ولفت الى ضرورة ان " يعرف المؤمنون اهمية احياء هذه الذكرى المقدسة في حفظ الدين وتجديد حيويته وقيام كيانه وثباته امام القوى المعادية "، مبينا ان " أئمتنا الاطهار اكدوا على احيائها وحثوا على ذلك بمختلف الاساليب وأشادوا بفضلها وعظيم اجرها في احاديث كثيرة وينبغي بيان ما ورد عنهم {عليهم السلام} بذلك والتذكير به لان لكلماتهم ومواقفهم العملية موقعها الخاص بنفوس المؤمنين وليعرف المؤمنون ان ما يقومون به مراسيم تطبيق لما امر بها لائمة شيعتهم ".
واشار المرجع الكبير الى ضرورة " الاستفادة من هذا الموسم ببث الثقافة الدينية العامة في العقيدة والسلوك والتعريف برموز الدين ورفيع مقامهم وبرموز الطغيان وانحطاطهم وتنبيه المؤمنين الى ما يجب عليهم من التعرف على واقع دينهم والتفقه فيه والاعتزاز برموزه والعمل بتعاليمه السامية والبراءة من الطغاة والمنحرفين".
ودعا الى " مراعاة الغرض الاهم من هذه المواسم والذي اكد عليه ائمة اهل البيت في احاديث كثيرة وهو عرض ظلامه سيد الشهداء خاصة وظلاميه اهل البيت عامة والتفجع لها واثارة الجوانب العاطفية بالاساليب المختلفة نحو مصائبهم وما نزل بهم فان في ذلك اداء لحقهم وتعبيرا عن موالاتهم ولتكون مصائبهم عليهم السلام مدعاة لتأسي شيعتهم بهم وسببا لثباتهم لمعاناتهم وصبرهم عما يمر بهم من مآسي في سبيل مسيرتهم ".
ولفت الى ان " الشعب العراقي وشيعة اهل البيت {عليهم السلام} يتعرضون الى هجمة ارهابية شرسة ادت الى استشهاد وجرح ما لا يحصى من الابرياء وتهجير مئات الالاف من العوائل الامنة "، مشيرا الى ان " البلاد كادت ان تقع ضحية بيد هؤلاء المجرمين لولا الرعاية الالهية وتدخل المرجعية الدينية في الدفاع عن المقدسات والارواح وكان للاستجابة المؤمنين في الدخول الى الميدان في صد تلك الهجمة الظلامية واننا اذ نثمن تلك الوقفة الشجاعة والإيثار ندعو المبلغين الى التواصل مع المدافعين وشحذ هممهم وتقوية ".
وطالب " المتصدين للشأن العام مطالبة المؤسسات الدولية للتعامل مع هذه العمليات الإجرامية على إنها جرائم إبادة ضد الإنسانية وملاحقة من يدعمها من خلال المنظمات الدولية ونطالب المتصدين للشان السياسي توحيد صفوفهم وتوجيه الطاقات نحو هدف واحدة نحو بناء مؤسسات الدولة بأسس صحيحة لتقديم الخدمات للمواطنين "، مؤكدا على ضرورة" معالجة مشكلة النازحين وتخفيف معاناتهم الاستفادة من خبرات المنظمات الدولية بهذا المجال ورعاية عوائل الشهداء والجرحى وتخفيف معاناتهم ".
وقال المرجع الديني الكبير ان " فاجعة الطف احدثت تحولا عظيما في تاريخ الاسلام وحفظت قيمة من الزيغ والانحراف مع كونها اعظم مأساة انهت الطغاة والمنحرفين الذين بذلوا كل طاقاتهم مستغلين بطش السيف من اجل ان تموت هذه الامة وتنسى دينها القيم وتعاليمه القويمة ومثله الرفيعة وأخلاقياته الفاضلة وترجع في غفلتها نحو جاهليتها لتتخذ من الطغاة اصناما تعبدهم من دون الله وتجعل منهم ائمة يقودونها الى النار تحلل ما احلوا وتحرم ما حرموا ".
واستدرك ان " واقعة الطف كانت صرخة مدوية ايقظت ضمير الامة ونبهتها الى ما هي عليه من سوء وهزت عروش الظالمين وسلبتهم شرعيتهم التي تستروا بها وعادت دعوة الدين حية تستقطب ذوي السعادة والتوفيق من اجل ان يحملوها ويرعوها ويبلغوها الاجيال لتبقى كلمة الحق ظاهرة تقوم بها الحجة على الناس "، مؤكدا ان "سيد الشهداء قد تحدى الطغاة والمنحرفين وقدم الدماء الزكية فان شيعته واصلوا التحدي منذ الايام الاولى لوقوع هذه الفاجعة بإصرارهم على إحياء تلك الذكرى المقدسة بأبعادها وتذكير الامة بها وبرموزها وبجرائم الطغاة والمنحرفين ملبين نداء نصرته واستغاثته لبيك داعي الله ان كان لم يجبك بدني عند استغاثتك ولساني عند استنصارك فقد اجابك قلبي وسمعي وبصري ".
وختم ان " لقد عشنا فصلا تاريخيا من فصول تلك المآسي حيث مرت على المؤمنين ظروف عصيبه منذ النظام البائد وحين سقوطه ودخول التكفيريين حيث تميز منهجهم باستهداف الشعائر والسجون والمعتقلات الرهيبة وقد واجه المؤمنون تلك المآسي بصبر وثبات عظيم وقد كان لمواقفهم الإيمانية والبطولية أعظم الاثر في صد تلك الهجمة الشرسة وارتدادها خاسرة".
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha