باريس (8 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء - شكك رئيس (شبكة فولتير) الكاتب الصحفي الفرنسي Thierry Meyssan تيري ميسان بما أسماه "فرضية مقتل الزرقاوي على يد الحكومة العراقية والجيش الأميركي في العراق". ودعا ميسان، في تصريح لـ(آكي)، إلى "التحقق من كل المعلومات والفرضيات التي تبثها الولايات المتحدة حول مقتل الزرقاوي، كونها غير مستفيدة من مقتله". ووصف ميسان أبو مصعب الزرقاوي بأنه "اختراع أميركي"، أساء للإسلام وللعراق و"لم يخدم سوى مصالح الاحتلال من خلال عمليات ضد العراقيين أسهمت بزرع الفتنة بين الطوائف العراقية". واعتبر ميسان أن "أعمال العنف التي قادها الزرقاوي تصب في مصلحة الولايات المتحدة التي تسعى لتقسيم العراق إلى ثلاث مناطق، كردية وسنية وشيعية، وزرع الفوضى لتبرير وجودها هناك". وقال "أول من يجب أن يبكي الزرقاوي اليوم هو المخابرات الأميركية". وأشار بالمقابل إلى بيان أصدره الزرقاوي قبل نحو عشرة أيام، اتهم فيه (حزب الله) اللبناني بالتعاون مع إسرائيل، وحرض فيه ضد الشيعة، ما يعني ـ حسب تحليل ميسان ـ أن "الزرقاوي كان يسعى لنقل عدم الاستقرار والصراع الطائفي إلى لبنان، وبشكل يصب في مصالح الولايات المتحدة التي تحاول زرع الفوضى في المنطقة، بينما يتضرر حزب الله والشيعة من أعماله". وذكّر ميسان بأن "وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول هو أول من عرف العالم بالزرقاوي، من خلال مداخلته أمام مجلس الأمن في فبراير/شباط 2003 التي اتهم فيها نظام صدام حسين العراقي بالارتباط بتنظيم القاعدة". وأكد باول –يواصل الكاتب الفرنسي- في مداخلته أن "معسكرات الزرقاوي في العراق تستخدم لإنتاج سموم ولتحضير عمليات اختطاف طائرات، وتبين فيما بعد أن كل ما قاله باول كان كذب، ثم اتهمت المخابرات الأميركية الزرقاوي بأنه وراء أكثر من محاولة لاغتيال برلمانيين أميركيين، وتأكد كذبها". واستطرد قائلاً "اعتقلت الحكومة الفرنسية، عام 2003 عدد كبير من الشباب المسلمين في الضواحي الباريسية بتهمة مناصرة الزرقاوي، وتبين فيما بعد أن لا علاقة لهؤلاء الشباب بالتهم الموجهة لهم، وأن الحكومة اعتمدت معلومات أميركية خاطئة". وتعرض مؤلف كتاب (الخدعة الرهيبة) حول أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، إلى تاريخ الزرقاوي، قبل وصوله إلى العراق، فقال "مسار شخصية الزرقاوي ملفت للنظر، فهو شارك في الحرب الأولى ضد السوفييت في أفغانستان، ثم عاد للأردن واتهم عام 1999 بمحاولة تفجير فندق، لكنه حظي بعفو خاص وأفرج عنه، ما أثار الأسئلة حول علاقته بالأمن الأردني"، ثم "ذهب الزرقاوي إلى أفغانستان عام 2002 وبدأت الأقاويل حول انتمائه إلى القاعدة، إلى أن قدمه كولن باول إلى العالم عبر مداخلته الكاذبة في مجلس الأمن". واستبعد ميسان أن يكون لمقتل الزرقاوي تأثير كبير على الوضع الأمني، وتوقع أن "تسرع المخابرات الأميركية إلى اختراع بديل عنه تثير صورته الرعب في العراق وفي العالم". وقال "لا مصلحة للولايات المتحدة بالتأخر بإيجاد بديل عنه، فغياب شخص مثل الزرقاوي ليس في مصلحة إشعال حرب أهلية في العراق".