أكد ائتلافا الأحرار والمواطن، اليوم الأحد، أنهما سيعملان على معالجة التردي الذي تعاني منه البلاد على الأصعدة كافة، إذا ما توليا الحكومة الجديدة، وفي حين طالبا بضرورة إعادة اللحمة بين الأطراف السياسية لمعالجة أجواء عدم الثقة السائدة بينها منذ سنة 2010، وحل الخلافات بين بغداد مع كل من أربيل والمحافظات الغربية، بما في ذلك المعالجة السياسية لأزمة الأنبار، والابتعاد عن التشنج والتصعيد مع دول الجوار وترطيب الأجواء معها على أساس الاحترام وعدم التدخل بالشؤون الداخلية.
وقال القيادي بالتيار الصدري، والمرشح عنه في بغداد، أمير الكناني، في حديث إلى صحيفة (المدى)، إن هنالك "تفاهمات مع عدد من شركاء العملية السياسية في التحالف الوطني وخارجه، بشأن تشكيل الحكومة المقبلة"، متوقعاً أن "يواجه رئيس الحكومة المقبلة ملفات ثقيلة يتوجب عليه الإسراع بحسمها".
ورأى الكناني، المرشح عن تيار النخب التابع للتيار الصدري، أن على "رئيس الحكومة المقبل أن يوقف التدهور الحاصل في العلاقة بين المركز وكلاً من إقليم كردستان والمحافظات الغربية، وأن يحاصر تداعيات العنف الطائفي، ويجد الحلول اللازمة لوضع كركوك، فضلاً عن الملف النفطي"، عاداً أن "الأهم قبل الشروع بعملية تصحيح الوضع السياسي والأمني في العراق، أن يعاد زرع الثقة بين شركاء العملية السياسية".
وأضاف القيادي بالتيار الصدري، أن "اتفاقية أربيل التي تم على أساسها تشكيل حكومة 2010، فسدت منذ اليوم الأول بسبب فقدان الثقة بين الأطراف التي أبرمتها"، معتبراً أن "قضية الأنبار، والجيش الذي يقاتل فصائل مسلحة هناك منذ بداية السنة 2014 الحالية، من دون حسم واضح للمعركة، تحتاج إلى إشراك العشائر والأطراف السياسية بنحو مباشر وحقيقي في العملية السياسية، وأن يكونوا شركاء في صنع القرارات الكبيرة".
وحذر الكناني، من مغبة "استمرار تجاهل الأنبار ومعاملة مواطنيها على أنهم من الدرجة الثانية، لآن ذلك سيجعلها حاضنة كبيرة للإرهاب"، محذراً في الوقت نفسه، من "تمدد المليشيات الشيعية والسنية، التي يتوجب على الحكومة المقبلة عدم السماح بوجود السلاح خارج سلطتها".
وأكد القيادي الصدري، على ضرورة "احترام الحكومة المقبلة للقوانين النافذة والدستور، وعدم السماح لجهات بالسيطرة على المؤسسات الحكومية والمستقلة"، داعياً إلى "إنهاء ظاهرة إدارة المؤسسات والوزرات بالوكالة، التي تدل على عدم الاتفاق بين الشركاء السياسيين".
وبشان ملف العلاقات الخارجية، لاسيما مع تركيا والسعودية، أكد الكناني، أن "المبادئ الأساس التي تحكم العلاقات الخارجية بين الدول تتمثل بعدم التدخل في شؤون الآخر، والابتعاد عن المواقف والتصريحات المتشنجة".
وأوضح القيادي الصدري، أن على "الحكومة المقبلة أن تحافظ على علاقات متوازنة مع كل من تركيا وإيران والسعودية، وألا تنفتح على دول وتنغلق على أخرى"، معتبراً أن "مصلحة العراق هي النقطة الأهم في العلاقات مع الدول الأخرى".
وذكر الكناني، أن "الدول العربية، لاسيما الخليجية، لا تمانع وجود رئيساً شيعياً للحكومة العراقية، لكنها ضد سياسية الهجوم التي تتبناها الحكومة الحالية".
يذكر أن العلاقة بين بغداد وكلاً من أنقرة والرياض، تشهد توتراً مزمناً على خلفية عدة ملفات عالقة، بينها النفط والحدود والمياه فضلاً عن "الإرهاب".
إلى ذلك قال القيادي في كتلة المواطن، علي شبر، في حديث إلى صحيفة (المدى)، إن "الائتلاف وضع برنامجاً متكاملاً لحل المشاكل الاقتصادية والصحية والخدمية والأمنية"، مبيناً أن "الائتلاف سيطرح عدة مبادرات سريعة لحل معظم مشاكل البلاد إذا ما سمح له بتولي الحكومة".
وأوضح القيادي في الاتلاف التابع للمجلس الأعلى الإسلامي، بزعامة السيد عمار الحكيم، أن "الائتلاف يمتلك رؤيا بشأن الوضع الصحي والخدمي، وسبل الارتقاء بالمستوى المعاشي، والاهتمام بشريحة الفقراء الذين فاق عددهم التسعة ملايين شخص، وتشغيل اليد العاملة وإعادة إحياء المصانع".
وبشأن أزمة الأنبار، ذكر شبر، أنها "أخذت مديات واسعة، وانهكت الجيش بسبب سوء الإدارة من دون الوصول إلى حسم واضح للحرب الدائرة منذ شهور في المحافظة"، عاداً أن على "الحكومة المقبلة احتواء الأزمة سياسيا، ومحاصرة أسباب الفتنة، والابتعاد عن التصعيد، ومحاورة الأطراف المعنية كافة، مع ضرورة ضرب الجماعات المسلحة، وتحييد الأهالي في الحرب".
أكد القيادي في ائتلاف المواطن، أن "الائتلاف سيطبع العلاقات مع الدول كلها إذا ما تولى مسؤولية الحكومة المقبلة، ويلجأ إلى خطاب هادئ بعيد عن التشنج وتعكير أجواء حسن الجوار".
وكان رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، السيد عمار الحكيم، قال أمس السبت، (الثالث من أيار 2014 الحالي)، إن ائتلاف المواطن يمد يده للجميع من أجل تشكيل حكومة وطنية حقيقية مبنية على مشروع واضح وخطة عمل متفق عليها. فيما قال بعيد انتهاء عملية التصويت، الاربعاء الماضي، بانه يسعى مع الشركاء لجعل "التحالف الوطني" مؤسسة سياسية، لتشكيل الحكومة المقبلة.
https://telegram.me/buratha