وذكر عبد المهدي في بيان تلقت وكالة أنباء براثا نسخة منه اليوم ” منذ يوم الجمعة 10/4/2015 يتعرض مصفى (بيجي) الى هجوم عنيف من “داعش”.. وبالفعل استطاع “الدواعش” احتلال عدد من الابراج التي تقع خارج السياج المحصن للمصفى اولاً، واستطاع فتح ثغرة ودخل الى بعض منشآت المصفى، علماً ان مساحة المصفى (داخل السور) تتجاوز الـ27 كم مربع”.
واوضح “لا يتصور احد مدى بطولة القوات المسلحة والحشد الشعبي التي تدافع عن المصفى منذ اكثر من (6) اشهر.. يجب ان ترى المشهد لتقدر عظمة هؤلاء الرجال، الذين عندما نزورهم او نكلمهم يرفعون من معنوياتنا بدل ان نرفع من معنوياتهم. فـ”بيجي” عنوان عظيم للصمود والبطولة. وسيكتب التاريخ عن عشق هؤلاء المقاومين للشهادة عشق الحسين عليه السلام.. وستروى الروايات، كما رويت عن “ستالينغراد” او تروى عن “كوباني” و”امرلي” وغيرهما”.
وقال “جلست افكر واكتب هذه السطور، ونحن في رحلة الـ 14 ساعة الى واشنطن برفقة السيد رئيس الوزراء. كنت واثقاً ان “داعش” ستهزم في النهاية، رغم خسائر قاسية وعزيزة سنتكبدها. لكنني بقيت اتساءل مراجعاً الاوضاع، هل هي “حرب كر وفر” ليس الا، نطرد “داعش” ثم يعود مجدداً، ام انه شيء اخر؟ خرجت –ان كنت مصيباً- بنتيجتين اساسيتين”.
وبين ” الاولى ان تحرير المناطق من سيطرة (داعش) يعني بالضرورة زيادة انتشار القوات، وطول خطوط امدادها، وتعدد الجبهات التي يجب حمايتها، مما يتطلب قوات احتياطية اكبر فاكبر، ليتسنى مسك الارض، وهو ما يصعب تحقيقه دون تعبئة السكان ليكونوا عونا للقوات. يقابل ذلك دفع العدو للانسحاب والتحشد في مناطق قريبة من بعضها، تسمح له بالاستمرار بشن الهجمات واستغلال الثغرات التي تفتحها الانتصارات. فالانتصار هو اخطر لحظات الحرب، اذ تبدأ نزعات التقليل من خطورة العدو.. ويبرز الغرور والاستهانة بقواعد حماية المكتسبات،وتبرز الخلافات، التي تشكل كلها ثغرات خطيرة وحساسة، يمكن للعدو استغلالها”.
واكمل بالقول “اما الثاني، فلقد حاول (داعش) المستحيل ليزحزح ابطال (بيجي)، وفشل لحد الان، وقدم خسائر كبيرة لا يبررها سوى حاجته القاتلة للسيطرة على المصفى، وما فيه من خزين ومنشئات, مما لا شك فيه ان (داعش) بات يواجه مشاكل جدية في الحصول على الوقود اللازم لادامة حركة الياته، وتوفير مقومات العيش له ولجمهور غير قليل يرتهنهم. وما محاولاته في (بيجي).. وسعيه للتقدم نحو (خباز) في كركوك.. ولاستعادة (علاس) و(عجيل) الا اشارات واضحة تبرر تقديمه كل هذه الخسائر لتحقيق اهداف باتت اساسية بالنسبة له. فهو يسعى لاستعادة مصادر تموين جدية لادامة معركته.. وان انخفاض اسعار النفط، وخسارة انتاج بيجي، والتي قادتنا الى تخفيض الحصص الموزعة، ورفع بعض اسعار المشتقات، قد تكون سبباً اضافياً لم -يقصده احد- لحرمان “داعش”، ولو جزئياً، من مشتقات رخيصة او مجانية كانت تأتيه عن طريق الاستيلاء المباشر، او الفساد والنفوس المريضة وتجار الحروب”.
وتابع “اذا صحت تقديراتنا، فان المعركة تجاوزت مرحلة (الكر والفر).. بل هي انقلاب في الموازين.. وانتقال المبادرة من طرف لطرف اخر.. وهجوم استراتيجي، تقابله هجمات مضادة للمشاغلة وحرف اتجاهات المعركة لتأجيل معركتي نينوى والانبار.. الطرف المتقدم والمهاجم هو الطرف الوطني بكافة فصائله.. والطرف المتراجع والذي يسعى لاستعادة المبادرة هو (داعش)ومن يقف معه. ولعل ما يجري في صلاح الدين وكركوك.. وحصول اعمال ارهابية في الرمادي والانبار وبغداد، في الايام الاخيرة، والتي تزامنت كلها مع ذكرى سقوط الطاغية، تشير كلها لهجوم مضاد يسعى لايقاف الانتصارات التي تحققت وطنياً وعلى كل الجبهات”.
وختم عبد المهدي بالقول”عند وصولنا واشنطن في الساعة الرابعة بتوقيت بغداد، تلقينا فعلاً خبراً مؤلماً، وهو استشهاد “اللواء ضيف” قائد الوحدات العسكرية في الموقع، وهو من الابطال الذين رفضوا ترك المصفى.. وكنا على اتصال به قبل مغادرتنا بغداد في الساعة الثانية ظهرا، وكان يروي لنا فعالياتهم للسيطرة على الوضع ودحر الهجوم ،ونقلت الاخبار انه في عملية المطاردة تحرك الى خارج اسوار المصفى مع عدد من جنوده ساعين لاحدى الحسنيين.. اما النصر او الشهادة، فانا لله وانا اليه راجعون”.
https://telegram.me/buratha