عبدالجبار العتابي
على الرغم من الأوضاع المرتبكة التي يعيشها العراقيون إلا أنهم ينفذون من بين الظروف الصعبة لصناعة الفكاهة والظرافة وخلق نكات من مواقف أبطالها مسؤولون حكوميون
بغداد: أثارت صورة لأمين بغداد، نعيم عبعوب، موجة من التندر بين العراقيين لغرابتها، حيث أظهرت الصورة الأمين في اجتماع مع آخرين وأمامهم أكوام من نبات اخضر، غير معروف، ليست له علاقة بالورد الذي يوضع عادة في مثل هذه الأماكن، وراح الكثيرون يتساءلون عن ماهية هذا النبات وسرعان ما احتشدت الآراء والتساؤلات الظريفة والطريفة لتملأ موقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك)، والغريب أن أحداً لم يعرفه، ولم يعرف السبب الحقيقي وراء وضع هذا النبات الغريب بهذه الكثرة اللافتة للانتباه.
اسئلة حائرة
فقد أبدى الكاتب والشاعر ابراهيم البهرزي حيرته وعدم معرفته بنوع النبات على الرغم من أنه ينحدر من بيئة فلاحية، لذلك طلب من الاخرين أن يجيبوا عن تساؤلاته بخصوص النبات، وطلب ممن يعرفه أن يخبره، قائلاً: رجاء لمن يعرف..فقد دخت:هل يأكلون الخس؟، هل هي ندوة عن السبانخ؟، هل يعملون (الدولمة) من اوراق العنب او السلق؟،/ هل هي نباتات من نوع البصليات تزهر بعد انتهاء الاجتماع؟، هل هو نوع من الخضروات يؤكل عند الحالات الطارئة؟، أم هل ولي الله الصالح الخضر عليه السلام حاضر في الاجتماع؟
تعليقات مميزة
الى ذلك وجد الكثيرون أنفسهم في حيرة إزاء النبات، فوضعوا تعليقاتهم الطريفة التي تحمل شكل النكتة أو النادرة التي تثير الضحك او الابتسامة على الأقل أو الدهشة:
فقد قال لويس كليانا: "هذي طحالب بحرية".
وقال مهدي شعنون: "ربما جزرة وسطية نموذجية؟".
وقال نضال ابونزار: "هذا نوع من النباتات التي تؤخر اقرار الميزانية، لأنها غالية الثمن بائسة المنظر".
وقال قيس الجلبي: "ذكروني ببائعة الكرفس بسوق بعقوبة القديم من تفرش الخضروات كدامها....
وقال جبار البهرزي: "هذا هو المستوى الرفيع. لبعض مسؤولي الدولة المبجلة ضعف في كل الاختيارات حتى الازهار لايعرفون ألوانها ومعانيها".
وقال احمد الخياط: "حتى لا نظلم أنفسنا ونصير مثلهم اقترح عرض الموضوع على دكتور بالزراعة".
محمد عبد الرحمن: "اجتماعات ولقاءات ومشاورات ومناقشات من دون جدوى والمواطن المتضرر الأخير".
وقالت رغد السهيل: "السيد عبعوب طالب بتحضير الطاولة بناء على احدث صرخات الأتيكيت والأناقة في تهيئة الطاولات للاجتماعات المهمة التي يتواجد حضرته فيها ومعا معا دبي زرق ورق. والعراق طاولته خس خس!".
وقال اسو الالماني: "هذا نوع من النباتات له قدرة خارقة في امتصاص الروائح الكريهة".
اما حنان الاوسي، فقالت: "انا أتصور هذه مؤامرة مدبرة من الخضروات لغرض تدمير اجتماع عبعوب المهم!".
شر البلية ما يضحك
إلى ذلك فسر الكاتب محمود موسى ذلك بالقول: طبعا الواقع العراقي مر وتعيس، ولا أمل بحل يؤدي الى تغيير هذا الواقع ليكون افضل، ولذلك فالسخرية أجدى في مواجهة الواقع.
وأضاف: العراقي بإمكانه أن يختلق لنفسه فسحة للفكاهة حتى وان كانت على مستوى (شر البلية ما يضحك)، لأن العراقي في أحيان كثيرة حينما يكون وسط تعاسات كثيرة لا يجد أن يتندر على ذاته من اجل أن ينفث هموم صدره.
وتابع: "السخرية والنكتة سلاح الشعوب المغلوبة على أمرها، وهي ثقافة اجتماعية تمتص صلادة الواقع وقسوة الحياة حيث تزدهر كلما كان الضاغط الإجتماعي والاقتصادي قاسيًا، وهي مرآة لذلك الضاغط فقد نرى انتعاش النكتة الطائفية أو الاجتماعية أو التي تنال من شخص معين يحتل منصباً، له مساس بحياة الناس".
وأوضح : في سبعينيات القرن الماضي انتعشت النكات التي تسخر من منصب ( قاضي بغداد الأول ) الذي احتله خال صدام حسين المدعو خير الله طلفاح حيث اطلقوا عليه لقب حرامي بغداد الأول مع سيل من النكات والسخرية اللاذعة له، ونفس الحال يعاد اليوم حيث أصبح (نعيم عبعوب ) هدفاً لسخرية الشارع العراقي ولا سيما على صفحات التواصل الأجتماعي ولا أعتقد أن شخصاً قد نال من السخرية عند العراقيين أكثر من أمين عاصمتهم عبعوب .
33/5/141127
https://telegram.me/buratha