دعا القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وزير النفط عادل عبد المهدي الاحد، الى الاهتمام بموازنة 2016 ،والاتفاق على فلسفة الموازنة وماتسعى لتحقيقه، وتفعيل {مجلس الاعمار} الذي اقر في موازنة 2015.
وقال عبد المهدي في بيان تلقت وكالة أنباء براثا نسخة منه اليوم " لابد من ايلاء الاهتمام الكافي لاعداد موازنة 2016"، مبينا ان" الاحداث الجارية على اهميتها يجب ان لا تشغلنا عن وضع فلسفة الموازنة ومرتكزاتها، بل ان الموازنة قد تكون مناسبة جيدة لحل الكثير من الاشكالات. فامامنا قضايا عديدة في موازنة 2016"، مشيرا الى "اننا سنقف عند ما نعتقده الاهم، ليتسنى لنا بناء موازنة واضحة، لا تتدخل فيها لاحقاً القرارات والاجتهادات الفردية".
وأضاف" فالامر الاول الاتفاق على فلسفة الموازنة وما تسعى لتحقيقه، والاساس ان الموازنة يجب ان تساعد في انطلاق الاقتصاد الوطني، اي القطاع الخاص والاهلي والاستثمارات الخاصة والعامة"، مقترحا بناء التقديرات النفطية للموازنة على 40-50 دولاراً للبرميل، وعلى اساس 3 ملايين برميل يوميا من الصادرات من المنافذ الجنوبية فقط".
وتابع قائلا " وان يخصص حاصل هذه المعادلة لتمشية الموازنة التشغيلية بالكامل بعد ترشيدها وحذف كل ما هو غير ضروري منها، وسنناقش موضوع كردستان لاحقاً، وبالتالي نحقق الاطمئنان والاستقرار المالي حتى في اسوء الاحتمالات، والذي لم يكن سمة موازنة 2015، هو تفعيل {مجلس الاعمار} الذي اقر في موازنة 2015؛ ليتحول الى حقيقة ومؤسسة، تكون مسؤولة عن الاستثمار والتنمية العامة والخاصة".
وزاد " بكلمات اخرى نترك {لمجلس الاعمار} مهمة الانطلاق في الاستثمارات والتنمية الوطنية بالتعاون مع وزارة التخطيط وهيئة الاستثمار ونمنحه صلاحيات كبيرة، في كل ما يشجع عملية انطلاق الاقتصاد الوطني والاستثمارات من اعفاءات واستثناءات وقرارات، اضافة لموازنته من الفائض الذي قد يتحقق من احتمال ارتفاع الاسعار او زيادة الانتاج، او من سندات الخزينة والقروض او {عقود المستقبل} المعروفة، والنسب المستحصلة له من الاستثمارات الوطنية والاجنبية التي يشارك بها او التي تساعد صلاحياته على اطلاقها".
وأشار انه" سيساعد تبني هذه الاستراتيجية في الموازنة ان تقدم وزارة المالية في نهاية 2015 الحسابات الختامية للموازنة التشغيلية، ثم لاحقاً للاعوام القادمة، كما سيتسنى بدءاً من 2016 تقديم كشف الحسابات الختامية والارباح والخسائر للمشاريع الاستثمارية، ويمكن عبر هذه الفلسفة امتصاص العمالة العاطلة عبر الاستثمارات، وتخفيف الترهل عن الدولة، وامتصاص اثار انخفاض الموازنة بسبب اسعار النفط على الاقتصاد الوطني، واستثمار الازمة لتحسين معادلات الاقتصاد بتحريك القطاعات الحقيقية، وعدم البقاء اسرى المعادلة النفطية فقط".
واستطرد قائلا" اما الامر الثاني وهو ارساء المعادلة النفطية ومعادلة الموازنة مع المحافظات والاقليم بشكل واضح. اما مع المحافظات فيجب ان تحصل المحافظات على حقوق مالية واضحة تستطيع ان تبني بها موازناتها بشكل صحيح.. فاضطراب اسعار النفط وانخفاضه لا تسمح بالاعتماد على المبادىء التي اعتمدت في الموازنات السابقة، والتي لم تحقق شيئاً لا في 2014 ولا في 2015، لذلك لا نرى سبيلاً سوى اقرار موازنات تشغيلية عادلة، واشراك الحكومات المحلية في صندوق {مجلس الاعمار} لتحريك النشاطات الاقتصادية عن طريق الاستثمارات والقطاع الاهلي والخاص".
وأفاد" اما مع الاقليم، فلابد من الوصول الى امر مشترك يحدد مسؤوليات الاقليم من جهة ومسؤوليات الحكومة الاتحادية من جهة أخرى، فتأتي موازنة 2016 لتقنين ذلك استناداً الى الارقام الاكيدة من الكميات النفطية، او غيرها التي سيسلمها الاقليم للحكومة الاتحادية، والمبالغ الاكيدة التي سيتسلمها الاقليم من الموازنة"، مشيرا الى " ترك سياسة مثل هذه القضايا للامر الواقع، والمواقف الشهرية وردود الافعال التي لا تبني سياسة، لن تجسر المواقف، ولن تبني اي اطمئنان او ثقة، بل ستوسع الفجوة والخلافات، بكل الاثار الاقتصادية والسياسية والامنية والوطنية. فليس كل ما يقوله طرف ازاء الطرف الاخر صحيح وليس كله خاطئ".
واكد ان" بناء السياسة على الخلافات لن يوصلنا لنتيجة.. ويجب البحث عن اي مشترك ثابت وفاعل سواء في الحقيقة النفطية والمالية او الامنية والسياسية والاقتصادية وغيرها لاعادة تنظيم سياسة يمكن الركون اليها تحقق الحد الادنى على الاقل من المصالح المشتركة المتبادلة، ستنخفض موازنة 2016 عن موازنة 2016؛ لكن موازنة واضحة وفاعلة تعتمد على فلسفة مباشرة قادرة على تحريك الاقتصاد الوطني ستعطي من النتائج افضل من موازنات بارقام ضخمة ترمي البلاد الى مجهول، فتتحمل الوحدات المالية مسؤوليات لم توفر لها اموالها ومقوماتها، فتعجز عن تحقيق واجباتها، مما يزيد من الفوضى والمطالبات العشوائية دون ترتيب اولويات او سياسة جدية قادرة على تقديم الخدمات او الايفاء بالالتزامات".
https://telegram.me/buratha