بغداد ـ عادل الجبوري
أكدت المرجعية الدينية في النجف الأشرف أن جرائم تنظيم "داعش" الارهابي في العراق تتطلب دعماً دولياً واسعاً وسريعاً وعلى كل المستويات، في ذات الوقت الذي رحبت اوساط سياسية ودينية عراقية بالمواقف الايجابية لعدد من المرجعيات الدينية في مدينة قم المقدسة حيال توجهات المرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني، ودعوتها الى أن يكون القول الفصل في الخلافات بين القوى السياسية العراقية للمرجع السيد السيستاني.
وفي خطبة صلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف بمدينة كربلاء المقدسة، أكد معتمد المرجعية الدينية السيد أحمد الصافي "أن الافعال المستنكرة التي يقوم بها تنظيم "داعش" الارهابي تؤكد مدى حاجة دعم المجتمع الدولي للعراق لمواجهة تلك العصابات التي لا تشكل خطراً فقط على العراق والمنطقة، بل على جميع العالم، مشدداً على ضرورة النظر والتعامل بجدية حيال ما يجري في العراق من جرائم بشعة".
ونبّه السيد الصافي الى خطورة ما قامت به عصابات "داعش" مؤخراً من هدم العديد من المساجد والمقامات والمراقد الدينية ومنها مسجد النبي يونس عليه السلام وسط دهشة وذهول العالم في الوقت الذي أكد فيه على "أن القوات الامنية تتحمل المسؤولية الاخلاقية والوطنية في الدفاع عن البلاد، وهي مسؤولية تحتم عليها رفع مستوى أدائها بأعلى درجات الشجاعة ورباطة الجأش والدقة في الاهداف، وتوخي الحذر الشديد من أن يصاب أي مدني مهما كانت طائفته".
المرجعية الدينية في العراق تدعو الى الالتزام بالمهلة الدستورية لقيام رئيس الجمهورية بتكليف مرشح الكتلة البرلمانية الاكبر بتشكيل الحكومة
من جانب آخر، شدد خطيب جمعة كربلاء المقدسة على ضرورة الاسراع بإقرار وتشريع جملة من مشاريع القوانين التي تم ترحيلها من الدورة البرلمانية السابقة، مثل مشروع قانون الموازنة المالية للعام الجاري، وقانون المحكمة الاتحادية العليا، بعيداً عن التجاذبات السياسية، إذ حثّ السيد الصافي القيادات السياسية العراقية الى تقدير وإدراك حجم المسؤولية العظيمة الملقاة على عواتقهم في العبور بالبلد الى شاطئ الامان، بحيث لا يرتضي أي من تلك القيادات أن يكون عائقا أمام تحقق التوافق الوطني لادارة البلد في المرحلة القادمة وفق أسس سليمة بعيداً عن المحسوبيات والمحاصصات غير الصحيحة".
ودعا السيد الصافي الى الالتزام بالمهلة الدستورية لقيام رئيس الجمهورية بتكليف مرشح الكتلة البرلمانية الاكبر بتشكيل الحكومة، مشيرا الى "أن الظروف والتحديات الحرجة التي يمر بها العراق تحتم أن تحظى الحكومة القادمة بقبول وطني واسع للتمكن من التعامل مع الكتل الرئيسية في مجلس النواب لوضع وتنفيذ الخطط المناسبة لمواجهة الازمات التي تعصف بالبلد".
ترحيب بمواقف المرجعيات الدينية في قمعلى صعيد آخر، رحبت أوساط سياسية ودينية عراقية بالمواقف الايجابية لعدد من المرجعيات الدينية في مدينة قم المقدسة حيال تعاطي السيد علي السيستاني مع الاحداث التي يمر بها العراق.
واعتبرت هذه الاوساط أن تلك المواقف، تعكس من جانب القراءات والتقييمات الواقعية والسليمة للمرجعيات الدينية الايرانية للوضع العراقي، ومن جانب آخر حكمة المرجعية الدينية في النجف الاشرف وحسن تعاطيها مع الامور من خلال ما تتبناه من مواقف وتوجهات حيال ما يجري من أحداث.
وكان كل من المرجع الديني آية الله الشيخ وحيد الخراساني، وآية الله الشيخ مكارم الشيرازي، وآية الله الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني، قد ثمنوا في رسائل وإتصالات هاتفية مواقف المرجع السيستاني الحكيمة في تعاطيه مع ما يجري على الساحة العراقية من أحداث، ودعوا الى أن يكون رأي السيد السيستاني فصل الخطاب في الاختلافات التي يشهدها العراق بين القوى السياسية.
8/5/140802
https://telegram.me/buratha