شددت المرجعية الدينية العليا، على ضرورة وضع الكفاءات وذوي الخبرة في المواقع المناسبة لهم، عادة ذلك "حلقة مهمة للقضاء على الفساد وادامة الاصلاح".
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد اطلق في الاسابيع الماضية عدة حزم اصلاحية وافق عليها البرلمان وفوضه بتنفيذها، وتشمل غالبية مفاصل الدولة وبمحاور متعددة منها الغاء الامتيازات للمسؤولين والمناصب العليا ومحاربة الفساد والاصلاح الاداري والمالي.
وقال ممثل المرجعية في كربلاء السيد أحمد الصافي في خطبة الجمعة التي القاها من داخل الصحن الحسيني الشريف، ان "الاصلاح عبارة عن ثقافة واسعة ومنظومة مترابطة لا تقبل التفكيك والحفاظ على المال العام وجعل الرجل المناسب في الموقع المناسب والسعي لتطوير البلد واستغلال الوقت بشكل جيد حلقات مهمة للقضاء على الفساد وادامة الاصلاح".
وأضاف، ان "ثقافة الحرص على الوقت وعدم هدره من الخطوات المهمة لاشاعة الاصلاح الوظيفي كما ان هناك مجموعة من القوانين والنظم تحتاج الى اعادة النظر لكونها معطلة لعمل بعض الدوائر او لا تتماشى مع التطلعات الحقيقية للاصلاح وكذلك لابد ان تشاع ثقافة استغلال الوقت بطريقة جيدة فان قيمة واهمية اي عمل تحتاج الى وقت يتناسب مع انجازه".
واستدرك الصافي بالقول "لكننا نرى وضمن عدم مسؤولية هذا الجانب تفريطا واضحا في الوقت فالموظف او المسؤول لابد ان يستشعر ان كل دقيقة تمر بدون عمل جدي فهو لا يؤدي الى تعطيل عجلة التطوير في البلد فحسب بل تعد اضاعة الاوقات نحو من انحاء السرقة، لان هذا الوقت من حق الناس كون المسؤول ملزما عرفا واخلاقا ان يستوعب تمام الوقت للعمل".
وأكد على "ضرورة ان تكون هذه الثقافة، ثقافة استغلال الوقت حاضرة عند جميع المسؤولين لا فرق بينهم فالشعوب تتقدم بالعمل والعمل يحسب بالاستغلال الامثل للوقت وعلى المسؤولين ان يوسعوا هذه الثقافة وان يشجعوا عليها، وفي الوقت نفسه تتم محاسبة المفرط بالوقت او الذي يصرفه من اجل غير ما استؤجر من أجله".
ودعا ممثل المرجعية "الحكومة الى ان توفر كل الدعم الممكن للمقاتلين الابطال في القوات المسلحة والمتطوعين وابناء العشائر الغيارى الذين يواجهون الارهابيين في مختلف الجبهات ويبذلون ارواحهم ودماءهم فداء للعراق وشعبه ومقدساته".
وأوضح "لاشك ان هناك مشاكل اقتصادية ومالية يمر بها البلد، والدولة مثقلة بالتزامات مالية كثيرة، ومن غير المعلوم ان ذلك سيتحسن سريعا لذا على الدولة ان تخفف الثقل عن كاهلها والتوجه الى فتح قنوات القطاع الخاص والاهتمام به وتسهيل قوانينه واعادة النظر بقوانين اخرى تقف حائلا في تنشيط هذا القطاع"، مؤكدا ان "فسح المجال امام القطاع الخاص صناعيا او تجاريا او زراعيا له انعكاسات ايجابية كبيرة على البلد اذا كان ضمن معايير دقيقة تتلاءم مع متطلبات الشعب".
وأشار الصافي الى ان "الحكومة لا تستطيع ان تلبي جميع المتطلبات المشروعة للناس بسبب تفاقم بعض الازمات، وليس من الصحيح بقاء المتطلبات بلا حل"، داعيا الدولة ان "ترعى ذلك بعناية فائقة موفرة فرص عمل لمجموعة كبيرة من ابنائنا الذين يعانون من البطالة ولا يجدون فرص عمل توفر لهم العيش الكريم".
ولفت الى ان "القطاع الخاص سيساعد الدولة على حل كثير من المشاكل بشرط ان يوفر له الدعم الكافي تشريعا وتنفيذا بجعل اليات مناسبة لعمله وان لا يصبح منفذا جديدا لاستغلال المواطنين واستنزاف اموالهم".
ودان ممثل المرجعية الدينية العليا في خطبة الجمعة اليوم التفجيرات التي شهدتها العاصمة بغداد"، مشددا على "ضرورة تفعيل الدور الاستخباري في القضاء على الارهاب".
وقال الصافي "مرة اخرى ضرب الارهاب الداعشي مناطق من العاصمة بغداد امس وسقط عشرات المواطنين الابرياء ضحايا للحقد الطائفي لعناصر هذا التنظيم الارهابي وفي هذه المرة كما في المرات السابقة لا نملك الا ان ندين هذه الجرائم الوحشية ونترحم على الاحبة الذين اريقت دماؤهم الزكية ظلما وعدوانا وندعو للجرحى والمصابين بالشفاء العاجل".
وتابع "أننا وفي الوقت نفسه ندعو الاجهزة الامنية الى تطوير اساليبها ولاسيما في المجال الاستخباراتي لتتمكن من التعامل بصورة مناسبة مع هؤلاء الارهابيين الذين يستهدفون الابرياء في الشوارع والساحات والاسواق ونحوها.
https://telegram.me/buratha