شدد رئيس مجلس النواب زعيم ائتلاف متحدون اسامة النجيفي على ضرورة النهوض ببناء العراق في المرحلة المقبلة من خلال "شراكة الأقوياء" .
وقال النجيفي في كلمته بالاحتفال المركزي الذي اقيم بمكتب رئيس المجلس الاعلى الاسلامي السيد عمار الحكيم ببغداد بمناسبة يوم [الشهيد العراقي] في ذكرى أستشهاد اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم ان "شعبنا الذي خرج بالأمس عن بكرة أبيه متحدياً صنوفا عدة من التحديات الامنية والتهديدات الارهابية والعوارض المصنوعة كإغراق بعض المدن والنواحي والقصبات وترويع غيرها ومحاولات ثنيه عن فرض ارادته يضعنا جميعا ونحن قاب قوسين او ادنى من التغيير المنشود وامام مسؤولة وطنية وشريعية وتاريخية واخلاقية تتمثل في تثمين الملحمة النفسجية وانزال اناسها رجالا ونساء شيبا وشبابا المنزلة الكريمة الرغيدة التي يستحقون".
وأضاف ان "هذا لن يتحقق الا من خلال شراكة الاقوياء الذين لاتغرهم قوتهم ولا تشتط بهم الى مهاوي الزلل والخطر، وشراكة الحكماء العقلاء الذين لا تتمكن العصبية والطائفية والعرقية والجهوية الحزبية والفئوية منهم فيصيرون لها اداة عرجاء ينال من سوء أدائها شعبنا أربع سنوات اخرى من الضيم والقهر والاستبداد والطغيان، وشراكة الامناء على ثروات البلاد والعباد فلا يسخرونها الا لبناء الوطن والانسان فبناء أي حجر لا يقترن الا ببناء البشر، وشراكة الاتقياء الذين لا يتصرفون ببيت مال الشعب الا من اجل شعب ارغد واسعد لا وجود فيه لعاطل او فقير او عائل او شخاذ ولا يكونوا الا اداة من ادوات بناء الشعب".
وقال النجيفي ان "من العار علينا جميعا ان يبقى شعبنا بعد اكثر من عشر سنوات ومئات المليارات من الدولارات شعبا مستهلكا مستوردا حتى خضار مائدته من الخارج، ومن المؤكد ان الشعب المطمئن ليومه وغده هو شعب آمن منيع يصعب اختراقه من قبل اي كان وان الامن المجتمعي والوطني ليس ببناء الاجهزة الخاصة وعسكرة المجتمع، بل ببناء المجتمع المستقر نفسيا واقتصاديا واجتماعيا ففي ذلك وحده لن تجد القوات المسلحة واجبا طارئا لها غير حماية الحدود والأجواء والمياه الوطنية".
وبين "اننا اذ نقول هذا فانما نقوله بعد ان وصل الالم الى عمق لا عمق بعده فلنتقي الله جميعا بشعبنا ولنبدأ مشواراً جديداً نجعل فيه الاعوام الاربع المقبلة اعوام تآلف وتكاتف وتآزر وشد الزند للزند والقلب للقلب والارادة للارادة من اجل انهاء ازماتنا الامنية الاقتصادية والسياسية، ومن اجل اعادة الدور الريادي للعراق العظيم بشعبه وتاريخه، ومن اجل سياسة لا أهواء فيها وميول واقتصاد ينمو ويتطور لا ان يكبل ويتخلف، ومن اجل انهاء الارهاب والميليشيات وكل خفافيش الموت والظلام".
وقدم النجيفي تعازيه بذكرى استشهاد اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم قائلا "مرة اخرى نجتمع لنؤبن رجلا من رجالات العراق، اجتمعت فيه خلصتان طيبتان، الايمان العميق بالله جل وتبارك في علاه ورسالته الاسلامية السمحاء والايمان بالعراق وطنا واحدا لكل ابناءه على اختلاف مشاربهم ومللهم ونحلهم، والعراق شعبا فذا قادرا على قهر الجبروت مهما تجبر والطغيان مهما طغ ، ولا شك ان هاتين الخصلتين كانتا الدافع وراء جريمة اغتياله النكراء، ذلك هو الشهيد السعيد المجاهد السيد محمد باقر الحكيم رحمة الله على روحه الفادية الابية ".
وأضاف "أننا اذ نستذكر رحيل فقيدنا العزيز فانما نستذكر كافة الشهداء الكبار الذين عطروا بدمائهم الزكية ارضنا الطهور كي يتمكن شعبنا من تحقيق سلطته الكاملة على وطنه وخياراته الوطنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وان لا يكون العراق جرما صغير ا يدور في فلك غيره من افلاك الهيمنة الدولية".
وأكد "اننا وبكل يقين اقول ان ملحمة الامس البنفسجية ما كان لها ان تحصل في العراق لولا تضحيات الشهداء جميعا فرضوان الله تعالى عليهم وسلام ورحمة ، ولقد ابى الا ان ينتصر لنفسه وتاريخة فهو شعب رائد في تأسيس الحرية ومضمار وخلاق لصناعة الحياة ومبدع لقوانينها ومبتكر فذ لحقوق الانسان، وابى شعبنا الصابر الا ان يدفع عنه بالامس غاشية محاولة رميه في بحر لجوج لا تدرك اوائله ولا تعرف اواخره".
وختم النجيفي كلمته بالقول ان "تلك هي غاشية الانفراد بالقرار ومصادرة القرار الوطني الذي وضع الشراكة الوطنية ناصيته بيد جميع الكتل التي آمنت بالشعار هدفا ووسيلة ورمت بكل اثقالها وجهودها المخلصة لانجاحه كيما يكون سبيلا من سبل انقاذ العراق من ازماته، لكن وللاسف الشديد نقول ان البعض اختار ان يحيد عن طريق الشراكة الوطنية وان ينتبذ له عرشا قصيا عن شركائه لولا حسن صنيعهم لما تمكن من نيل عرشه واختار له مكانا نائيا عن القاعدة الديمقراطية الرصينة السليمة الصحيحة التي تؤسس لمجتمع صحيح سليم".
https://telegram.me/buratha