الأخبار

الرئيس طالباني: نحن الآن بصدد وضع برنامج للمكتب الرباعي و العمل بموجبه بهدف تنفيذ البرنامج السياسي الذي تم الاتفاق عليه قبل تشكيل الحكومة

1235 18:55:00 2007-07-15

المقابلة التي اجرتها فضائية العربية مع رئيس الجمهورية الاستاذ جلال الطالباني

أكد رئيس الجمهورية حاجة البلاد إلى قيادة جماعية، تتمثل في مجلس الرئاسة و رئيس الوزراء، تتولى إدارة الدولة و حل جميع مشاكل العراق.و أوضح الرئيس طالباني، خلال مقابلة أجرتها مع فخامته فضائية العربية ضمن برنامج "بصراحة" يوم الجمعة 6-7-2007، انه قد "تم الاتفاق بين مجلس الرئاسة و رئاسة الوزراء على تشكيل مكتب رباعي لهذا الغرض، و نحن الآن بصدد وضع برنامج للمكتب، و تحديده كتابةً، و العمل بموجبه بهدف تنفيذ البرنامج السياسي الذي تم الاتفاق عليه قبل تشكيل الحكومة".  و أعرب رئيس الجمهورية عن اعتقاده في أن يكون تشكيل هذا المكتب موافقاً للدستور. كما أشار الرئيس طالباني، خلال المقابلة، إلى مجمل تطورات الوضع السياسي على الساحة العراقية و علاقات العراق مع دول الجوار. و فيما يلي نص المقابلة:-

مقدم البرنامج: أهلا بكم من جديد في هذه الحلقة الجديدة من (بصراحة)، هذه المرة نعود بعد أربعة أو خمسة أشهر الى بغداد، و نلتقي في هذه الحلقة من (بصراحة) مع رئيس جمهورية العراق (مام جلال أو الرئيس جلال طالباني، أولا نطمئن على صحة مام جلال بعد الوعكة الصحية التي أصيب بها و بعد الزيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث سمعنا ببعض الإشاعات التي تقول ان الرئيس طالباني مصاب بمرض خطير إذن السؤال الأول سيكون عن صحة الرئيس طالباني، و عن صحة هذه الإشاعة، و للغوص أكثر في تفاصيل السياسة طبعا و أسئلة مطروحة كثيرة على الرئيس طالباني في هذه الفترة العصيبة أيضا من أيام الأمة العربية من لبنان الى فلسطين الى إيران الى العراق، طبعا السؤال الأول سيكون حول العلاقة مع إيران وما هو سر هذه العلاقة المميزة و الزيارات المتكررة، هل هذا يعني ان هناك جفاء بين الرئيس طالباني و العرب؟ هل هذا يعني ان الرئيس طالباني اختار ان يكون في الصف الإيراني ضد دول الخليج؟ كلها أسئلة اسمعها تتردد خصوصا من الجمهور العربي وفي الشارع العراقي أيضا، كيف ينظر الى أفق الحل؟ يتردد كثيرا و نشاهد أدلة على شاشة التلفزيون من الأمريكيين عن محاولات إيرانية لزعزعة الاستقرار في العراق، ماذا يقول عنها الرئيس طالباني؟ ماذا يقول عن زيارته الى سوريا حيث أشارت بعض المعلومات ان السوريين لم يقدموا أي شيء في معنى الاستقرار السياسي و الأمني في العراق، كلها أسئلة حول حكومة المالكي هل تستمر هذه الحكومة؟ ما هذا الهجوم حول قانون النفط؟ هل سيقر قانون النفط؟ أسئلة مصيرية في حياة العراقيين سنطرحها اليوم و بصراحة على الرئيس العراقي جلال طالباني.

فخامة الرئيس شكرا على استقبالنا باسمي و باسم (العربية) نشكرك و نعرف طبعا انه هناك الكثير من الأشغال و الجدول مزدحم، و لكن شكرا على تلبيتك هذه الدعوة، و ابدأ بالاطمئنان عن صحتك أولاً، لأننا سمعنا الكثير من الإشاعات، كيف صحة الرئيس طالباني اليوم؟

الرئيس طالباني: أولا أشكرك جزيل الشكر أيها الأخ و الصديق العزيز أستاذ إيلي، أشكرك أنت و فريقك و الفضائية (العربية) على إتاحة الفرصة لي ان أصارح المشاهدين في بعض الأسئلة التي ستتقدم بها، أنا حقيقة، صحتي جيدة و ليست عندي مشكلة أساسية، الفحوصات التي أجريتها في مستشفى الملك حسين في الأردن، و بطلب من جلالة الملك عبد الله الأطباء اهتموا بي كثيرا و الفحوصات أثبتت انه ليس لدي مشكلة، و أخيرا لزيادة الاطمئنان في أمريكا أيضا أجريت فحوصات كانت نفس النتائج، فصحتي جيدة أما عن الشائعات فأنت تعرف العراق يتعرض الى شائعات من رئيس الجمهورية الى الحكومة..

مقدم البرنامج: إذن هي مسألة إرهاق جسدي فقط و ليس مرضا ما؟الرئيس طالباني: ليس لدي مرض إلا مرض السمنة فيجب ان اخفف.

مقدم البرنامج: ستخفف؟ أم لا؟الرئيس طالباني: لا اخفف ، أمارس الآن رجيما قاسيا.

مقدم البرنامج: نعم، ان شاء الله لن نرهقك بالاسلئة..الرئيس طالباني: أنا تحت خدمتك.

مقدم البرنامج: أنا اعرف صدرك رحبا ولا يمكن إرهاقك.الرئيس طالباني: لا بالنسبة لأسئلتك هي أسئلة مفرحة حتما.

مقدم البرنامج: نبدأ بما يتداول مؤخرا عن قرب مام جلال غير المبرر و غير المفهوم من قبل البعض لإيران و قبلها لسوريا، بالوقت الذي ينظر الجميع اليوم إلى إيران على إنها سبب في أزمة، تدعم حماس في فلسطين، تدعم حزب الله في لبنان، تدعم كما يقول الأمريكيون الميليشيات المتطرفة داخل العراق، ما هذا التقارب غير المفهوم من قبل مام جلال؟

الرئيس طالباني: أولا أود ان أقول لك ان سياستي هي التقارب مع جميع دول المنطقة بدأتها بالدول العربية الشقيقة، أول دولة زرتها كانت المملكة الأردنية الهاشمية و مصر ثم السعودية، و لي رغبة أيضا شديدة في إعادة الزيارة الى مصر الشقيقة، و كذلك زرت تركيا في حينها و إيران و سوريا، الاهتمام الذي تفضلتم بذكره بإيران و سوريا سببه هو قناعتي بأنه لو استطعنا كسب سوريا و إيران إلى جانب العراق في مكافحة الإرهاب لسهلت مهمة القضاء على الإرهاب 70%، و لذلك فنحن نحرص على الحوار و التفاوض مع الإخوة في إيران و سوريا من اجل كسب و نيل مساعدتهم لمكافحة الإرهاب في العراق.

مقدم البرنامج: يعني إيران و سوريا مسؤولتان عن 70% من الإرهاب الذي يحصل..الرئيس طالباني: أنا لا أقول ذلك هذا ما تقوله أنت..

مقدم البرنامج: أنت تقول لو ساعدونا.الرئيس طالباني: أنا أقول ان إيران و سوريا تستطيعان مساعدتنا للقضاء على 70% من الإرهاب في العراق، النقطة الثانية ان إيران تستطيع ان تساعدنا في إسكات أو في تأهيل ميليشيات معينة ذات علاقة مع إيران تخلق لنا مشاكل طائفية في الحقيقة، و بعض هذه الميليشيات كانت تخلق لنا مشكلة عندما كان يحدث انفجار ما من سيارة مفخخة في منطقة شيعية يقتل الأبرياء من الناس و الأطفال و رجال الدين و الطلبة، تقوم بعض هذه الميليشيات بالانتقام من العرب السنة، مما كان يؤدي الى خلق نوع من الفتنة الطائفية؟ الآن بجهد إيراني، و حقيقة بجهد إيراني و كذلك بفتوى من سماحة السيد علي السيستاني المرجع الشيعي الأعلى المبجل، و كذلك ببيان من السيد مقتدى الصدر تم إيقاف مثل هذه العمليات، مما يعني ان خطر حرب أهلية طائفية قد زال، و ان الجهد الآن يتركز على فرض القانون ضد الإرهابيين، و ضد من يخلق القانون من الجهة الأخرى سواء كانت السنية أو الشيعية.

مقدم البرنامج: طيب فخامة الرئيس، و لكن كل يوم نسمع كبار الجنرالات في الجيش الأمريكي و نشاهد و بالدلائل من على شاشات التلفزيون متفجرات من أنواع متقدمة و متطورة، و يقال أنها كلها من إيران و كلها تستعمل لغايات تفجيرية إرهابية في العراق.

الرئيس طالباني: نعم الأمريكان يقولون هكذا، و نحن أيضا نطلب من الإخوة الإيرانيين توضيحات حول هذه المسائل هم يقولون نحن لم نقدم لهم المتفجرات وإنما قد يعني أخذوها من جهات أخرى نحن زودناها بهذه المتفجرات، فهم يذكرون هذه المسائل و يقولون لنا قولا أخيرا بأنهم مستعدون للتعاون مع الأمريكان، و مع الجانب العراقي في تشكيل لجنة ثلاثية تتولى فرض الأمن و الاستقرار في العراق، و يتعهدون بان يكونوا عاملا هاما في فرض الأمن و الاستقرار و القضاء على منظمات القاعدة اذا ما وافق الأمريكان و العراقيون على تشكيل هذه اللجنة الثلاثية.

مقدم البرنامج: ولكن هناك من يقول ان إيران اليوم لا تريد استقرارا في العراق لا تريد استقرارا في لبنان لا تريد استقرارا في فلسطين طالما لم تحل مشاكلها النووية أو الملف النووي مع الأمريكيين و هذه أوراق ضغط، هل يقبل الرئيس طالباني ان يكون العراق إحدى أوراق الضغط على الأمريكيين من قبل إيران؟

الرئيس طالباني: كلا نحن لا نقبل و نرفض رفضا قاطعا استعمال العراق كورقة ضغط على الأمريكان، لكننا نعتقد ان موقف إيران في العراق يختلف عن موقفه في لبنان و فلسطين، لذلك اعتقد أن الإيرانيين على استعداد للمساهمة في تحقيق الأمن و الاستقرار في العراق، ولذلك عرضوا الاشتراك في لجنة ثلاثية أمريكية إيرانية عراقية أو ثنائية إيرانية عراقية للمساعدة على بسط الأمن و الاستقرار في العراق.

مقدم البرنامج: أيضا كانت عندك محاولة مع السوريين بعد إخبار ان سوريا أيضا تساهم بعدم استقرار، و لكن السوريين لم يعطوك شيئا يعني رجعت خالي الوفاض.

الرئيس طالباني: يؤسفني ان أوافق على رأيك، يؤسفني ان أوافق بان الأخوة السوريين لم يعطونا ما كنا نتوقعه منهم.

مقدم البرنامج: لماذا برأيك؟الرئيس طالباني: الحقيقة انا تعودت ان لا اعلق سلبيا على الموقف السوري لان لسوريا أفضالا كثيرة علينا كما تعلم نحن عشنا فترة طويلة في سوريا، انا اعتقد لدى بعض الإخوة في سوريا أوهام حول حزب البعث القديم وإمكانية احيائه أو يلعب دورا.

مقدم البرنامج: ما زالت هناك أحلام يعني.الرئيس طالباني: اعتقد، بعض العناصر تشجع جهات معينة على عقد مؤتمر في دمشق لتشكيل ما يسمى بالجبهة القومية الإسلامية ضد العراق وهذا شيء مؤسف أنا آمل من الأخ الدكتور بشار ان يمنع مثل هذه الأعمال المعادية للعراق.

مقدم البرنامج: هل يمكن ان استخلص مما قلناه حتى الآن ان تقارب الرئيس طالباني من الإيرانيين لا يعني جفاء مع العرب؟الرئيس طالباني: بالعكس أنا أرجو و أتمنى و اعمل من اجل تعزيز العلاقات العربية وإنا أعطي كل الأولوية لمثل هذه العلاقة، وكما تعلمون انا أول بلد زرته كان الأردن ثم مصر ثم السعودية وبذلنا جهودا كبيرة مع هذه الدول، وما زلنا نبذل جهودا ولي أمل في ان أزور مصر قريبا كل ذلك من اجل تعزيز العلاقات العربية العراقية، العراق لابد له من ان يعمل لتعزيز العلاقات بمحيطه العربي، والعراق عضو فعال في الجامعة العربية ولابد ان يلعب دورا مهما في الجامعة العربية وبالتالي لا يمكن للعراق ان يعيش دون تعاون و تضامن مع العرب.

مقدم البرنامج: ماذا عن ذلك الخطاب الشهير الذي اعتبره بعض العرب أيضا انه هجوم عليهم؟الرئيس طالباني: إنا اعتقد هذا الخطاب الشهير مكتوب و موجود باللغتين العربية و الانكليزية و كذلك هنالك الوفد المصري الموجود و عدد من أعضاء الوفد اللبناني فلم يتضمن الخطاب أي هجوم على العرب، لكن الجزيرة (كثر خيرها) كالعادة شوهت الخطاب و قالت إن الخطاب كان... أنا قلت ما يلي: العراق يتعرض الى غزو من الإرهابيين القادمين من مختلف البلدان ذكرت المغرب، ليبيا، مصر، اليمن، السعودية، لبنان، فلسطين، سوريا الى آخره فقط هذا قلت، وفيما يتعلق بموقف الدول من الإرهاب قلت بالنص: تساهل دول معادية للديمقراطية للعراق الديمقراطي الفدرالي مع الإرهابيين، و قلت الإرهابيون يستفيدون من هذا التساهل..

مقدم البرنامج: من كنت تقصد فعليا؟الرئيس طالباني: معروف أنا قلت الأسباب، أولا قلت هناك دول تعادي الديمقراطية في العراق، هناك دول تعادي القومية الكردية في العراق، هناك دول تعادي الشيعة في العراق، هنالك دول تخشى من قيام عراق ديمقراطي مستقل موحد يعدل ميزان القوى في الشرق الأوسط، أنا من عادتي ان اسمي الدول ولكن كل واحد يفهم ما أقوله، أنا لم اذكر اسم أي دولة عربية رغم ان لدينا وثائق عديدة على كثير من المداخلات، و لكن نحن نفضل ن نقوم بحل هذه المسائل في لقاءات ثنائية مع هذه الدول، و في مناقشات أخوية و ليس عن طريق الإعلام و التشهير.

مقدم البرنامج: تركتم هذا الملف فخامة الرئيس يقال ان الإيرانيين كما السوريون لم يسلموك أي شيء، و يعني تقاربك هذا سيكون ثمنه غاليا عليك عربيا و لن يعطيك الإيراني أي شيء.الرئيس طالباني: أنا لا اعرف هل يعطوننا شيئا أو لا، و لكن نحن لا نقوم بالعلاقات مع إيران و سوريا ضد العرب، سوريا دولة عربية و ليست دولة فارسية فالعلاقة مع سوريا تعني بمعنى آخر علاقة مع العرب مع بعض العرب، ثم نحن لم نقاطع العرب نحن نسعى الى إقامة أحسن العلاقات في نفس الوقت الذي كنت في الصين أرسلت مندوبا خاصا الى القاهرة للالتقاء ببعض الأخوة المصريين للتنسيق بيننا و بينهم و للتمهيد لزيارة سأقوم بها الى مصر، و زيارتي في الحقيقة الى إيران جاءت بطريق عودتي من الصين لزيارة سماحة السيد عبد العزيز الحكيم و بقيت ليلة واحدة، الأخوة الإيرانيون تكرموا فرتبوا لي لقاء مع المرشد الأعلى و مع رئيس الجمهورية و وزير الخارجية و هكذا، فليست علاقتنا مع إيران بالضد من علاقتنا مع العرب، بالعكس نحن نسعى و سعينا و سنبذل المساعي الكثيرة من اجل تحسين العلاقات مع العرب، و أنا شخصيا لي علاقات جيدة مع بعض الدول العربية بما فيها الشقيقة الكبرى مصر، فلماذا يفسر تحسين العلاقة مع إيران و مع سوريا كأنه ضد العرب؟ أليست سوريا دولة عربية؟

مقدم البرنامج: لأن هناك كلام إيراني كبير انه إذا تعرضت إيران الى ضربة عسكرية أمريكية سيكون هناك دمار في الخليج و ستقصف جميع الدول العربية يعني هناك هذا الكلام مسوق في إيران.الرئيس طالباني: هل تعتقد زيارة جلال طالباني تمنع الضربة الأمريكية على إيران؟ أو إذا جلال طالباني زار إيران تتحول منطقة الخليج الى دمار؟

مقدم البرنامج: كلا، يمكن الإخوان في الخليج ينتظرون موقفا متعاطفا..الرئيس طالباني: مع من؟

مقدم البرنامج: من جلال طالباني معهم.الرئيس طالباني: نعم نحن عبرنا في مؤتمر القمة العربي عن التعاطف مع القضايا الخليجية و أيدنا مطالب دولة الإمارات العربية فيما يتعلق بالجزر، و هذا ما فعلته الدول الأخرى بينما لم يبادلونا نحن بهذا التعاطف مع العراق.

مقدم البرنامج: إذن العتب من جلال طالباني على بعض دول الخليج.الرئيس طالباني: نعم، وإلا... مثلا رئيس وزرائنا أراد ان يزور الإمارات العربية المتحدة، الإمارات رفضت استقباله لماذا؟ رئيس وزراء دولة عربية كبيرة مثل العراق حكومته منتخبة بانتخاب حر تريد تحسين العلاقة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، نرسل رئيس الوزراء لا نرسله للتسول نرسله لتحسين العلاقات رفضوا استقباله.

مقدم البرنامج: طيب تكلمت معهم فخامة الرئيس؟الرئيس طالباني: كيف أتكلم إذا هم يرفضون استقبال رئيس وزرائي؟

مقدم البرنامج: تعاتب الإمارات على عدم استقبال الرئيس المالكي، للإمارات أيضا موقف إنها شرعت و فتحت كل الأبواب للرئيس المالكي و لكنه تقارب من إيران و تخلى عن العرب هذا ليس موقفا رسميا و لكن هذا في الكواليس..الرئيس طالباني: أنا أريد ان أقول شيئا، السيد نوري المالكي رجل بعيد عن إيران وعلاقته مع إيران ليست جيدة لعلمك، و السيد المالكي عاش طول فترة الهجرة في سوريا وليس في إيران، و المالكي عروبي الاتجاه و يعمل بكل قوة من اجل تعزيز علاقات العراق العربية، ألم يكن من الأحسن ان يستقبلوه وان يعاتبوه إذا كان لهم عتاب على العراق أو يكشفوا له سر الموقف العراقي؟ العراق لم يتجاوب مع إيران، و لم يؤيد الموقف الإيراني في الخليج، العراق أيد الموقف الخليجي من قضية الجزر و وقف معهم أيضا، و لكن كما تعلمون رفض استقبال رئيس وزراء دولة كبيرة مثل العراق هو شيء كبير.

مقدم البرنامج: على كل الحكومة..الرئيس طالباني: أنا أريد أقول لك أخ إيلي شيئا واحدا نحن في العراق جميعا نحرص حرصا شديدا على تعزيز العلاقات العربية العراقية و تحملنا عتابا تركيا شديدا لأننا قبلنا عقد المؤتمر في شرم الشيخ و ليس في اسطنبول، لان تركيا كانت تريد عقد المؤتمر هناك، و نحن لا نهتم لأي شيء يعرقل علاقاتنا مع العرب و بالعكس نحن نسعى بكل الوسائل لتحسين العلاقات، و لكن التصفيق بيد واحدة ممكن؟ غير ممكن مع الأسف.

مقدم البرنامج: إذن هذه إطلاق مبادرة الآن من (بصراحة)..الرئيس طالباني نعم نحن مستعدون أنا و رئيس الوزراء أن نزور أي بلد عربي عنده مشاكل معنا لنحلها و لنعطيهم الاطمئنان الكامل بان العراق مهتم بعلاقاته العربية، العراق حريص على تحسين العلاقات بالمحيط العربي..

مقدم البرنامج: ليس هناك أجندة ضد العرب.الرئيس طالباني: و لن يقف بأي موقف ضد العرب، و لن يقف مع أي دولة حتى لو كانت دولة عظمى ضد العرب.

مقدم البرنامج: انتقل الى الملف الخارجي هناك مشكلة اليوم سمعنا ان هناك مئتي ألف من البيشمركه متمركزون على الحدود التركية، هناك تهديدات باجتياح تركي ما صحة هذه الأخبار؟ و هل هناك (200) ألف من البيشمركه بكامل عتادهم مسلحين؟الرئيس طالباني: أولا ليس هناك مثل هذا العدد من البيشمركه على الحدود.

مقدم البرنامج: و لكن هناك مثل هذا العدد داخل كردستان.الرئيس طالباني: ليس هناك تحشيد كردي على الحدود مع تركيا، بالعكس هنالك تحشيد تركي على الحدود، نحن نسعى و سعينا من اجل تعزيز العلاقات العراقية التركية ونحن ساعدنا الحكومة التركية مساعدات كثيرة لعلك تجهل أيها الأخ العزيز انه توجد الآن في منطقة بامرني داخل كردستان العراق قوات تركية من قديم الزمان دبابات و فوج عسكري مهمتهم الآن مراقبة الحدود العراقية التركية من داخل العراق لمراقبة فعاليات الـ(PKK) و كذلك هناك بعثة عسكرية تركية في اربيل، و بعثة عسكرية تركية في السليمانية.

مقدم البرنامج: طيب ما هذا الكلام عن توغل و اجتياح؟الرئيس طالباني: دعني أكمل، فلذلك نحن عملياً نسهل للإخوة الترك و لكن لسنا قادرين الآن على إرسال قوات عراقية إلى جبال كردستان، نحن بحاجة إلى هذه القوات لتأمين شوارع بغداد لكن نحن نرفض، و دستورنا يرفض وجود قوات مسلحة أجنبية على أرض العراق، أي جهة أجنبية مسلحة وفق الدستور يجب أن تخرج من العراق و يوم نستطيع فرض القانون سنخرج كل الجهات ألأجنبية المسلحة من أرض العراق، نحن في العراق حاولنا عبر اللجنة الثلاثية الأميركية التركية العراقية أن نتوصل مع الإخوة الأتراك إلى نتيجة و لكن الإخوة الأتراك رفضوا الاجتماع، هل تعرف الحجة؟ لأنه كان ضمن ثلاثة أعضاء من الوفد العراقي واحد كردي، فإذا يرفضون لوجود كردي في الوفد العراقي فيجب أن يرفضوا التعامل مع العراق لأن رئيس الجمهورية في العراق كردي، و وزير الخارجية كردي، و رئيس اللجنة الاقتصادية (صديقك) برهم صالح كردي، فكيف يكون هذا منطق دولة أنهم يرفضون قبول الحوار و التباحث مع وفد لأن فيه شخص من قومية معينة..

مقدم البرنامج: لأنهم لا يعترفون بالإقليم كإقليم قائم على حكم ذاتي، يعني ما زالت هذه مشكلة عند الأتراك.الرئيس طالباني: نعم لا يعترفون، لهم حق أن يعترفوا أو لا يعترفوا هذا أمر يخصهم لكن نحن لم نقل أن يفاوضوا الإقليم قلنا فاوضوا الحكومة العراقية..

مقدم البرنامج: هل هناك اجتياح؟الرئيس طالباني: لا أعتقد هنالك اجتياح، يهددون بالاجتياح، أعتقد هذه دعاية انتخابية هنالك رغبة في إنجاح القوميين المتطرفين بتأجيج المشاعر القومية ضد حزب العدالة، و بالتالي أعتقد هذه يعني دعايات انتخابية أكثر من كون واقعية، أنا أود أن أقول لك شيء واحد، في جلسة خاصة قال رئيس الكتلة البرلمانية الاشتراكية في البرلمان الأوروبي للسيد دنيز بايكال : دنيز بايكال افهم أن اجتياحكم لشمال العراق هو كارثة على تركيا و على العراق لأن كل أوروبا و أميركا ستقف ضدكم، فأنا أعتقد أن الإخوة الترك لا يغامرون بالقوة العسكرية.

مقدم البرنامج: هل الأكراد فخامة الرئيس مستعدين، يعني الأكراد في كردستان مستعدين لأي اجتياح أو لأي.. أم أنهم اليوم يعني مشغولون في قضايا الداخلية و نعرف إنه يوجد الكثير من البيشمركه في بغداد، هل ساعدوا القوات الأمنية.الرئيس طالباني: نحن نتمنى أن لا يحدث أي اجتياح تركي للعراق، نتمنى أن لا يحدث أي قتال بيننا و بين إخوتنا في تركيا، و لكن اجتياح كردستان العراق لن يكون نزهة لن يكون نزهة سياحية فإذا كان الاجتياح لمنطقة جبال قنديل حيث يوجد البيككا هذا شيء وإذا كان الاجتياح لمناطق داخل كردستان العراق المدن و القصبات..

مقدم البرنامج: سيكون هناك دفاع عن النفس.الرئيس طالباني: هنالك سيكون حتماً اصطدام بين قوات البيشمركة و الجيش التركي، وهذا ما لا نتمناه أبداً.

مقدم البرنامج: طيب فخامة الرئيس دعني أنتقل إلى الملف الداخلي، نسمع الكثير اليوم عن هذه الحكومة البعض يتحدث و يتكلم كثيراً عن تعثّر و فشل هذه الحكومة، البعض يتكلم عن انقلابات على هذه الحكومة و على الدكتور نوري المالكي شخصياً، كيف تقيّم اليوم مرحلة الدكتور نوري المالكي؟ و هل تعتقد و بصراحتك فخامة الرئيس أن المالكي فشل في تحقيق ما وعد به الشعب العراقي؟الرئيس طالباني: أولاً أنا أعتقد أن الدكتور المالكي حقق إنجازات كبيرة، أولاً دعا إلى المصالحة الوطنية و تقدّم بخطوات كبيرة في هذا المجال حتى وصل الأمر إلى حد المفاوضات مع الجماعات العراقية المسلحة، و سمعت تصريح إحدى هذه الجماعات المسلحة بعد اللقاء بالدكتور المالكي واصفاً إياه بالوطنية العالية و أنه يمتلك شعورا كبيرا بالمسؤولية، فأعتقد هذه خطوة مهمة لم يكن يجرؤ أحد غير المالكي على الاتصال بالذين يقاتلون الجيش العراقي و القوات العراقية، الأمر الثاني، المالكي تصدى للميلشيات الشيعية التي حاولت العبث مثلً جند السماء و آخرين و لم يقبل بأي تجاوز بالقانون من قبل الميلشيات الشيعية في الجنوب و جرت معارك في الديوانية و البصرة بين القوات العراقية و ميلشيات شيعية بمعنى أن المالكي برهن أنه ليس طائفياً .

مقدم البرنامج: إذاً الاتهامات التي تطاله بالطائفية ليست صحيحة.الرئيس طالباني: اتهام المالكي بالطائفية اتهام باطل و ظالم، لكن أنا لا أعتقد أن الحكومة لا أدعي أن الحكومة نجحت في تحقيق جميع برنامجها، الحكومة لم تنجح في تحقيق جميع برنامجها لسبب واحد بسيط هو عدم وجود قيادة جماعية للدولة في العراق، هذا هو نقص كبير..

مقدم البرنامج: كيف ؟الرئيس طالباني: نحن مثلاً رئاسة الجمهورية تعمل من جهة، ورئاسة الوزراء تعمل من جهة، و وزراء من جهة أخرى، نحن بحاجة في العراق لقيادة جماعية، هذه القيادة الجماعية تتألف من رئاسة الجمهورية و رئاسة الوزراء، تتولى إدارة الدولة و حل جميع مشاكل العراق و هذا في نظري هو مفتاح حل للأزمات في العراق..

مقدم البرنامج: طيب هل سيحصل؟ يعني هل هناك كلام جدي؟الرئيس طالباني: نعم و قد تم الاتفاق بين مجلس الرئاسة و رئاسة الوزراء على تشكيل هذا المكتب الرباعي للقيام به، ونحن الآن بصدد وضع برنامج لهذا المكتب و تحديده كتابة و العمل بموجبه لتنفيذ البرنامج السياسي الذي تم الاتفاق عليه قبل تشكيل الحكومة و كذلك لتنفيذ الدستور، نحن نعتقد أن هذا المكتب الرباعي يجب أن يكون أيضاً دستورياً موافقاً للدستور لأن الدستور ينص على أن السلطة التنفيذية تتألف من رئاسة الجمهورية و رئاسة الوزراء..

مقدم البرنامج: من رباعياً إذاً؟ رئيس الجمهورية..الرئيس طالباني: و نائبي رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء، كذلك نحن قررنا تفعيل المجلس السياسي للأمن الوطني و تشكيل أمانة له و وضع برنامج له، و كُلّف الأستاذ طارق الهاشمي و الأستاذ عادل عبد المهدي و الأستاذ روز نوري شاويس بتهيئة برنامج لهذا المجلس، و نحن إذاً نخطو خطوات إلى الأمام..

مقدم البرنامج: طيب من المسؤول فخامة الرئيس إذاً عن المشاكل السياسية في البلد؟ لابد لأحد ان يتحمل مسؤولية ما يحصل.الرئيس طالباني: أعطيك مثل، تحدث بعض المشاكل بدون روية، مثلاً لنأخذ أزمة الإخوان بالتوافق جمّدوا عضويتهم في المجلس ذلك لأن وزيراً من وزرائهم تعرض إلى اقتحام منزله من قبل الشرطة، أنا أعارض هذا الاقتحام، هذا الوزير موجود في الوزارة، رئيس الوزراء وعد بأن يوقف الإجراءات القانونية مؤقتاً ضده و أن يحيل القضية إلى القضاء، ليس للشرطة الحق في أن تقتحم منزل وزير و تكسر الأبواب و تفتش أوراق هذا وزير، و الوزير له حصانة معينة و رئيس الوزراء لم يوافق على هذا الإجراء ضده فهذا أدى بالإخوة في التوافق إلى تجميد عضويتهم احتجاجاً على هذا العمل، ممكن حل هذه المسائل لو فعّلنا القيادة الجماعية، مثل هذه الأمور مثلاً وزير متهم بقتل اثنين من أبناء النائب مثال الآلوسي ممكن أن يترك الأمر للقيادة الجماعية لبحثه كيف يعالج؟ أنا محامي و أعتقد بسيادة القانون يجب أن يمارس القانون على أي شخص كان، مرة قال لي رئيس الوزراء: هنالك ادعاء على وزير كردي سابق أنا أحبه و أحترمك ماهو رأيك؟ كيف؟ قلت له: قدمه للتحقيق العادل، إذا التحقيق العادل اثبت أن الوزير مدان بشيء ما قدمه للمحكمة، و إذا التحقيق العادل اثبت إنه ليس مدان بشيء أغلق الدعوة، و فعلاً عمل تحقيق عادل و تبين إنه هذا الوزير المتهم بريء فأغلق الدعوة، مثلً هذه الأعمال يجب أن لا تمارس، ثم هناك قضية رئيس مجلس النواب، صحيح ان رئيس مجلس النواب غير موزون و كل يوم يدلي بتصريحات، و اتهمني مرة، وأخرى يقول لي هو أبي و قائدي و مرة يشتمني، لكن طريقة معالجة وجوده في البرلمان طريقة خاطئة..

مقدم البرنامج: أنا اعتقدت إنك سعيد.الرئيس طالباني: لا أنا غير سعيد، أنا بكل عمل غير قانوني غير سعيد، أنا كنت أقول ما يلي و قلت للجماعة: هذا الرجل خالف، على البرلمان قبل أن يتخذ الإجراء يسأل القضاء العراقي ما هو الموقف القانوني منه؟ إذا القضاء أفتى بأنه يجوز إقصاءه و سحب الثقة، فنقوم بذلك أما بدون مرجعية قانونية لا يجوز، ان هو أصبح عصبي يأمر بضرب نائب و مرة يصبح عصبي يأمر بطرده و يخلق جو غير ودي في البرلمان، أنا برأيي كانت هذه المسألة يمكن أن تحل بطريقة ودية بطريقة قانونية..

مقدم البرنامج: إذاً كل الأطراف تغلط بمسائل..الرئيس طالباني: أنا أعتقد كل الأطراف كانت منزعجة من تصرفات رئيس المجلس، و لما صار تصويت في البرلمان على إعطاء مهلة أسبوع كان القرار بالإجماع حتى التوافق، و لكن باتخاذ إجراءات.

مقدم البرنامج: لكن هي أمور شكلية فخامة الرئيس، هذا أساس المشكل بالعراق..الرئيس طالباني: اسمح لي أكمل، نحن نعاني من مشكلة أخرى ضمن كتلة التوافق توجد عناصر مرتبطة بالمقاومة، أعطيك مثلاً، احدهم اسمه عبد الناصر الجنابي، هذا الشخص قال عنه رئيس الوزراء في البرلمان أنا لديّ أدلة عليه لارتباطه بالمقاومة و بالقتال ضد الحكومة، طبعاً لم يتخذ إجراء ضده بعد فترة ذهب إلى الأردن قدّم استقالته و أعلن انضمامه إلى المقاومة، جيد هذا نائب من نواب التوافق و كذلك آخرين علنا،ً عندنا رئيس كتلة، مشعان الجبوري أُخرج و جاءوا ببديل عنه بنفس الكتلة هو الدكتور حسين الجبوري يعني لدينا أيضاً بعض المشاكل من جانب التوافق، على إخواننا في التوافق أيضاً أن يترووا و أن يحسنوا التعامل مع هذه الأعمال التي تسيء إليهم قبل غيرهم، مثلاً يأتي السيد خلف عليان ليقول قدّمنا مطالب إذا لم يستجيب لها سنعلن المقاومة المنظمة و نعلن الحرب، جيد هل هذا قول لنائب في البرلمان؟ إذا لم يقبل طلبه يقول نذهب إلى البرلمان و نطالب بإسقاط الحكومة، نطالب بطريقة دستورية أما ان نعلن الحرب و نعلن المقاومة ما هذا التهديد؟ هل هذا قول يليق بجهة سياسية في هذا العصر الديمقراطي، هذا أكبر دليل على الجو الديمقراطي نائب في البرلمان و يقول أنه يشن حرب على الحكومة، يعني هذا شيء يجب أن يُعالج من جانب الأخوة في التوافق و كذلك من جانب الحكومة، أنا شخصياً دائماً أميل إلى ضرورة إشراك أخوتنا العرب السنة إشراكاً حقيقياً فعلياً في اتخاذ القرار السياسي في إدارة الدولة، لا يكونوا قوة مهمشة أو قوة فقط ممثلة في المناصب، لا يجب أن يكونوا ممثلين حيث مركز القرار و حيث يجب اتخاذ القرار السياسي بمشاركتهم و بوجودهم وإلا العراق لن يستقر، العراق قائم على المرتكزات الثلاث العرب الشيعة، العرب السنة، الكرد.

مقدم البرنامج: مام جلال عندما سمعت أن هناك خطة لتمويل أو لتسليح القبائل و العشائر السنية، هل أنت موافق أولاً على هذا القرار؟ و هل تعتقد أنه قرار صائب و في مكانه؟الرئيس طالباني: أنا لم أسمع بهذا القرار أنا من واضعي هذا القرار، لكن كالآتي: أن يتم تسليح العشائر الموالية للنظام الجديد بجانب وجود قوات الشرطة و قوات الجيش، أي أن لا تنفرد العشائر بالسطوة في المنطقة إنما يكونوا جزء من القوات العراقية الجيش و الشرطة، و هذا ضروري لمحاربة الإرهابيين لأن المناطق العربية السنية كانت حاضنة للإرهابيين فتطهير هذه المناطق من الإرهابيين يتم بالقوات المسلحة و بقوات العشائر و قوات الأهالي المعارضة للإرهاب، سبب آخر هو أن الإخوة العرب السنة يجب أن يشعروا أنهم غير مهمشين و أنهم غير معرضين لقوى مسلحة، و أنا أعتقد أن هذا أعطى نتائج جيدة و الأنبار أكبر دليل على ذلك، حيث نرى أن الإرهاب قد تقلص هناك و أن مناطق واسعة قد تحررت بمساعدة الجيش و القوات المسلحة و قوات العشائر، أما التسليح يجب أن لا يقوم به لا تقوم به قوات التحالف بل يجب أن تقوم به قوات الحكومة العراقية.

مقدم البرنامج:: و لكن الحكومة العراقية قامت على مشروع حل الميلشيات و ليس خلق ميليشيات جديدة فخامة الرئيس.الرئيس طالباني: هذه ليست ميلشيات.

مقدم البرنامج: إنكم تسلحون و لا تعتبروهم ميليشيات.الرئيس طالباني: الميليشيات شيء آخر، الميليشيات هي قوات مسلحة منظمة تابعة لأحزاب و جهات معينة، هذه قوات تابعة للحكومة العراقية في مناطقها، و قوات أهلية لا تشكل ميليشيات إنما تشكل قوات المقاومة الذاتية، و حالما يتم القضاء على الإرهاب يتم دمج هذه القوات إما في الشرطة أو الجيش أو يتم تسريحها، و لعلمك هذه المسائل تمت كالآتي في بعض المناطق فُتحت مراكز للشرطة جند فيها أبناء العشيرة و هؤلاء أصبحوا شرطة نظاميين تابعين لقوات الشرطة العراقية.

مقدم البرنامج: لكن هي خطة أمن ذاتي، يعني كل طائفة تسلح نفسها لتحمي نفسها.الرئيس طالباني: و هذا ضروري لأن قوات الجيش لا تستطيع أن تبقى في كل قرية و في كل مدينة لأن الإرهابيين عندما نطهر منطقة و تعود القوات المسلحة إلى ثكناتها يعودون لهم مرة أخرى، فتسليح الأهالي ضدهم شرط أساسي للقضاء على الإرهاب.

مقدم البرنامج: طيب فخامة الرئيس أعطيتني مثلا عن السيد خلف عليان النائب في البرلمان الذي قال سنقاوم و نحارب، طيب ماذا عن هذه العشائر؟ ماذا لو اتخذت الحكومة قرار لم يعجب هذه القبائل و العشائر و تحولت إلى مقاومة؟الرئيس طالباني: أنا أعتقد عندما يتم القضاء على الإرهاب لن يستطيع أحد التصدي للقانون.

مقدم البرنامج: سيتم القضاء على الإرهاب..الرئيس طالباني: عندما يتم القضاء على الإرهاب لا تبقى قوة أخرى قادرة على مواجهة الحكومة مواجهة مسلحة و السيد خلف عليان لا يستطيع أن يقوم بالمقاومة المسلحة لأن هذا تهديد فارغ، يقال أن ابنه يقود إحدى فصائل المقاومة فإذا قام هو أيضاً يستطيع أن يقود إحدى فصائل المقاومة الأخرى ليس أكثر من ذلك، و لكن أنا أعطيتك مثال السيد خلف عليان لسببين، حتى أوضح لك مدى الديمقراطية الموجودة في العراق بحيث أن النائب في البرلمان يهدد بمقاتلة الحكومة، ثانياً لأبيّن أن الإخوة في التوافق عليهم أن يضبطوا أطرافهم لكي يتفوهوا بأقوال نظامية دستورية موافقة للقانون و الدستور و ليس مخالفة للقوانين السائدة في البلاد.

مقدم البرنامج: ولكن هم يقولون أن ما يحصل هو ردة فعل على تصرفات الحكومة العراقية و لذلك يكون هناك دائماً ليس فعل بل ردة فعل من الإخوان السنة..الرئيس طالباني: ما هذه التصرفات التي هي ردة فعل؟

مقدم البرنامج: هم يقولون أن الحكومة طائفية تتعامل بطائفية مع كل ما يحصل في العراق..الرئيس طالباني: غير صحيح، هذا اتهام ظالم..

مقدم البرنامج: هذا رأي.الرئيس طالباني: رأي خاطئ و لا أساس له من الصحة، الحكومة ليست طائفية الحكومة عندها نواقص، الحكومة عندها أخطاء و لكن ليس على أساس طائفي، الحكومة عندها أخطاء على أساس عدم الإدراك لمفتاح الحل في العراق.

مقدم البرنامج: ما هو مفتاح الحل؟الرئيس طالباني: مفتاح الحل هو قيادة جماعية للدولة العراقية أولاً..

مقدم البرنامج: سنة، شيعة، أكراد.الرئيس طالباني: قيادة جماعية للدولة العراقية تتألف من ممثلين عرب سنة، عرب شيعة، الكرد، و الآن تمثيلها الدستوري يكون هيئة الرئاسة زائد رئيس الوزراء وفق الدستور يشكلون السلطة التنفيذية فهذا المكتب الرباعي يستطيع أن يكون هو القيادة الجماعية للدولة العراقية هذا الشرط الأول، الشرط الثاني هو تشكيل جبهة المعتدلين السياسية الوطنية للارتفاع من مستوى التقوقع الطائفي و القومي إلى المستوى القومي العراقي، الشرط الثالث هو تحمل الجميع أقصد جميع الأطراف مسؤولياتهم في التصدي للإرهاب و للمشاكل بصورة مشتركة لإنقاذ العراق من هذه المشاكل، بحيث لا يكون لطرف فقط حق المطالبة بالحقوق دون أداء الواجبات، أنا أعتقد هذا هو الحل وهذا ممكن و نحن بصدد تنفيذه الآن و تجري محاولات جادّة لهذا، حينئذ لا يبقى العتاب من جانب الإخوة العرب السنة بأنهم مهمشون و أنهم غير مساهمين في إدارة الدولة، أنا أعتقد و أؤمن و أعمل من أجل ضرورة إشراك الممثلين الحقيقيين للعرب السنة في إدارة الدولة و في اتخاذ القرارات الرئيسية باعتباره مكوناً أساسية من مكونات المجتمع العراقي و جعلهم يشعرون بأنهم فعلاً يمارسون الحكم يمارسون اتخاذ القرارات، و يمارسون العمل على رسم السياسيات الوطنية و ليس فقط يتقلدون المناصب الحكومة لأنهم من حيث المناصب الحكومية نستطيع أن نقول أن ما عندهم يكفي، و لكن من حيث الممارسة الحقيقية للسلطة يجب أن يكونوا موجودين و فعالين و هذا شرط أساسي من شروط تقدم العراق و نجاح حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها الأخ نوري المالكي.

مقدم البرنامج: طيب فخامة الرئيس هناك أيضاً جدل كبير حول قانون النفط اليوم، أولاً لماذا هذا الإصرار الأميركي على تمرير هذا القانون؟ يعني هناك إصرار يعتبره البعض إصراراً مشبوهاً لتمرير هذا القانون و هل سيمر برأيك هذا القانون؟الرئيس طالباني: هذا القانون أولاً لمعلوماتك جرى نقاش شديد حوله في مجلس الوزراء و تم الاتفاق عليه في مجلس الوزراء بالإجماع، يعني حتى الإخوة الذين الآن يبدون تحفظهم وافقوا على هذا القانون، الكرد كانوا في البداية متحفظين على بعض النقاط ثم الكرد سحبوا تحفظاتهم و صار إجماع على هذا القانون، و القانون جيد فيه مسائل أساسية، أولاً استثمار مركزي و حتى الإقليم عندما يتعاقد، القرار النهائي يكون بيد الحكومة المركزية، ثانيا- هناك توزيع للثروات بحيث..

مقدم البرنامج: توزيع الثروة إلى كل الشعب العراقي.الرئيس طالباني: الثروات توزع على جميع مناطق العراق على جميع المحافظات وفقاً لنسبة السكان و احتياجات المناطق، ثالثا- إعطاء أهمية لشركة النفط الوطنية العراقية و للحكومة العراقية، إذاً ليس هنالك ما يبرر معارضة هذا القانون، هذا القانون بنظري ضروري لما يلي: أولاً لتشجيع الشركات الأجنبية على القدوم إلى العراق و الاشتراك في الاستثمار، نحن نحتاج إلى تجديد مؤسساتنا النفطية، ثم إلى لدينا أربعين حقل أو أكثر غير مستثمر، فبإمكاننا أن نستفيد من هذه الحقول لزيادة الإنتاج و لزيادة الثروة الوطنية في العراق و نحن بأمس الحاجة إلى الأموال لإعادة تعمير و بناء البنية التحتية في المجتمع العراقي، لذلك لا مبرر لمعارضة هذا و الأميركان يريدون الإسراع في هذا الشيء من أجل أن يشجعوا الشركات للقدوم إلى العراق..

مقدم البرنامج: و هل سيمر برأيك خلال الأسبوع المقبل؟الرئيس طالباني: نعم سيمر، لأن القوى الأساسية موافقة عليه.

مقدم البرنامج: أسئلة سريعة في ختام هذا اللقاء فخامة الرئيس، هذه الخطة الأمنية هل تعتقد يعني أولاً في لقائي مع الجنرال باتريوس وعد أنه سيحقق أو أنه سيحاول أن يحقق بعض النجاحات التقرير النهائي سيكون في أيلول، هل تعتقد أن هناك نجاحات تحققت على صعيد الخطة الأمنية؟الرئيس طالباني: نعم حققت نجاحات كبيرة.

مقدم البرنامج: كيف و نحن نسمع بمئة قتيل؟الرئيس طالباني: أولاً لاحظ في بغداد، قسم كبير منها أصبح آمن، و كثير من المناطق التي كانت موبوءة بالإرهاب أصبحت الآن آمنة، و عدد السيارات المفخخة كان 12-14 في اليوم، صار 1-2 في بغداد في اليوم، ثم عدد وجود الإرهابيين في المناطق تقلص بشكل كبير و الآن إذا كانوا موجودين فبصورة سرية، و ليس بصورة علنية، بعد ذلك تحققت نجاحات في الأنبار و الآن يتحقق النجاح في منطقة ديالى، و تحقق نجاح في كركوك في تطهير المدينة من عديد من العصابات الإرهابية، و طبعاً المرحلة الثانية بدأت و المرحلة الثالثة ستأتي، أنا أعتقد بالنهاية يتم تحقيق نجاح رغم وجود نواقص، أنا أعتقد أن هنالك نواقص في الخطة و نحن في مجلس الرئاسة أبدينا ملاحظات حول هذه النواقص في الخطة و ضرورة تضمينها من أجل إنجاح تطبيقها، و لكن الخطة تستحق التأييد و المباركة و إن شاء الله ستنجح، و القوات العراقية بدأت تستعد أكثر، أنا أعطيك مثل، استعدادات قوات الشرطة العراقية تحتاج إلى أسلحة خفيفة كالكلاشنكوف والبي كي سي، روسيا رفضت إعطاءنا، الصين وافقت، في زيارتي الأخيرة عقدنا اتفاقا مع الصين على تزويد قوات الأمن العراقية بالأسلحة الخفيفة، و ستتزود هذه القوات خلال شهرين بهذه الأسلحة و تكون قادرة على مواجهة الإرهابيين في جميع المناطق، لدينا ألفي شرطي في بعض المناطق، مئة منهم عنده سلاح، و بعدما يصبح هؤلاء الألفي شرطي مسلحين، يكون الوضع قد تبدل.

مقدم البرنامج: أنا أشكرك فخامة الرئيس..الرئيس طالباني: أنا أشكرك جداً على المجيء و أتمنى أن تزورنا كل شهر مرة، زورونا بالشهر مرة، تحياتي لعبد الرحمن الراشد و أتمنى لكم كل النجاح و التوفيق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك