لندن: «الشرق الأوسط» كتب قليلة صدرت عن أبو مصعب الزرقاوي، منذ برز اسمه قبل 3 سنوات بشكل خاص كقائد لفرع تنظيم «القاعدة» في بلاد الرافدين، لكن أهمها هو كتاب بالفرنسية بعنوان: «زرقاوي: وجه جديد للإرهاب»، أصدره في أواخر العام الماضي، المحقق الفرنسي جان شارل بريسار، وتمت ترجمته سريعا الى الانجليزية، ومن بعدها الى 7 لغات.يروي بريسار في الكتاب، ان الزرقاوي كان سكيرا ونشالا قبل الجهاد ويغطي جسده بالوشم الأزرق، وطرد من المدرسة في مدينة الزرقاء بالأردن مرات ومرات، وانه كان شقيا منذ الصغر، وعمل بعد طرده لآخر مرة من المدرسة في معمل أردني للورق والكرتون قبل أن ينغمس في عالم الخناقات الشوارعية والجريمة، فقد تم اعتقاله في احدى المرات لطعنه مواطنا بالسكين، ومرة لأنه قام بعملية نشل، وثالثة لأنه ضبط بالجرم المشهود وهو يتعاطى المخدر. وكل ذلك قبل أن تتغير حياته ويعتاد على ارتياد المساجد عملا بنصيحة والدته. ولاحقا بدأ يميل الى الجهاد واقتنع بفكرة السفر الى افغانستان والالتحاق بتنظيم «القاعدة» هناك، ثم التفكير بتشكيل خلاياه الخاصة في منطقة هيرات بعد عام 2001 وعمليتي «القاعدة» في واشنطن ونيويورك بسبتمبر (أيلول) ذلك العام.وكتب بريسار، نقلا عن رفقاء مقربين جدا من الزرقاوي في الأردن، أنه اعتاد تغطية جسده برسوم من الوشم الأزرق «وأنه كان يحتسي الخمور كما تشرب السمكة الماء».كما نشر بريسار في الكتاب صورا عن الزرقاوي مع أبويه، وهو فتى يافع في الأردن، قبل أن يغادر فيما بعد الى أفغانستان. كما نشر صورا له وهو في السجن بعمان.وروى الكتاب أن الزرقاوي أقام علاقات وثيقة مع الأصولي الأردني «أبو قتادة»، المقيم حاليا تحت الاقامة الجبرية في بريطانيا «لوضع البنية التحتية لشبكة ارهابية في أوروبا تتخذ من العاصمة البريطانية مركزا رئيسيا لعملياتها»، وفق ما كتب بريسار. وشرح المؤلف أن الغياب النسبي لبن لادن عن مسرح القيادة العملية لتنظيم «القاعدة» بعد غزو الأميركيين لأفغانستان، أدى لوضع الزرقاوي في مقدمة المسؤولين عن «الشبكة الارهابية الاسلامية، خصوصا بعد بدء نشاطه في العراق»، بحسب تعبير المؤلف.وهناك كتاب آخر مهم عن الزرقاوي، أصدره الكاتب العراقي صلاح نصراوي، بعنوان «الزرقاوي: أمير الظلام»، تطرق فيه الى بدايات حياة أبو مصعب الزرقاوي في مسقط رأسه بالأردن. ثم توقع المؤلف في الكتاب بعد سرده لحياة الزرقاوي بأن يفشل قائد فرع تنظيم «القاعدة» في بلاد الرافدين بإقامة دولة في العراق على الطريقة الطالبانية في افغانستان.أما الكتاب الثالث عن الزرقاوي، فأصدرته الايطالية لوريتا نابليوني، وفيه تصف الزرقاوي بأنه صنيعة الولايات المتحدة، لذلك كان عنوان الكتاب: «صنع في أميركا».في «صنع في أميركا»، تروي لوريتا ايضا الكثير عن طفولة وشباب الزرقاوي في الزرقاء وعمان، وتصفه بأنه كان انسانا بسيطا وساذجا «كمعظم الجهاديين الآن. لكنه فيما بعد أصبح قائدا جديدا لوضع جديد من الارهاب والحقد المتلبس بطريقة عفوية بالارهاب»، بحسب تعبير لوريتا. وتقول الكاتبة في كتابها الذي صدر أوائل هذا العام، ان الولايات المتحدة «أسرعت بشكل كبير في تضخيم الزرقاوي لاستخدام أسطورته في سعي لمزيد من السيطرة على العراق».وهناك كتاب بالاسبانية، أصدرته الصحافية الأرجنتينية، أورغا بالليت، وهو بعنوان «في بلاد الزرقاوي»، تتحدث فيه عما سمعته عن أبو مصعب عندما أمضت سنة كاملة كمراسلة في بغداد، وفي الكتاب تلخص ما يقال في العراق عن عمليات دعم تقدمها «الجهات السنية للزرقاوي، وهي جهات تستخدمه لتعزيز مطالبها في الحكم والادارة السياسية للبلاد بعد سقوط صدام».