قال محللون وخبراء عسكريون غربيون ان ما تشهده العاصمة العراقية بغداد من اجراءات أمنية وانتشار للقطعات العسكرية هو أمر بين احتمالين أحدهما التحضير لانقلاب عسكري".
وتشهد بغداد منذ ليلة أمس انتشارا أمنيا ملحوظا لقوات الجيش ومدرعات عسكرية تحسباً لأي طارئ وذلك بعد الاخفاق في تسمية المرشح لرئاسة الوزراء.
وأوضحت مصادر أمنية عراقية بحسب CNN عن نشر دبابات في عدد من أحياء وسط بغداد، والمنطقة الخضراء المنيعة التعزيزات، التي تضم مقار حكومية وبعثات دبلوماسية، في تحرك تزامن مع مؤشرات عن رفض رئيس الوزراء، نوري المالكي، الرضوخ للضغوط الرامية إلى تخليه عن محاولته لرئاسة الحكومة لفترة ثالثة".
واتهم المالكي، في كلمة متلفزة بساعة متأخرة أمس الاحد، رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم بـ"مخالفة الدستور بعدم تكليف مرشح الكتلة البرلمانية الأكبر "مضيفا" سأقدم شكوى رسمية الى المحكمة الاتحادية ضد رئيس الجمهورية لارتكابه مخالفة دستورية صريحة من اجل حسابات سياسية وتغليبه مصالح فئوية على حساب المصالح العليا للشعب العراقي"، داعياً رئيس مجلس النواب الى "ضرورة قيام السلطة التشريعية بواجباتها الدستورية في مساءلة رئيس الجمهورية على خرقه الصريح للدستور".
وتابع المالكي ان "الخرق المتعمد للدستور من جانب السيد رئيس الجمهورية ستكون له تداعيات خطيرة على وحدة وسيادة واستقلال العراق ودخول العملية السياسية في نفق مظلم، كما ان انتهاكه للدستور يعني بكل بساطة ان لا حرمة ولا الزام للدستور في البلاد بعد اليوم".
ويقول ائتلاف دولة القانون، بزعامة المالكي، إنه الكتلة الأكبر داخل البرلمان، لكن التحالف الوطني الذي ينضوي الائتلاف فيه يقول إنه هو الكتلة الأكبر، وقد ساهم هذا الخلاف في تأخر تقديم مرشح لرئاسة الوزراء".
وبالعودة إلى الانتشار الأمني المكثف بالعاصمة العراقية، الذي لم تتضح أسبابه بعد، اعتبره المحلل العسكري الامريكي في شبكة CNN، العميد المتقاعد ريك فرانكونا "كنذر شؤوم عن رفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تسليم السلطة".
وأضاف فرانكونا "الآن رئيس الوزراء العراقي حرك ليس فقط القوات الامنية الموالية له، بل وحدات من الجيش في الشوارع، واغلقت بعض الجسور"مشيرا الى انها"تبدو كمحاولة لإغلاق المدينة كنوع من المواجهة مع رئيس الجمهورية، لذلك لا تبدو في الاوضاع مؤشرات جيدة".
من جانبه رأي الجنرال المتقاعد، جيمس ويليامز، التعزيزات العسكرية كرد على تقدم "داعش" في البلاد.
وقال بحسب CNN "قد يكون هذا الانتشار استعراضا للقوة، إذا تحدثنا عن حماية المقار الحكومية ربما هناك اعتقاد بأن قوات داعش أقرب بكثير من التصورات، والأمر برمته يعتمد على ما يحدث خلف الكواليس ببغداد حاليا، لكنه مؤشر قلق بالغ، أو قد يكون مؤشرا آخرا مقلق وهو تحضير لانقلاب"بحسب قوله.
وكانت قوات أمنية قد طوقت مقر رئاسة الجمهورية داخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد.
وذكر مصدر من داخل المنطقة الخضراء ان "قوات امنية طوقت مقر الرئيس معصوم ومنعت من الدخول والخروج من المنطقة الخضراء لأي شخص مهما كانت هويته"مضيفا ان"نفي بعض الجهات الامنية للانتشار والتطويق أمر غير دقيق".
يشار الى ان الكتل السياسية لاسيما في التحالف الوطني لم تتوصل الى تسمية المرشح لرئاسة الوزراء على الرغم من انتهاء المدد الدستورية في الساعة 12 من منتصف الليلة الماضية والمحددة لرئيس الجمهورية في تكليف هذا المرشح.
https://telegram.me/buratha