لم يك الدكتور محمود المشهداني اليوم على حالته الطبيعية، فقد ابتدأ حياته صباحا باجتماع في مكتبه مع عدد من أعضاء جبهته الذين ارادوا منه أن يمنع عملية تسمية الوزراء الامنيين، وكان موقفه متشددا في امضاء العملية وتمشيتها مما جعل الجو يبدو متشنجا لكي ينتهي من طرد النائب الشيخ عبد الناصر الجنابي من مكتبه، وحين حل الدور لمناقشة النظام الداخلي تميزت نقاشات اليوم بعصبية وانفعال المشهداني الشديد نتيجة لأن مسار النقاش كان متجها نحو التصويت مما يعني ان النتيجة محتومة لغير صالحه مما جعله يدير الاجتماع بطريقة لم تنم عن احترام لعدد كبير من اعضاء المجلس وعن توهين متكرر للجنة اعداد قانون النظام الداخلي مما حدا بالبداية بالنائب وائل عبد اللطيف وزميل له في اللجنة إلى الانسحاب مباشرة منها والخروج من القاعة، ثم تلاحقت الاهانات والكلمات غير اللائقة منه بحق عدد غير قليل من الاعضاء مما أثار موجة من الغضب عند عدد من أعضاء التحالف الكردستاني لا سيما النائب عبد الخالق زنكنة، ووصل الحد بالرئيس إلى أن واصل مسيرته مما جعل الشيخ الصغير يطلب من الائتلاف وبالتشاور السريع مع التحالف إلى مقاطعة الجلسة فاضطر رئيس المجلس أن يرفع الجلسة لتشتعل القاعة بمشادات كلامية حول تصرفاته اشترك فيها الكثير من أعضاء التوافق الذين عبروا عن عدم رضاهم عن هذه التصرفات.