لاوجود لحرب اهلية وانما هناك عمليات إرهابية يقوم بها التكفيريون والصداميون والمتطرفون وتستهدف الشعب العراقي بكل مكوناته

سماحة السيد عمار الحكيم لقناة BBC الفضائية

اكد سماحة السيد عمار الحكيم على ان القرارات التي يتخذها المجلس الاعلى الاسلامي العراقي يتم اتخاذها بشكل جماعي وفقا لآليات محددة مشيرا الى الرجوع الى سماحة السيد عبد العزيز الحكيمخلال هذه الفترة واخذ التوجيهات من سماحته واطلاعه على قرارات المجلس باعتباره رئيسا للمجلس الاعلى ، كما اشار سماحته الى اعتماد المجلس على سياسة الانفتاح على المحيط الاقليمي و المجتمع الدولي انطلاقا من الشعور بضرورة تدعيم العلاقات مع دول العالم ، وحول الموقف من تسليح العشائر شدد سماحته على أن يكون التسليح عبر الحكومة العراقية وليس بشكل مباشر من القوات المتعددة الجنسيات وضمن سياقات المؤسسة الامنية في الحكومة العراقية ، وعن قانون النفط و الغاز المطروح على طاولة الحوار خلال هذه الفترة فقد اشار سماحته الى ضرورة الموازنة بين المصالح العامة للشعب العراقي وضمان الحصول على حقوقه في ثرواته ، وبين ضرورة الانفتاح في تطوير المنشئات الامنية واعطاء الفرصة للشركات في التنقيب والتطوير في هذا المجال المهم بما يسهم في الانتعاش الاقتصادي مؤكدا على ان اعتراضات بعض الاطراف تتعلق ببعض فقراته وليس على كل القانون ومن الممكن اجراء التعديلات عليه ، وحول الموقف من جدولة انسحاب القوات المتعددة الجنسيات اشار سماحته الى ضرورة وضع جداول زمنية لبناء القوات العراقية ، وعن الاعمال الارهابية واحتمال نشوب حرب اهلية في العراق اكد سماحة السيد عمار الحكيم على ان لاوجود لحرب اهلية وانما هناك عمليات ارهابية يقوم بها التكفيريون والصداميون والمتطرفون وتستهدف الشعب العراقي بكل مكوناته .جاء ذلك خلال اللقاء التلفزيوني الذي اجرته مع سماحته قناة BBC الفضائية صباح الخميس 12/7/2007 في المكتب الخاص لسماحة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراق وزعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد في بغداد ، كما سلط سماحته الضوء على مفاصل اخرى في العملية السياسية الجارية في العراق ، وفيما يلي نص اللقاء .

المراسل/ هل تستشيرون سماحة السيد الوالد بخصوص بعض القرارات والاجراءات ؟

سماحة السيد عمار الحكيم/ بالتأكيد ، حيث أن سماحة السيد عبدالعزيز الحكيم هو رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ، وكما هو معروف فأن المجلس مؤسسة سياسية تضم لجانا ، كما أن هناك أجتماعات وآليات محددة لاتخاذ القرار ، ويتم أتخاذ القرارات بشكل جماعي حتى بحضور سماحة السيد الحكيم ، أما في الوقت الحاضر ، أقوم بالتشاور مع سماحته واخذ رايه ووجهة نظره وأطرحها في اجتماعات المجلس ، وفي المقابل قد توجد هناك بعض التفاصيل الميدانية التي لاتحتاج الى المشورة ونقوم نحن بتمشيتها ، وعلى سبيل المثال نقوم بمتابعة ملف اللجان المختصة بتعزيز التحالفات والشؤون السياسية التفصيلية واللقاءات السياسية والجماهيرية والمشاورات وأدارة تشكيلات المجلس .

المراسل / من المعروف أن سماحة السيد الوالد كانت له علاقات طيبة مع الامريكان ، هل لديكم مثل هذه العلاقات ، أم هناك وجهة نظر أخرى ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / نحن نشعر بوجوب الانفتاح على المجتمع الدولي ، كما أنة هناك مصالح متبادلة بين العراق والعالم ، لذلك نحن توّاقون الى تعزيز هذه العلاقات انطلاقا من شعورنا بضرورة تدعيم المصالح المتبادلة بين العراق والدول الاخرى .

المراسل/ بالنسبة لمجلس أنقاذ الانبار ، كما هو معلوم فأن الامريكان يدعمون العشائر هناك ، كذلك فأن المجلس الاعلى يدعم هذه العشائر ولكنه أبدى مخاوفا من الدعم الامريكي لها ، ماهو السبب برأيكم ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / نحن نتحدث عن مبدأ عام ، و نعتقد أنه في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العراق ، من الضروري الاعتماد على العشائر والقوى الشعبية ولكن عبر بوابة الحكومة ومؤسساتها الرسمية ، حتى لانواجه ميليشيات جديدة تعقّد الوضع العراقي ، كذلك نتابع بقلق تصريحات الحكومة العراقية التي تقول أنها لاتمتلك معلومات كافية عن تسليح هذه العشائر من قبل الأمريكان ، وقد وضّحنا هذه الرؤية للامريكان أيضا ، وبالتالي يجب أن يكون التسليح عبر الحكومة العراقية وليس بشكل مباشر الى العشائر .

المراسل/ ماهي دواعي القلق برايكم ؟

سماحة السيد عمار الحكيم/ الاساس في الموضوع هو أن نضمن أن هذه القوى وهذا السلاح الذي يوظف حاليا ضد القاعدة ، أن لايوظّف ضد الحكومة والشعب العراقي لاحقاً .

المراسل / بخصوص قانون النفط ، كان هناك عمل دؤوب للمصادقة عليه وأقراره ، ألا أننا نرى وقوف الجميع بالضد من هذا القانون ( باستثناء المجلس الاعلى والاكراد) ، ما تفسيركم لذلك ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / في الحقيقة نحن ننظر الى هذا الموضوع من منظارين ، الاول هو الحفاظ على المصالح العامة للشعب العراقي وضمان الحصول على حقوقه في ثرواته ، ثانيا ضرورة الانفتاح في تطوير المنشئات النفطية واعطاء الفرصة للشركات في التنقيب والتطوير في هذا المجال المهم ، نتمنى أن يكون للقانون دور حيوي في أنعاش الاقتصاد في البلاد ، وأعتقد أننا لسنا لوحدنا في هذه الرؤية ، حيث أن الذين ينظرون الى القانون نظرة سلبية ، نحن نعتقد أن لهم ملاحظات على بعض المواد في القانون وليس كل القانون ، ومن الممكن أجراء ألتعديل والتطوير تحت قبة البرلمان ليكون مقبولا من الجميع .

المراسل/ السنتين الماضيتين شهدتا نوعا من الخلافات بين المجلس الاعلى وأحزاب وقوى أخرى في الجنوب ، ما هي طبيعة العلاقات بين المجلس وباقي القوى في الجنوب ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / من الخطأ أن نفسّرما يحصل من مشاكل واختلافات بهذه الطريقة ، حيث أن المجلس الاعلى يمتلك علاقات طيبة مع بقية الاحزاب هناك ، وأن ما يحصل هو خلاف بين الحكومات المحلية في تلك المحافظات والمجموعات التي تتمرّد على القانون وتخفي نفسها تحت هذه الجهة أو تلك ، فمثلا أذا كان المحافظ من المجلس الاعلى أو أي جهة أخرى ، فهذا ليس معناه أن يتحرك بعنوانه الحزبي ، وأنما بالعنوان الحكومي والوطني ويتحمل توفير الامن والاستقرار للمواطنين .

المراسل/ ما هي وجهة نظركم في موضوع أنسحاب القوات الامريكية والاجنبية من العراق ، وهل أن ذلك قد يؤدي الى نشوب حرب اهلية ، وهل ترى أن هناك حربا أهلية في العراق ؟

سماحة السيد عمار الحكيم/ لاأحد في العالم يشرّفه أن تتواجد قوات أجنبية على أرضه ، ونحن في العراق نهدف الى أستعادة سيادة بلادنا ، ولكن نرى أن هناك فراغا أمنيا ، وأن مؤسسات البلد لم تصل بعد الى النضج المطلوب ولاتستطيع ملء الفراغ بالكامل ، والعراق بحاجة لهذه القوات مع وجود جداول محددة لبناء القوات الامنية العراقية ، وكلما تكون هذه القوات جاهزة ، كان بأمكان القوات الاجنبية المغادرة وترك العراق والعودة الى اوطانها . ونحن نؤكد أنه لاتوجد حرب أهلية في العراق ، وأنما هناك حربا على الاهالي ، حيث يتعرض العراقيون جميعا بلا استثناء الى أرهاب ظالم ، فليس هناك شيعي يقتل سني ، كما أنه ليس هناك سني يقتل شيعي ، بل هناك أعداء للسنة والشيعة على السواء ، والدليل على ذلك انه لايوجد من مراجع الشيعة من يفتي أو يحرّض او يجّوز قتل السني ، والامام السيستاني يسمّي السنة أنفسنا ، وينطبق الامر كذلك على عقلاء ومعتدلي الاخوة السنة أيضا . نحن نؤكد أنه لاتوجد حرب أهلية ، بل هناك عدو مشترك يستهدف كل العراقيين ، ولابد من أن نتوحد للتصدي لهم والقضاء عليهم .

المراسل/هل ترون من المهم وضع جداول زمنية لانسحاب القوات الاجنبية ؟

سماحة السيد عمار الحكيم/ من المهم وضع جداول زمنية لبناء القوى الامنية العراقية ، وعندها يمكن الاستغناء عن القوات الاجنبية .

المراسل/ المجلس الاعلى وجهات اخرى متهمة بعمليات تهريب النفط في الجنوب ، ماهو رأي سماحتكم ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / نحن جادون في بناء دولة المؤسسات والقانون ، ولايمكن أن نرتضي لأنفسنا أو لغيرنا أن يعمل ضد القانون أو خلافه ، وأذا ثبت أن أي منتسب للمجلس الاعلى يقوم بذلك سنكون أول من يمسك به ويقدمه للعدالة ، ولكن نحن نعرف أن الكثير مما يقال يدخل في مجال الاشاعات المغرضة ليس ألا ، نحن لانسمح لأنفسنا ولا لأي جهة أخرى أن تسيء الى القانون وتتعرّض لثروات الشعب العراقي .

المراسل/ في العودة الى موضوع قانون النفط ، البعض يرى أن أعطاء عقود طويلة الامد للشركات الاجنبية ، قد يهدر حقوق أبناء العراق ويجعلها بيد هذه الشركات ، كيف ترون ذلك ؟

سماحة السيد عمار الحكيم / أنا لست خبيرا بشؤون النفط ، ولكن ما أعرفه أن العراق ليس الدولة الوحيدة التي تمتلك النفط ، فهناك العديد من الدول التي تعاقدت مع الشركات العالمية الامر الذي أدى الى انتعاشها أقتصاديا بشكل كبير ، لذا علينا أن نلحظ ذلك باهتمام ونرى كيف طوروا أقتصادهم بعد مشاركة هذه الشركات وكيفية أبرام العقود مع هذه الشركات ، نحن في العراق حريصون على أن نستحضر كل هذه التجارب لكي تتم صياغة قانون عراقي ويفتح المجال لكل الآفاق الدولية لعملية التطوير للمنشئات النفطية والإصلاح الاقتصادي .

المراسل/ اذا لم يكن العنف الحاصل في العراق طائفيا، فما هو اذن مصدر هذا العنف ؟

سماحة السيد عمار الحكيم/ نحن نؤمن أن العنف الطائفي معناه أن تتصدى طائفة لقتل ابناء الطائفة الأخرى ، ولكن لايوجد في العراق مثل هذا الامر ، أن المسؤول الاول عن هذا العنف هو تنظيم القاعدة أوالتكفيريين بالعنوان الاوسع ، وكذلك الصداميين ، وهو ما يؤدي الى ردود أفعال من بعض المتطرفين من هذه الجهة أو تلك ، وهؤلاء يتصدون للقيام بأعمال أجرامية وهي مرفوضة من قبل أبناء الطائفتين الكبيرتين ، و نحن نرى أن الاساس في هؤلاء هم أناس جاءوا من خارج العراق وجندوا آخرين من الداخل أضافة الى الصداميين ولانقول البعثيين لان الكثير من البعثيين لاينطبق عليهم هذا الوصف .

المراسل/ ماهي الدول التي تشارك في النشاط الارهابي في العراق؟

سماحة السيد عمار الحكيم/ نحن لانتهم دول محددة ، ولكن هناك أرهابيين يأتون من دول معينة ، ونسمع من المسؤولين في تلك الدول أنهم يستنكرون هذه الاعمال ، ألا أننا نحتمل أن يكون لهؤلاء دور في ذلك خصوصا وان عشرات الآلاف من هؤلاء الارهابيون يتدربون على اراضيهم ، فكيف لايعلمون ، ولكننا الآن لسنا في مجال توجيه الاتهامات لأي دولة .

المراسل/ هل هناك ما تودون الحديث عنه بشأن الوضع في العراق ؟

سماحة السيد عمار الحكيم/ نرى أن الاعلام العالمي يركز على السلبيات فقط ولايذكر الايجابيات ، هناك مظاهر جيدة للحياة في العراق لا يركز الإعلام عليها ، فهناك ثلاث محافظات في الشمال فيها النسبة العالية من الامن والاستقرار ، وكذلك هناك تسع محافظات في الوسط والجنوب فيها نسبة جيدة من الأمن ، وهذا يمثل ثلثي البلاد ، ولو زرت هذه المحافظات الاثني عشر ، فسوف ترى البناء والاعمار والتنمية وأقامة المشاريع المختلفة بمستويات مختلفة ، اذا زرت النجف الاشرف وبعض مدن الجنوب فأنك ستلاحظ الناس والعوائل وهم يسهرون الى أوقات متأخرة من الليل في مواقع سياسية وعلى ضفاف الانهار وهم يشعرون بالسعادة والراحة ، ويبقى الثلث الباقي من البلاد نسعى للتغلب على المشاكل والصعوبات الموجودة فيه ، كما أن الاقتصاد العراقي متين ويزداد قوة ورصانة والعملة العراقية تقوى في ظل هذه الظروف ، أضافة الى الحريات التي نالها المواطن العراقي رغم الحديث عن هجرة ما يقارب المليونين عراقي الى خارج الوطن ، وعلى الرغم من ان هجرة اخواننا بسبب الظروف المعروفة تثير اسفنا وانزعاجنا ، ألا أننا نرى ذلك بسبب حرية السفر الموجودة الآن ، ولو كان صدام يسمح بالسفر للعراقيين متى ما أرادوا ، لهاجر عشرون مليون عراقي ، ولكنه سجن العراقيين في سجن كبير . أذن للوصول الى حقيقة ما يجري في العراق بشكل كامل ، يجب أن نذكر الايجابيات الى جانب السلبيات .