أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي الاتفاق مع اقليم كردستان في "فتح كل أبواب التعاون معه" في الحرب على عصابات داعش الارهابية، فيما أكد رئيس الاقليم مسعود بارزاني بان "الآراء متطابقة مع الحكومة الاتحادية في بغداد في عملية تحرير محافظة نينوى".
وكان العبادي، قد وصل صباح اليوم، الى اربيل، على رأس وفد وزاري من حكومته بينهم وزيرا الداخلية والدفاع "لبحث خطة تحرير نينوى من داعش والتنسيق مع قوات البيشمركة لتحرير محافظة نينوى".بحسب بيان لرئاسة الوزراء.
وقال العبادي في مؤتمر صحفي مشترك مع بارزاني عقب اجتماع الوفدين ان "وجدونا في اربيل وفي جزء عزيز ومهم من عراقنا لان ما يخص هذا البلد يخصنا جميعا والتهديد الذي يتعرض له الاقليم هو تهديد للعراق كما ان تهديد باقي مناطق العراق هو تهديد للاقليم، ونحن لدينا تفاهمات واتفاقات بان تحرير نينوى هي مسؤولية تقع على عاتقنا جميعا ولا نفرق بين احد من اهالي المحافظة فكلهم ابناء العراق وندافع عنهم جميعا".
وأشار الى ان "زيارتنا للاقليم هي امر طبيعي كرئيس وزراء واستطعنا في الفترة الماضية تجاوز الكثير من العقبات والمشاكل ولدينا خطة للتواصل لحل باقي الاشكالات المتراكمة"مؤكدا بان"هناك توجها نحو المزيد من التعامل بايجابية وبدون سقوف بمختلف المجالات واتفقنا مع رئيس الاقليم ومسؤولي كردستان باننا نفتح كل ابواب انواع التعامل والتعاون في المجالات العسكرية والامنية والاقتصادية والاجتماعية لان مصيرنا واحد ضمن العراق الموحد لان العدو واحد يستهدف الجميع".
وتابع العبادي "جئنا لاربيل للتعاون والتنسيق على خطة مشتركة لتحرير نينوى ولا توجد لدينا مصلحة للاقليم او لبغداد بالتجاوز على اراضي نينوى فهي لاهلها ونعمل من اجل مصالحهم".
واكد رئيس الوزراء ان "داعش نحو الانهيار والانكسار وهذا ما شاهدناه في تكريت وذابوا [كفص الملح] بانهيار مخزٍ مفاجئ لنا لهم فالارهابيين لم يقاوموا كما كنا نتوقع ودخلنا تكريت سالمة مسلمة وسلمنا أمنها للشرطة الاتحادية والقوات الامنية".
وكشف القائد العام للقوات المسلحة عن "وجود اطار زمني في التحرك لتحرير نينوى ولكن نريد حفظ عنصر المباغتة كما فعلنا في تكريت فالعدو اليوم معنوياته منهارة ونريد زيادة انهياره في حفظ توقيت الهجوم "مضيفا" كما لدينا اتصالات من أهالي الموصل بشكل مباشر معنا ويريدون الخلاص من داعش والتعاون مع القوات الامنية للخلاص من الارهابيين".
وأكد ان "أهالي الموصل سيكون لهم دور اساسي ومهم في تحرير مدينتهم". وعن وجود تجاوزات لعناصر في الحشد الشعبي في المناطق المحررة ومنها تكريت متمثلة بحرق دور وممتلكات المدنيين قال العبادي "ما نقل من تجاوزات نحن ندينها سواء وقعت على ممتلكات الدولة أو المواطنين وبدورنا تابعنا المسيئين من القوات الأمنية والحشد الشعبي واعتقلنا بعض الاشخاص وتم تسليمهم الى القضاء لينالوا جزائهم العادل".
وطمأن رئيس الوزراء "جميع المواطنين في الانبار او نينوى وفي جميع المناطق التي ما زالت تحت احتلال داعش باننا نحترم المواطنين ولا نرضى للتجاوز على حقوقهم وممتلكاتهم وارواحهم وسنسعى لحمياتها رغم وجود عدد من المخربين ولكنهم قلة".
وتابع ان "الحشد الشعبي هم مواطنون عراقيون تطوعوا لقتال داعش من أجل تحرير مدنهم ولدينا بالاف من نينوى يتم تسجيل اسمائهم وكذلك في الانبار وهي تحت اطار الحشد الشعبي "مبينا "هناك اساءة للحشد وربما بعض العناصر ينتمون في الحشد والقوات الامنية او في البيشمركة ولكنها تسيء لنفسها وليس من الصحيح تحميل الجماعات أخطاء أفرادها".
وأكد العبادي ان "من الظلم توجيه الاتهامات على كل الحشد الشعبي لانهم يضحون بانفسهم وعوائلهم للقتال واجرائاتنا صارمة في حصول تجاوزات"مشيرا الى ان" عدد المنازل التي حُرقت في تكريت وبحسب ما أكدته لنا القوات الامنية وحكومة صلاح الدين هي 67 منزلا و85 محلا في مدينة تعداد سكانها 100 الف نسمة وهي نسبة قليلة لكننا ايضا لا نقبل بهكذا تجاوزات".
وأشار الى ان "ضحايا جريمة سبايكر تم اعدامهم بدم بارد ولكن القضاء تحفظ على المقابر الجماعية في القصور الرئاسية في تكريت وتم توجيه تهمة الى مجموعة من الاشخاص والقبض على عدد منهم وهناك ما زالوا هاربين ولكن لا نريد الانتقام وانما نحاسب بالقانون".
وعن حصة اقليم كردستان من الموازنة المالية الاتحادية أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي "عدم وجود مشاكل في هذا الجانب وسلمنا الاقليم دفعات منها على الرغم من عدم كفاية الموازنة للجميع ونعرف ان الاقليم والمحافظات وكل دوائر الدولة غير راضية ايضا بحصصها لكن الاقليم يتسلم موازنته حسب ما اقرها البرلمان".
وأضاف "هناك حصة من الموازنة تذهب الى البيشمركة بحسب النسبة السكانية وهو اطار عادل في هذا الجانب".
ونفى العبادي "وجود ربط بين عمليات تحرير الموصل وموازنة الاقليم فهو جزء من العراق وموازنته ضمن الموازنة الاتحادية، والاقليم قام بواجبه في استقبال النازحين وايوائهم وتوفير الخدمات لهم والحكومة الاتحادية قامت بتخصيص المبالغ لهم وهمنا اليوم هو اعانتهم ولكن تبقى أهم اعانة للنازحين هو اعادتهم الى منازلهم".
وعن اسباب قطع رواتب الموظفين في محافظة نينوى بين العبادي "هناك موظفون يستلمون رواتب من الدولة العراقية ومجلس الوزراء اعطى توجيه بتدقيق هذه الرواتب لان لدينا تقارير بان هذا التمويل يذهب فعلا الى داعش لتمويل عملياتهم الارهابية ضد الموصل والعراق لذا طلبنا تدقيق هذه الرواتب وبالطبع لا يجوز ان نعطي الرواتب لداعش لانهم اعدائنا ويقتلونا وانما نعطيها لمواطنين الموصل ولهم حق على الدولة العراقية في منحها لهم".
من جانبه كشف رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني "عن تشكيل لجنة مشتركة لاداءة العمليات المشتركة الان ومستقبلا ونحن بانتظار نتيجة هذه الدراسة "نافيا في الوقت ذاته"وجود ربط بين حصة الاقليم من الموازنة وتحرير الموصل".
وأكد ان "العراق يمر بظروف حساسة جدا وزيارة رئيس الوزراء والوفد المرافق له فرصة مهمة وذات اهمية كبيرة لكي نتدارس جميع الامور المتعقلة بمصلحة العراق ومستقبله وكانت الاراء متطابقة وتوصلنا الى اتفاقات وتفاهامات وعمل مشترك من اجل القيام بكل ما من شأنه في مصلحة البلد وتحرير العراق بكامله من الارهابيين".
وأضاف بارزاني انه "وبدون شك ستكون هذه الزيارة عاملا اساسيا لتعزيز التعاون بين الاقليم والحكومة الاتحادية".
وحول ملفات رواتب الموظفين والبيشمركة ودعم النازحين اشار رئيس الاقليم "تطرقنا لكل المسائل واتفقنا على التعاون الجدي من اجل ازالة كل العقبات لهذه المسائل"مؤكدا ان "الاقليم يمر بجزء من المشكلة التي يعاني منها العراق بسبب التطورات المعروفة لدى الجميع واتفقنا على ان نعمل سوية لحل كل هذه الاشكالات".
https://telegram.me/buratha