أشاد رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم الثلاثاء، بالحكومة الايرانية لمساعدتها العراق في الحرب ضد تنظيم (داعش) الارهابي الجبان ، وأكد أن الإيرانيين يدافعون بصدق عن العراق، وفيما أشار إلى أن الطائرات الايرانية خرقت الأجواء العراقية ثلاث مرات، أبدى حرص العراق على "تمتين" العلاقات مع السعودية.
وقال حيدر العبادي في لقاء مع صحيفة (الحياة اللندنية) إن "وصف الوضع العراقي بكلمات محدودة صعب لكن كانت هناك تحديات حقيقية بعضها تم تجاوزه، وبعضها ما زال يواجهنا، والتحدي الأكبر الذي واجهنا أمنياً كان في بغداد"، مبينا أن "بغداد لم تكن لتسقط، ولكن الحرب كان يمكن أن تكون داخل شوارعها".
وأضاف العبادي، أن "التحدي الأول كان إبعاد الخطر نهائيا عن بغداد وقد تم ذلك، والتحدي الآخر أننا نجحنا في إيقاف زخم تنظيم داعش الذي كان مندفعاً نحو الجنوب ويتراجع الآن"، لافتا أنه "لم يكن ضمن مخطط داعش مثلاً أن يهجم باتجاه أربيل وكردستان، لكن عندما وجد الطريق مغلقاً باتجاه الجنوب، اتجه شرقاً".
وأشار العبادي، إلى أن "تحدي تنظيم داعش ما زال موجوداً، مع اضمحلال قدرته على التوسع"، مشيرا إلى أن "تنظيم داعش يمتلك صفتين رئيسيتين، الأولى هي صفة المجموعات الإرهابية، التي تقوم بعمليات إرهابية بطريقة الجيش غير النظامي، وأيضاً صفة الدويلة أو شبه الدولة التي تمتلك مؤسسات والمال، والمناطق التي تسيطر عليها، وهذا خطير ولدينا خطة لا بأس بها لمواجهته".
وأكد العبادي، أن "إيقاف تنظيم داعش لم يكن مستحيلا من دون المشاركة الأميركية بدليل أن اندفاع تنظيم داعش تم إيقافه، قبل التدخل العسكري الأميركي الذي تأخر لشهور"،
مشيرا إلى أن "العامل الأساسي في إيقاف داعش كان اندفاع العراقيين للدفاع عن بلادهم، وفتوى سماحة السيد علي السيستاني التي كان لها دور كبير في ذلك، فأعداد المتطوعين للقتال كانت هائلة، وبعض المتطوعين جلبوا أسلحتهم من منازلهم، وذهب بعضهم إلى القتال بمعدات بسيطة، بالإضافة إلى وجود ألوية وأفواج عراقية صمدت، مع انهيار وحدات أخرى، وقدم ذلك إلهاماً لباقي القوات وأيضاً للمواطنين".
وتابع العبادي، أن "إيران كانت سباقة في مساعدة العراق ضد تنظيم داعش من الناحية الزمنية، فهي منذ الأسبوع الأول أنشأت جسراً جوياً لنقل الأسلحة إلى العراق، إلى كردستان وبغداد، وهذا لم يكن سراً"، مضيفا أن "هناك مصالح مشتركة عراقية إيرانية في الحرب على داعش".
وأكد العبادي، أن "الإيرانيين يدافعون بصدق عن العراق، لأن تهديد داعش يتجاوز العراق، وهو خطر حقيقي على إيران"، لافتا أن "هذا التنظيم لو تمكن من الوصول إلى الحدود الإيرانية سواء من خلال كردستان أو عبر ديالى، لكان من الممكن أن تتزعزع مناطق هائلة من إيران".
وأشار العبادي، أن "التدخل الإيراني بهذه السرعة لمساعدة العراق، كان قضية ستراتيجية"، مبينا أنه "لم يحصل تفاهم حول كيفية دفع ثمن الأسلحة الإيرانية في بادئ الأمر، لسرعة الحدث وخطورته".
ولفت العبادي إلى أن "الطائرات الإيرانية قامت بثلاث خروقات للأجواء العراقية أحدها في شهر آب من العام الماضي، وأثنين في شهر تشرين الثاني، وكانت خروقات استطلاعية"، مؤكدا عدم "تسجيل أي عمليات قصف من الجانب الإيراني".
ولفت العبادي، إلى أن "العراق قدم احتجاجا رسميا بشان الخروقات الجوية"، مشيرا إلى أن "العراق لم يطلب من إيران التدخل بالسلاح الجوي".
وعن وجود الجنرال قاسم سليماني قال العبادي، أنه "ليس سراً وجود مستشارين ومدربين أميركيين، وبريطانيين، وفرنسيين، وأستراليين، وألمان، مع وجود مستشارين إيرانيين"، مضيفا أن "العراق يتعاون مع الإمارات العربية المتحدة وأيضاً مع الجانب الأردني، لكن حتى هذه اللحظة لم نطلب مساعدة أي من دول الجوار في ما يتعلق بالقصف الجوي، وبالتأكيد لم نطلب من أي دولة التدخل برياً".
وشدد العبادي، أن "القتلى الذين شيعهم الجيش الإيراني لم يكونوا مقاتلين بل كانوا مستشارين، وبعضهم سقط بقصف قذائف هاون، خصوصاً في سامراء"، مبينا عدم "وجود عمليات عسكرية في سامراء وآخر عملية عسكرية كانت قبل أسبوعين".
وبشان الانباء التي تحدث عن إصابة سليماني في العراق قال العبادي، "سمعت بمثل هذا الحديث الإعلامي، لكن الجانب الإيراني نفى ذلك كما أعتقد، وأنا لا أنفي أن الرجل يأتي ويذهب من وإلى العراق، الكل يعلم بذلك"، معربا عن ترحيبه "بتقديم ايران خدمات في مجال التعاون الأمني مع العراق"، مؤكدا في الوقت ذاته، أن "الخبر لو كان صحيحا لوصلني، من خلال قواتنا الأمنية ومعطياتنا، لكن ذلك لم يحدث".
وفي سياق آخر أشار العبادي، إلى أن "الزيارات التي قمنا بها إلى كل الدول اتسمت بالنجاح، ولمسنا ترحيباً وتفاعلاً"، مبينا "لدينا علاقات متينة مع الجانب الأميركي والدول الغربية وتخطيط على مستوى عال في مجال الضربات الجوية والتدريب، وهذا الأمر يعتبره الإيرانيون تهديداً لهم".
واوضح العبادي أن "هذا الأمر ليس من حقهم، بل هو حقنا الطبيعي وشأن عراقي داخلي، فنحن لا يمكن أن نسمح باستخدام الأراضي العراقية ضد إيران، في الوقت الذي يقف التحالف الدولي مع العراق ضد داعش، وليس ضد أي دولة مجاورة وهذا أمر معلن، بل إن هذا التحالف ليس ضد سورية على رغم خلافات التحالف الدولي مع النظام هناك".
وعن العلاقات مع السعودية أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، أن ،الرياض "لم توجه له دعوة لزيارة المملكة العربية السعودية ووجهت الدعوة إلى رئيس الجمهورية وزار السعودية وكذلك وزير الخارجية الذي زار السعودية في الشهر الأول لتشكيل الحكومة"، مبديا حرص "العراق على تمتين العلاقات مع المملكة العربية السعودية".
وعن افتتاح السفارة السعودية، قال العبادي، أن "وفد ديبلوماسي سعودي زار العراق، لافتتاح السفارة، وكانت هناك مشكلة وقت في بناء سفارة، فطلب تحديد مكان له وقمنا بذلك، وكان وزير الخارجية السعودي طلب ذلك خلال لقائي معه في بروكسيل"، مضيفا أن "لقاء سعود الفيصل كان ايجابيا قال وفروا مكاناً للسفارة ونحن سنأتي إلى العراق، وبالفعل وفرنا مكاناً جديداً للسفارة السعودية خلال أسبوع، وجاء وفد واطلع على مكان السفارة ووافق عليه".
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية نفت، في (17 كانون الثاني 2015)، الأنباء التي تحدثت عن إصابة قائد فيلق القدس قاسم سليماني، في العراق، وفيما أكد أنه موجود في إيران حالياً ويتمتع بـ"صحة جيدة"، أشارت إلى أنها تواصل محاربة "الإرهاب" ومساعدة الدول التي يهددها.
وكان رئيس مجلس الأمن الوطني الأعلى الايراني علي شمخاني أكد، في 30 كانون الأول 2014، أن جميع المناطق في العراق سيتم اخلاؤها من "الإرهابيين" قريباً، وفيما استنكر "الأعمال البربرية ضد أهل السنة في العراق"، فيما لفت وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي الى أن دعم طهران للقوات المسلحة العراقية لعب دوراً حاسماً في انتصارات الجيش.
https://telegram.me/buratha