قال سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي امام الحضرة الحسينية المطهرة في كربلاء في خطبة صلاة الجمعة لهذا اليوم ان القضاء على هذه العناصر الإرهابية وان كان يمثل خطوة مهمة لتخليص الشعب العراقي من جرائم القتل والاختطاف والتفجير والإرعاب ولكن لا بد من وضع خطة عمل للقضاء على الإرهاب من جذوره ومعالجة أسبابه لينعم العراق بأجواء الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار، ولا يكفي ان ينهض مسؤولوا هذا البلد وقياداته وأبناء شعبه بهذه المهمة بل لا بد من تعاون كل الأطراف الإقليمية والدولية لمعالجة هذه الظاهرة لان دمارها وشرها بدأ يعم الجميع.
واضاف سماحته ان من جملة المعالجات المهمة:أولا:بيان خطأ وضلالة المنهج التكفيري الذي لم يبق أحدا إلا ورماه إما بالكفر والارتداد أو بالضلال عن الطريق الحق الذي يزعمونه!!! أو بالخيانة للوطن والشعب. وهذا المنهج هو الذي أعطى الغطاء الشرعي ووفر الأرضية العقائدية والنفسية لأولئك الإرهابيين لقتل الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال وتفجير المراقدالمقدسة والمساجد والأسواق وقتل موظفي الدولة ومنتسبي الأجهزة الأمنية. ولا بد هنا من حملة توعية تثقيفية وتوعوية يقوم بها رجال الدين والمثقفون ورجال الفكر لبيان ضلالة هذا المنهج وابتعاده كل البعد عن المنهج القرآني والفكر المحمدي الأصيل، وبيان ان هذا النهج لا يؤدي فقط إلى شيوع القتل المحرم وانتهاك الأعراض المحرمة وسلب الأموال المحترمة كما يحصل في العراق الآن، بل يؤدي أيضا إلى تشويه سمعة الإسلام وهتك حرمته وتمزيق النسيج الاجتماعي للمجتمعات الإسلامية، وشيوع الحقد والإحن والبغضاء بدلا من المحبة والتآلف والتوادد، وبالنتيجة ومع مرور الأيام والسنين سيؤدي إلى تراجع الحضارة الإسلامية عن موقعها الريادي سواء أكان على مستوى الفكر والثقافة أم على المستوى الأخلاقي والاجتماعي والتربوي.
ثانيا: السعي لمنع أي تدخل أجنبي ومن أية جهة كانت وتحصيل السيادة التامة للعراقيين خاصة في المجال السياسي والأمني والاقتصادي والثقافي وترك العراقيين يضعون الحلول لأزماتهم ومشاكلهم بما يتناسب مع مصالحهم. ولابد ان يعي الآخرون ممن لا يروق لهم استقرار العراق ويستمرون في تدخلاتهم بشؤونه، أولئك الذين يريدون تصفية الحسابات على ارضه، ان استمرار هذه التدخلات لا ينعكس سلبا وضررا كبيرا على العراق وحده بل ستثبت الأيام والسنين القادمة ان هذه التدخلات ستلحق بهم الضرر الكبير وستفقدهمالكثير من المصداقية.
ثالثا : اعتماد الحوار والكلمة وسيلة أساسية لحل كل المشاكل والاختلافات وأما اعتماد العنف فانه لا يجر إلا إلى عنف آخر سيؤدي بالنتيجة إلى خسارة الجميع وبالتالي فان هذا الطرف أو ذاك ممن رأى ان اعتماد منهج العنف خير وسيلة لتحقيق أهدافه سيرى ان لاشيء سيحصل عليه بل العكس فان الدمار والتراجع والخيبة ستكون هي الثمار لمنهجه هذا.
رابعا: لابد من مشاركة الجميع من أطياف الشعب العراقي وبكل دياناته ومذاهبه وقومياته وكياناته السياسية وشرائحه الاجتماعية في العملية السياسية، وتحمل المسؤولية في تخليص الشعب العراقي مما يمر به من إرهاب ودمار وقتل وتهجير وتمزيق لوحدته، كما انه لابد من تجنب منهج الإقصاء لأي كيان سياسي مهما كانهذا الكيان بشرط ان لا يكون متبنيا لمنهج الإرهاب أو داعما له أو يقف بوجه بناء العراق الجديد وذلك من اجل ان يشعر الجميع ان لهم دورا مهما في بناء هذا البلد وتخليص شعبه المظلوم وأنهم أبناء هذا البلد ولهم موقع الاحترام والتقدير لدى الآخرين.
خامسا : من الأمور المهمة الملقاة على عاتق الجميع والمؤمنين خاصة الحفاظ على الهوية الإسلامية والمظاهر الأخلاقية الرفيعة لمجتمعنا وحفظ الثقافة الإسلامية الأصيلة لهذا المجتمع وصون أعرافه وتقاليده التي لا تتعارض مع الأعراف والثوابت الإسلامية. ومن جملة الوسائل لتحقيق هذا الهدف هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتفعيل هذه الفريضة الإسلامية وبتفعيلها بقي الإسلام ومجتمعاته سدا منيعا أمام أي غزو ثقافي أو عقائدي أو سياسي صدر من أعداء الإسلام. وقال سماحته أود هنا ان الفت نظر الأخوة المؤمنين ممن يحملون الغيرة على دينهم ويتحرقون أسفا وألما ان يروا بعض مظاهر الفساد والانحراف تستشري في المجتمع أقول: ان الإسلام قد وضع منهجا حكيما لمعالجة هذه الظواهر لابد من اعتمادها حتى يمكن تحقيق الأثر المطلوب من تطبيق فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،ونستطيع من خلال هذا المنهج الحكيم ان نحبب الإسلام لقلوب هؤلاء الذين انحرفوا أو ابتعدوا عن منهج دينهم القويم ومخالفة هذا المنهج الصائب والحكيم الذي اعتمد مخاطبة القلوب والأرواح، ولذلك فان منهج العنف أو القسر في تطبيق بعض الأحكام الإسلامية قد يؤدي إلى حصول النفور والبغض في قلوب الكثير من الناس للإسلام وبالنتيجة ابتعادهم عن خط الهداية والصلاح. اعلام الروضة الحسينية _ وكالة انباء براثا ( واب )
https://telegram.me/buratha