه من اهم عوامل الانتصارات الاخيرة ، فلابد للقيادات المعنية من بذل مزيداً من الجهد لغرض المزيد من التنسيق فيما بينهم، ومنها ضرورة الحيطة والحذر وعدم الغفلة عن العدو في مختلف الجبهات ، فإنه ينتهز الفرصة اينما سنحت له واذا خسر في موقع حاول ان يباغت في موقع اخر ، فلابد للقطعات العسكرية ان تكون يقظة ، ولا تسمح له بالاختراق ، ونسأل الله تعالى ان يخذله ويعجل بالقضاء عليه ويخلص بلدنا العزيز منه .
الأمر الثاني :
ان من اهم واجبات الحكومة سواء الحكومة المركزية او الحكومات المحلية، هي استغلال نِعم الله تعالى على هذا البلد في سبيل خدمة المواطنين، واذا لم تقم الحكومة بواجبها في هذا المجال ،فقد تتحول النعمة الى نقمة كما حصل في الايام الاخيرة بالنسبة الى مياه الامطار ، فإن المطر من اعظم النعم الالهية على البشر وموسم الامطار يعتبر من مواسم الخير ، لما فيه من بركات كثيرة ، لعموم الناس ، ولكن من المؤسف انه تسبب في هذه الايام بمعاناة الكثير من المواطنين في العديد من المدن والمناطق السكنية لأن الحكومات المختلفة لم تقم بواجبها في إنشاء واصلاح شبكات صرف مياه الامطار حينما كانت هناك وفرة مالية تفي بذلك ، واما اليوم ، فيتذرعون بعدم توفر المخصصات اللازمة ، وفي كلتا الحالتين فإن المواطنين هم من يدفعون ثمن اهمال المسؤولين وفسادهم ، والى الله المشتكى .
الأمر الثالث :
في هذه الايام، ومع حصول الامطار بكميات كبيرة ازدادت معاناة اخواننا واخواتنا في مخيمات النزوح من مختلف المناطق وتشير التقارير الى انهم يعيشون ظروفاً مأساوية لا تُطاق .
ان مسؤولية مساعدة هؤلاء الاعزّة هي مسؤوليتنا جميعاً ، ومن هنا نهيب بجميع المواطنين ان يهبّوا لنجدتهم وتقديم العون لهم ، كل حسب ما يتيسر له ، وليكن ذلك مع حفظ عزتهم وكرامتهم .
ان القيام بهذه المهمة الانسانية والاسلامية ، بالإضافة الى ما له من الأجر العظيم مما يزيد من التلاحم الوطني بين ابناء هذا الشعب ، فينبغي مزيد الاهتمام به ، من كل من يحرص على وحدة هذا البلد ارضاً وشعباً .
نسأله تبارك وتعالى ان يجعل بلدنا بلداً آمناً مطمئناً ، وان يجعل هذه البركات بركات له لا عليه، وان يوفق العاملين لخدمة الناس ، وآخر دعوانا ، ان الحمد لله رب العالمين .
https://telegram.me/buratha