اعلن رئيس قائمة متحدون اسامة النجيفي، اليوم الخميس، عن سحب ترشيحه لرئاسة البرلمان لدورة ثانية، موكدا ان قراره جاء " استجابة لطلبة الشركاء ، ومحض لاعذار اللاهاثين وراء الكراسي"، واصرار المالكي على سحب ترشحي مقابل خروجه من "رئاسة الوزراء، فيما وصف طلب المالكي بـ"الغريب ".
وقال النجيفي في كلمة تلفزيونية بثت ،مساء اليوم "إدراكا منا لثلاثِ حقائقَ كبيرةٍ جليةٍ اولاها أن الوطنَ لا يبنيه ولا يحميه الا رجالُه الاباةُ الزاهدون وأن تاريخَه لا يكتبُه الا الثابتون على قيمِه العليا ومُثلِه الاسمى، وثانيتها أن المنعطفاتِ التاريخيةَ تختبرُ معادنَ الرجالِ فتستدلُ الشعوبُ على قويِهم وضعيفِهم وثابتِ جنانِهم فلا تلبثْ الا أن تنزلَ القويَ الثابتَ الجنانِ منزلةَ الذكرِ الطيبِ وترمي الضعيفَ المتهالكَ الى وِهادِ النسيان، وثالثتُهما أن اخراجَ العراقِ من محنتِه القاسيةِ الحاليةِ يتطلبُ قدرا كبيرا من التضحيةِ من اجلِه،
وتقديرا منا لما ابداه الشركاءُ الشرفاءُ من مواقفَ طيبةٍ على صعيدِ انقاذِ العمليةِ السياسيةِ مما يحيقُ بها من مخاطرَ قد تودي بها الى نهايةٍ مؤسفة، وتخليصِ الوطنِ من علةِ عُللِ الازماتِ التي مر ويمرُ بها الوطنُ ومن اجلِ محقِ اعذارِ وحججِ اللاهثين وراءَ الكراسي والمناصب، اعلنُ عن سحبِ ترشحي لرئاسةِ مجلسِ النوابِ في دورتِه الجديدة، متمنيا لمن سيتبوأ هذا المنصبَ التوفيقَ والسدادَ لخدمةِ الشعب، ومجددا العهدَ لشعبي العظيم باني سأكونُ جنديا لخدمتِه في أيِ مضمارٍ يشرفني به ومحاربا لاجلِ كرامتِه وعزتِه وشرفِه وعرضِه ومالِه حيثُما يلزمُ الامر".
وتابع بالقول "أيها الشعبُ العراقيُ الكريمُ الأبي إنها لحظةٌ تاريخيةٌ هذه التي اخاطبُكم فيها وأنا أستحضرُ أعمقَ مافي تاريخِنا العربيِ الاسلامي من قيمِ الصدقِ والشجاعةِ والإيثار ، ممتزجةً بالمعاني النبيلةِ المستمدةِ من بركةِ هذا الشهرِ الفضيلِ حيثُ تتطهرُ الأنفسُ وتسمو لتعانقَ المعنى المقدسَ الذي تمنحُه الرسالةُ الاسلاميةُ السمحاء،
إنها إيتها الأخواتُ الفاضلاتُ أيها الأخوةُ الأفاضلُ لحظةُ تطابقِ القولِ مع الفعل ، حينَ تعزُ التضحيةُ وتتطلبُ رجالا من نمطٍ خاص ، رجالا يضعونَ اللهَ جلَ في علاه نصبَ أعينِهم وهم يَقدِمون على امرٍ أولُه التضحيةُ من اجلِ الشعبِ وآخرُه الالتحامُ الصادقُ الذي يحققُه المعنى النبيلُ لترجمةِ الموقفِ الى قرار" .
واضاف "لقد خُضنا الانتخاباتِ الاخيرةَ تحت لافتةِ التغييرِ الذي طالبتُم به ، وحققنا تأييدَكم ومؤازرتَكم بنسبةِ أصواتٍ أثلجت قلوبَ الأصدقاءِ واغاظت من في قلوبِهم مرض ، وجاءت لحظةُ الاستحقاقاتِ الانتخابيةِ التي أقرها الدستورُ ، في الترشيحِ للرئاساتِ الثلاث ، ومن حقِنا كمكونٍ واستحقاقٍ انتخابي أن نتسنمَ رئاسةَ مجلسِ النوابِ في دورتِه الجديدة ، ولكن الوفاءَ للشعبِ والوفاءَ لمطالبِ وحقوقِ المحافظاتِ المنتفضةِ جعلنا نصرُ على عدمِ المشاركةِ في حكومةٍ يرأسُها رئيس الوزراء نوري المالكي ، وطالبنا بالتغييرِ وعَمِلنا مع أطرافٍ في التحالفِ الوطني والتحالفِ الكردستاني من اجلِ تغييرِ رئيسِ الوزراءِ كبدايةٍ لتغييرِ سياساتٍ قادت بلدَنا العزيزَ الى أزمةٍ تلو اخرى حتى اصبحَ العراقُ مهددا بالتقسيمِ والضياع".
وفي كلِ هذا كان الهدفُ المعلنُ هو خدمةُ أهلِنا الذين عانوا من الإقصاءِ والتهميشِ وعدمِ التوازنِ بل أنهم أصبحوا نازحينَ ومهجرينَ وملاحقينَ دونَ قدرةٍ حقيقيةٍ على التمييزِ بينَ المواطنين الأبرياء وبين المجاميعِ الإرهابيةِ المجرمة .
واكمل بالقول "اليوم حانَ وقتُ قطافِ نتائجِ جهدِنا ، فقد اصبحَ التغييرُ مطلبا لأطرافٍ مهمةٍ وفاعلةٍ في التحالفِ الوطني وأصبحَ مطلبا رئيساً للتحالفِ الكردستاني ، حتى باتُ المالكي مدركا أن لا مناصَ من ترشيحِ رئيسٍ جديدٍ لمجلسِ الوزراءِ فما كان منه الا الإصرارُ على ربطِ خروجِه من رئاسةِ مجلسِ الوزراءِ وعدمِ ترشيحِه لولايةٍ ثالثةٍ بموافقتي على عدمِ الترشيحِ لرئاسةِ مجلسِ النوابِ الجديد ، وبرغمِ ما في الطلبِ من غرابةٍ وخروجٍ عن المنطقِ ، فإنني أعلنُ امامَ شعبي العراقي الكريم ، فأقول : إنني اقدرُ عاليا طلباتِ الأخوةِ في التحالفِ الوطني الذين يرون أن المالكي مصٌر على التمسكِ برئاسةِ مجلسِ الوزراءِ في حالةِ ترشيحي لرئاسةِ مجلسِ النواب ، أقول ، تقديرا لهم وحرصا على تحقيقِ مصلحةِ الشعبِ والوطنِ والدفاعِ عن المظلومين وأصحابِ الحقوق ، جاءَ قراري بأنني لن ارشحَ لرئاسةِ المجلس ، فهدفُ التغييرِ يتطلبُ التضحيةَ وأنا موافقٌ عليها إخلاصا لشعبي وأهلي ومستقبلِ وطني".
وختم قائلا "أيها الشعبُ الكريم الآن اشعرُ بأن تغييرَ المنهجِ الذي عانى منه العراقيون اصبحَ قريبا، وقد كنت دائماً وأبدا مشروعا للتضحيةِ من اجلِ المبادئِ والقيمِ ومصالح الشعبِ والوطن".
يذكر ان البرلمان العراقي الجديد عقد جلسته الاولى الثلاثاء الماضي من دون اختيار رئيس لمجلس النواب ونائبيه ورئيس الجمهورية ونائبيه فضلا عن عدم حسم مرشح التحالف الوطني لمنصب رئيس الوزراء حتى الان وتبحث الكتل السياسية الان اختيار المرشحين لتلك المناصب ومن المؤمل ان يعقد البرلمان جلسته الثانية يوم الثلاثاء المقبل 8تموز الجاري لحسم منصبي الجمهورية والبرلمان ومن ثم اختيار رئيس الحكومة.
واخذ الجدال حول ترشيح المالكي لدورة ثالثة وقتا طويلا وطالبت السجالات حول هذا الموضوع مع رفض من عدة اطراف لترشيحه لولاية ثالثة.انتهى
https://telegram.me/buratha