دعا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم الى عقد اجتماع للقوى السياسية الوطنية لتشكيل الفريق القوي والمنسجم ، مؤكدا ان " التمثيل الحقيقي للمكونات هو الضمان الوحيد لانتاج حكومة شرعية للعراق".
جاء ذلك في كلمة للسيد عمار الحكيم خلال الاحتفالية التي اقيمت في مكتب سماحته ببغداد بمناسبة المبعث النبوي الشريف تحت شعار {المبعث النبوي والاسراء والمعراج رحمة وتغيير} ، حيث اكد ان البعثة النبوية هي مشروع متكامل .. والاسراء انطلاقته والمعراج بوصلته .
وقال السيد عمار الحكيم " ابارك في هذه الايام التي نعيش فيها ذكرى المبعث النبوي الشريف والاسراء والمعراج لرسول الله محمد بن عبد الله {ص} ، وما بين الامس واليوم حيث ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر الكاظم {ع} وهذه المشاركة المليونية في اداء مراسيم زيارة الامام في ذكرى استشهاده لتعبر عن وقفة وصمود وثبات واصرار وتمسك برسول الله {ص} وال بيته {ع} ، فهنيئا لهذا الشعب الذي يحيي هذه المناسبات بهذا الثبات والاصرار والوعي المتزايد في ظل الاعتداءات الارهابية التي تضرب في كافة مناطق البلاد ، معرجا سماحته على حياة الرسول والبعثة النبوية والاسراء والمعراج والدروس والعبر التي يمكن ان نستلهم منها ، خاصة انها تمثل حلقات لمشروع اصلاحي متكامل بتسديد الهي ولا يخص فئة معينة من الناس او منطقة جغرافية انما هو للعالمين اجمعين " .
وفي الشان السياسي قال السيد عمار الحكيم " بدانا نقترب من انتهاء فترة الطعون الانتخابية ونتمنى على المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ان تتسم بشفافية واستقلالية اكبر في معالجة الخروق والتعامل مع الشكاوى والاعتراضات التي قدمتها القوى السياسية المتنافسة في هذه الانتخابات التي تميزت بانها الاولى بعد خروج القوات الاجنبية من البلاد ، وكنا نتمنى ان تتحول الى محطة نبرهن فيها للعالم اجمع ان العراق وشعوب الشرق الاوسط قادرة على تقديم انموذج ديمقراطي حقيقي يبتعد عن تاثيرات السلطة في العملية الانتخابية ، لكن للاسف لم تكن هذه بمستوى الطموح والمرحلة التاريخية التي يمر بها الوطن وسيقال عنها الكثير في المستقبل القريب " .
وتابع السيد عمار الحكيم " لكن تمسكنا بالديمقراطية حتى وان كانت مخترقة دفعنا للتعامل مع النتائج غير المقنعة التي افرزتها هذه الانتخابات بصورة هادئة وقانونية لاننا اردنا ان نحافظ على المؤسسات الديمقراطية باي ثمن " .
واوضح السيد عمار الحكيم ان " هذا التصرف المسؤول التزمت به اغلب القوى الوطنية التي لم تكن مقتنعة بالنتائج او طريقة اداء المفوضية ، والجميع ينتظر ان يحدد المجلس الاعلى وائتلاف المواطن موقفه السياسي من عملية تشكيل الحكومة المقبلة ، ونحن نؤكد ان موقفنا السياسي محدد وواضح منذ البداية ويتركز على عدد من الثوابت الاساسية التي نؤمن بها وبقوة واول هذه الثوابت هو ان التحالف الوطني يمثل السقف الذي تستظل به جميع القوى المنضوية في اطاره ، وهذا الامر يمثل ثابتا اساسيا لنا ، ونعمل على اعادة بنائه على اسس صحيحة وقواعد متينة ومأسسته ليكون قادرا على حماية الحقوق وتثبيتها وتدعيم الوحدة والوطنية وترسيخها " .
واردف السيد عمار الحكيم قائلا " وكما قلت سابقا لا يمكن ان نشهد استقرارا في البلاد مالم تنتظم شؤون وظروف المساحة الاكبر في ساحتنا الوطنية " .
ومضى بالقول " نحن في تيار شهيد المحراب واتئلاف المواطن نعلن ان من يخرج عن التحالف الوطني فانه يخرج عن اجماع الساحة الاكبر ومن يخرج عن هذه ليس له مكان في الاجماع الوطني ومن ليس له مكان في الاجماع الوطني لا يمكن ان يحصل على موقعه المناسب في الحكومة المقبلة " .
وشدد السيد عمار الحكيم على ان " التحالف الوطني هو الحاضنة الاساسية لاي حكومة المقبلة وهو الضامن الرئيس والوحيد لاي رئيس مقبل لمجلس الوزراء ولا توجد حواضن وضمانات اخرى ما وراء التحالف الوطني " .
واضاف ان " على الجميع ان يدرك ان العراق وطن المكونات المتعايشة وهذه حقيقة واقعية ومن يحاول القفز عليها فهو يتجاهل الخارطة السياسية العراقية ، والديمقراطية الوليدة في البلاد لم تصل الى درجة من النضوج الكافي لانتاج حكومة قادرة على تجاوز هذه الحقيقة ، فالتمثيل الحقيقي للمكونات هو الضمان الوحيد لانتاج حكومة شرعية للعراق واي محاولة لخلق تمثيل شكلي سوف لن تنجح لانها ستدفع الممثلين الحقيقيين للمكونات الوطنية العراقية الى اعلان عدم اعترافهم بهذه الحكومة ، واي حكومة لا تحظى باعتراف ممثلي المكونات الوطنية الحقيقيين لا يمكنها ان تدير شؤون البلاد " .
وزاد سماحته " ومثلما نعمل على بناء التحالف الوطني وتوفير الاسس الصحيحة للعمل السياسي والحكومي في اطاره فاننا ايضا نعمل على تدعيم العمل الوطني الضامن للوحدة الوطنية العراقية ومن هذا المنطلق فاننا ندعو كافة القوى الوطنية الى الاجتماع والتدارس في سبل تدعيم الوحدة الوطنية ولملمة الاوضاع وانتاج الفريق القوى المنسجم الذي يتطلع اليه ابناء شعبنا ليتفق على برنامج واضح لادارة البلاد في المرحلة المقبلة " .
واشار السيد عمار الحكيم الى ان " على من يتبنى الاغلبية السياسية البسيطة ان يدرك ان هذا الشعار قد يكون جيدا من الناحية الانتخابية ، لكنه ليس عمليا ولا فرصة لنجاحه ، ولذلك ادعو الى عدم اضاعة الوقت والعمل على الحلول الواقعية وتجنب الاخرى التي ستاخذ وقتا طويلا ولا تصل الى نتيجة ، فالاغلبية البسيطة لا تشكل حكومة العراق المقبلة ، وان تشكلت تحت اي ظرف فانها ستكون ضعيفة وهزيلة وقد تنهار في اي لحظة ، وعلينا ان نوضح هذه الحقائق لابناء شعبنا ونبرئ ذمتنا اما الله سبحاته وتعالى باننا وضعنا خارطة الطريق الصحيحة التي يمكن ان تاخذ بالبلاد الى بر الامان ، وسنعمل جاهدين مع كافة القوى الوطنية المخلصة في اطار التحالف الوطني والوطن الحبيب لمعالجة هذه الاشكاليات والوصول الى الفريق القوي المنسجم الذي ياخذ مهمة خدمة الوطن والمواطن على عاتقه " .
https://telegram.me/buratha