قال رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان فلاح مصطفى ان "بقاء رئيس الوزراء نوري المالكي لولاية ثالثة لا يساعد على بقاء العراق موحدا ومستقرا"مشيرا الى"وجود أطراف عدة ببغداد ترفض بقوة موضوع الولاية الثالثة للمالكي".
وكانت الاطراف السياسية المنضوية في ائتلاف دولة القانون قد أعلنت عقب اجتماعها الجمعة الماضية ترشيحها رسميا المالكي لولاية ثالثة فيما اعلنت ائتلافات التحالف الكردستاني ومتحدون والوطنية والمواطن والاحرار والاصلاح رفضها الولاية الثالثة للمالكي كما ان التحالف الوطني يعكف على وضع نظامه الداخلي ومعايير تسمية رئيس الوزراء المقبل مع تسريبات بتحديد ولايته لدورتين فقط.
ونقل بيان لحكومة الاقليم عن مصطفى القول "لقد شكل الإقليم وفدا تفاوضيا للتباحث مع جميع الأطراف والكتل ببغداد، وطلباتنا واضحة وهي الاستجابة لحقوق الأكراد وفق الدستور واعتبارنا شركاء حقيقيين في قيادة البلد وبعكس ذلك سنبحث طرقا أخرى للحفاظ على حقوقنا"، مشيرا إلى أن"حكومة بغداد حاربتنا اقتصاديا وحرمت موظفينا من رواتبهم وهمشت الإقليم وعزلت السنة العرب وهناك أطراف شيعية غير راضية عن ممارسة الحكومة الاتحادية، لهذا سنبحث موضوع العراق ككل واستقرار البلد وفق الدستور وأن يتم التعامل مع الأكراد كشركاء حقيقيين".
وعن احتمال موافقة الأكراد على بقاء المالكي في منصبه كرئيس للوزراء لولاية ثالثة، قال مصطفى "باعتقادي أن المالكي الذي وقع تعهدات لمنح الأكراد حقوقهم ولم ينفذها، بل حاربنا اقتصاديا فكيف سيلبي طلباتنا المشروعة، وبقاء السيد المالكي لولاية ثالثة لا يساعد على بقاء العراق موحدا وقويا ومستقرا، والموضوع لا يتعلق بشخص المالكي ولكنه يتعلق بإدارة البلد، وهذه الإدارة لم تكن ناجحة في الفترة الماضية".
وأشار الى أن "الأكراد لهم [65] مقعدا في البرلمان العراقي المقبل ونستطيع التأثير بأي قرار من خلال التحالف مع الكتل الأخرى، ونحن نعرف أن هناك أطرافا عدة ببغداد ترفض بقوة موضوع الولاية الثالثة للمالكي، نحن سنتحاور مع بقية الكتل وفق الدستور للحفاظ على حقوقنا، وإلا فهناك خيارات عدة منها الذهاب نحو استفتاء شعبنا حول علاقتنا مع العراق، أو التفكير بإقامة حكم كونفدرالي يمنح الإقليم صلاحيات سياسية واقتصادية أوسع وهذا ليس بجديد في العالم"، مشددا على أن" هذا الأمر يتعلق بكيفية تعامل بغداد مع إقليم كردستان".
وعن زيارة رئيس الاقليم مسعود بارزاني الى اوربا قال المسؤول الكردي أن "الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند استقبل رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني كما يستقبل رئيس أي دولة، "مشيرا إلى أن" الثقة التي يوليها الرئيس هولاند بشخص الرئيس بارزاني والصداقة التي تجمع بينهما على مدى أكثر من عقدين، وإيمانه بسياسة الإقليم المتوازنة والتي تؤكد على مبدأ التعايش السلمي والاستقرار في العراق وعموم المنطقة هي ما جعلته وتجعل قادة دول العالم يتعاملون بكثير من التقدير مع قيادة الإقليم".
وأضاف مصطفى، المرافق لرئيس الإقليم الذي سيصل اليوم إلى روما والفاتيكان ضمن جولته الأوروبية، إن "الرئيس الفرنسي بحث مع رئيس إقليم كردستان سيناريوهات الوضع المقبل في العراق وخصوصا موضوع تشكيل الحكومة العراقية، حيث أكد له الرئيس بارزاني على بذل الجهود من أجل أن تعمل الحكومة العراقية المقبلة على حل الأزمات والمشكلات التي تراكمت عبر السنوات الماضية والعمل على استقرار البلد والعراقيين عامة"، مشيرا إلى أن" الرئيس هولاند أشاد بانتخابات برلمان إقليم كردستان التي جرت العام الماضي، وبالانتخابات البرلمانية العراقية والحكومات المحلية في الإقليم، مؤكدا على استقرار وتقدم إقليم كردستان ليكون عامل استقرار في عموم المنطقة".
وقال رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة اقليم كردستان، إن "العالم عرف ومن خلال إنجازات حكومة الإقليم الاقتصادية والأمنية والخدمية والسياسية موقعنا إذ إن أربيل لم تعد عامل توازن في العراق فقط بل كذلك في علاقاتها مع دول الجوار خاصة تركيا وإيران والدول العربية انطلاقا إلى علاقاتنا المتميزة مع أوروبا والولايات المتحدة الأميركية إذ توجد اليوم في عاصمة الإقليم 31 ممثلية دبلوماسية عربية وغربية ومئات الشركات الأجنبية التي تستثمر هناك"، "منبها إلى أن" كل هذه الإنجازات تتحقق ونحن وسط منطقة صراعات وتجاذب محلي وإقليمي لكن قيادة الإقليم تمكنت من أن تجعل كردستان منطقة مستقرة وآمنة وصامدة بوجه الإرهاب".
وأضاف مصطفى "لقد طمن الرئيس بارزاني الرئيس هولاند بأن الإقليم سيكون مصدرا آمنا للطاقة ولن يدخل هذا الموضوع في عمليات الصراعات السياسية، وإن أربيل ستعمل جهدها لأن يبقى العراق موحدا ما دامت بغداد تعد الأكراد شركاء حقيقيين في قيادة البلد ولا تهمش دورهم، كما أن الإقليم يلعب دورا في التوازن الإقليمي وكذلك الإسهام بدعم السلام في القضية السورية إذ يوجد عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين على أراضي الإقليم".
وتحدث رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان عن الزيارة الرسمية لرئيس وزراء الإقليم نجيرفان بارزاني إلى بريطانيا الأسبوع الماضي، وقال ان "الزيارة تمت تلبية لدعوة وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، وشارك فيها وفد رفيع من حكومة الإقليم في المجالات السياسية والاقتصادية، حيث تم بحث أطر التعاون المشترك بين الحكومة البريطانية وحكومة الإقليم لدعم مسيرة تقدمنا والتأكيد على نجاح خطواتنا".
وحول موعد الإعلان عن تشكيل حكومة كردستان، قال مصطفى "لقد سمى برلمان الإقليم بالإجماع الأسبوع الماضي نجيرفان بارزاني رئيسا للحكومة وقوباد طالباني نائبا له، وفي غضون شهر سيتم الإعلان عن الكابينة الثامنة لحكومة الإقليم التي ستستمر بسياستها الحكيمة من أجل استقرار الأوضاع واتساع البناء في الإقليم".
https://telegram.me/buratha