مصداقا لمقالة سماحة الشيخ جلال الدين الصغير الموسومة ( الرئاسة الخائنة وشمهودة (قضية للاعتبار) ) والتي تحدث فيها عن اتهامات نوري المالكي لكل من اسامة النجيفي ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم بالخيانة نجده اليوم يجلس الى جانب الخائن اسامة النجيفي ويتبادلان الحديث والابتسامات .
وقال مراسل وكالة انباء براثا الزميل علي محسن راضي الحاضر جلسة البرلمان الخاصة بتسمية الكابينة الوزارية ان المالكي والنجيفي يجلسان كتفا الى كتف يتبادلان الحديث والابتسامات .
وكان القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الشيخ جلال الدين الصغير مقالة على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك تحدثت عن تبادل الاتهامات من قبل المالكي لكل المسؤولين في البلاد ابتداءا برئيس الجمهورية فؤاد معصوم مما ادى الى حصول انقسامات كبيرة في الشارع العراقي واصبحوا عدة فرق .
واشار سماحته الى انه بعد ان اجتث صالح المطلك ولكن فجاءة تحول الى نائب رئيس الوزراء وها هو الامر يتكرر في هذه الحكومة وتجنبا للاطالة نعيد نشر مقالة الشيخ جلال الدين الصغير حتى يتضح الكذب والنفاق السياسي :
الرئاسة الخائنة وشمهودة (قضية للاعتبار)
في حديثي لا استهدف أحداً من السياسيين وإن كان حديثي عنهم، ولكن ما يهمني كيف يجب أن نتلقى مواقف السياسة وكيف نتعامل معها، ولو كان حديثي عن نموذج واحد فالشخص ليس هو المقصود وإنما طبيعة الظاهرة التي تخلفت من سياساته.
يتذكر الأخوة الأعزة إبان الانتخابات التشريعية في عام 2010 أن الحديث علا بشأن بعثية الدكتور صالح المطلك وظافر العاني، انبرت هيئة اجتثاث البعث لتصدر القرار تلو القرار بشأن اجتثاثهم من لائحة المنتخبين، وما إن انتهت الانتخابات حتى وجدنا القرارات تتراجع ويتحول الدكتور صالح المطلك إلى نائب رئيس الوزراء، أي اصبح البعثي المجتث نائبا لمن كان وراء قرار اجتثاثه!! لا أريد أن اقف هنا عند الحالة العبثية الظاهرة في هذا النموذج في التعامل مع القانون، كما ولا أريد أن اكشف ما يوجد من حقائق تحت اسم هيئة الاجتثاث فلذلك وقت آخر.
ولكن ما يهمني تسليط الضوء عليه كيف تصالح الرئيس والنائب مع انهما في الاعلام السياسيي كانا يتناطحان بتخوين بعضهما البعض، والناس من ورائهما في صخب عظيم، هذا ينصر هذا وذاك ينتقم من ذاك، ثم جلس السياسيين يشربان نخب المنصب وجلس الجمهور يحدق في الفراغ فلا عاد إليه أمر وكأنك يا عمارة ما غزيت.
المثال هذه المرة يتكرر بصورة مريعة أكثر، وساستعرض بعض المواقف التاريخية المرتبطة بيوم امس السياسي للتذكير:
السيد المالكي عن الدكتور فؤاد معصوم: خائن للدستور ولمنصبه كرئيس للجمهورية.
السيد المالكي عن الدكتور أياد علاوي: خائن للوطن ومتآمر.
السيد المالكي عن السيد اسامة النجيفي: خائن للوطن ومتآمر.
والكلمات المعاكسة لكل ذلك صدرت هي الأخرى لتتصدر ساحة الاعلام الفضائي والافتراضي على الشبكة العنكبوتية.
ومع هذه التصريحات تماوجت شرائح سياسية وجماهيرية ونخب وكلها تحسب نفسها على تمام الوعي بل وتخون من لم يتماوج معها، وهذه الأمواج واحدها يخوّن الآخر، واشتعلت صفحات التواصل الاجتماعية بنيران حرب مستعرة، وحديث الكيّات والبرانيات والمضايف والمقاهي والمنتديات الاجتماعية يثير الكثير من الاحتقان في وجوه المتحدثين، حتى تجد الزبد يخرج من أشداق أفواههم من شدة الاحتقان والانفعال.
والصورة غدا حينما يتم تشكيل الحكومة ستكون كالتالي: السيد المالكي سيكون نائبا أولاً للخائن، ونائبا مناظرا للخائنين النجيفي وعلاوي، بما يمكن لنا أن نسميها رئاسة خائنة!! وسيتصافح الجميع ويجلسون على الموائد الفاخرة، وعلى الجمهور الذي تماوج لهم وعليهم أن ينظر إلى صور هذه الموائد وضحكات اصحابها وكلماتهم المنمقة بحق بعضهم، والواعي من سينظر إلى يديه ماذا قبض من كل هذا التماوج؟ فالخائنين الذين تصارع بسببهم كأنهم كانوا في مزاح، وقد انتهوا من المزاح وتحولوا إلى حبايب حينما استقر كل واحد منه على عرش الإمارة!!.
ليس سؤالي للسياسيين في صخبهم الذي اشعل الساحة فلقد اعتدت على هذا الصخب، ولكن سؤالي للمواطن بما هو مواطن: ماذا جنيت من كل ذلك؟
هل كانوا مهتمين بك حينما تصارعوا؟
هل اهتموا بوطنك حينما تصاعدت حمم ولهيب تخوينهم لبعضهم؟
لا اريد جوابا بل اتركه لتقيم انت مقدار وعيك في المواقف التي سجلتها بنفسك لنفسك في مثل تلك الأيام، هل كنت واعيا لحقائق الصراع الذي كان يجري؟ أم تم الضحك عليك من أناس يجيدون فن تنميق الكلمات لتتناغم مع العواطف البريئة والصادقة من أجل ان يقتنصوا فرصهم ومصالحهم هم.
يعتب الناس دوما على انهم كشمهودة في مثال احبتنا من العمارة العزيزة تلطم مع الكبار ولكن حينما يأتي الطعام تزوى إلى الصغار، وهي صورة مؤلمة وصحيحة وللأسف. ولكن السؤال: هل أجبرتم على أن تلعبون هذا الدور؟
أم انكم انتم من أجدتم لعب هذا الدور وتعلمتموه جيدا؟
كذلك لن أطالب بجواب عن اسباب كل ذلك، فكل منا يمكن له ان يجلس متأملاً ماذا فعل؟ وماذا قدم لبلد يحترق، وكل بحسب مقامه وقدراته، ولكن حينما نفتتح عهدا جديدا مع حكومة جديدة في بلد أكل الخراب والفساد والعبث والفشل كل أهدابه، وعاث الإرهاب والإجرام بكل أوصاله فإن المسؤولية التي تتوجب علينا هي أن نتوقف قليلا: لنسائل أنفسنا هل نريد لأنفسنا دوراً مكررا ونجتر التجارب السابقة لكي يتحول كل واحد منا إلى شمهودة جديدة، أم أن علينا أن نقول أن المسؤولية تقتضي أن نحدد قواعد اللعبة من جديد تكون فيها شمهودة هي الأصل والباقين هم الفروع؟ فالمواطن هو الذي جاء بكل هؤلاء، ولولاه لبقي هؤلاء كلهم في طي النسيان التاريخي، ولكن مشكلة المواطن تأخذه العواطف ويستسلم لها أكثر مما يفسح المجال لعقله!! وإني لأقطع لو جاء أحكم الحكماء وتكلم بمنطق الحكمة والعقل فإن الغالبية لن تصيخ السمع له، وستلهث وراء أي مهرج سياسي يدغدغ مشاعرها واحاسيسها بكلمات منمقة حتى لو كانت هذه الكلمات هي التي ستجر البلاد والعباد إلى شر الأوضاع، كما ولا أشك أن هؤلاء سينظرون بشزر إلى من نطق بينهم بمنطق العقل، ولربما رموه بكل احجارهم وشتموه بكل ألسنتهم، وهو عين المنطق القرآني الذي يعبر عنه قوله تعالى: {يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤون}
إن السياسيين في غالبية الأحيان يجدون فرصتهم دوماً في العزف على وتر هذه العواطف، والبعض الآخر يجتهد في أن يضع كل الحجب على عقل المواطن لكي لا يرى ولكي لا يسمع، من أجل ان يبقى بروحية: بالروح بالدم... وكلنا نروح فدوه ل... وما إلى ذلك من شعارات عرفناها قديمة في السطح الشعبي، والأصل لكي تبقى شمهودة حاضرة لكي تساعده في حمى الوطيس الذي يجب أن تتلضى به هي اما هم فحذار ان يمس طلاء سياراتهم خدش.
اختصر حديثي بقصة واقعية عن نائبين سابقين كانوا من اصحاب الشهرة وتحولوا بالتدريج إلى طي النسيان، ففي آخر الدورة البرلمانية الأولى قام أحد النواب وهتف بصوت عال يبكي على شمهودة العراقية، والخلاصة أنه كان يريد لها أن تقبض 100 الف دينار ثمنا لشمهدتها إن صح التعبير، فنهض احد النواب الذين كانوا إلى جنبي وهتف بصوت أعلى منتقدا دعوة النائب الأول الذي طالب ب100 ألف مدعيا أن هذا المبلغ اهانة للشعب العراقي إذ ما يصنع هذا المبلغ واحوال الناس المعيشية بهذه الصورة وخلاصة خطبته الشقشقية أن طلب رفع المبلغ إلى 250 ألف دينار وجلس، فالتفت إليه وقلت له من أين لك هذا؟ باعتبار ان الأموال لا تتحول إلى واقع إلا بقوانين، وهذه الخطب ليست إلا مزايدات لا واقع لها، فقال لي: شيخنا ألم تر الأخ (يمسلت) على الناس،لكن هو مسلت عليهم ب100 ألف واني مسلتت عليهم ب250 ألف.
بعدها بيوم انتشرت في الساحات العامة قطع الفليكس وهي تشكر النائب الذي مسلت على الناس ب250 ألف بموقفه المنافح عن حقوق المواطن!!
مع بداية يوم ستنهض به حكومة جديدة أتمنى لكم صباحا عاطراً ويوماً آمنا وتوفيقا دائما..
ملاحظة: لا تقرأ مقال جلال الدين الصغير، ولكن اقرأ ما قال ولا تنظر إلى صورته، إذ يمكن للحكمة أن يتلقفها الناس من الحجر المرمي، بعد أن رأوا الخيانة قد جاءتهم من القصور المنيفة والمقامات السامقة.
https://telegram.me/buratha