قالت صحيفة امريكية ان "توتراً داخل حزب الدعوة الاسلامية بين القياديين فيه علي الأديب وزعيم الحزب رئيس الوزراء نوري المالكي بعد تقريب الأخير لاقاربه في ائتلاف دولة القانون".
وقالت صحيفة المونتور الامريكية أن "ثمّة قوى صغيرة حليفة دخلت معترك الانتخابات بقوائم منفصلة لغرض تقوية احتمال الحصول على أصوات يصعب الحصول عليها من داخل ائتلاف دولة القانون، ومن بين هذه القوى [ائتلاف الوفاء العراقي] الذي يقوده سامي العسكري أحد المقرّبين من المالكي وتيار الدولة العادلة الذي يضمّ مقرّبين من المالكي، وكلاهما يخوضان الانتخابات في بغداد والمدن ذات الغالبيّة الشيعيّة، بالإضافة إلى حركة شباب سيادة دولة القانون التي تخوض الانتخابات في بغداد".
وأضافت "انه وعلى الرغم من أن علي الأديب وهو أحد قياديّي حزب الدعوة وينظر إليه على أنه بديل محتمل للمالكي يخوض الانتخابات على رأس قائمة المالكي في كربلاء، إلا أنه أيضاً يقود تجمعاً منفصلاً يطلق عليه اسم تجّمع النهضة الشاملة الذي قدّم أيضاً مرشّحين في بغداد والمدن ذات الغالبيّة الشيعيّة ويمكن أن تفسّر هذه الخطوة على أنها جزء من تكتيتك انتخابي للاستحواذ على أي أصوات قد لا تذهب مباشرة إلى دولة القانون".
وأشارت الصحيفة الامريكية "لكن هذه الخطوة أيضاً تشير إلى توتّر داخلي نتيجة التنافس بين المالكي والأديب، وهو أحد الأسباب التي يبدو أنها دفعت المالكي إلى الاعتماد أكثر على أقاربه وزجّ زوجَي ابنتَيه في القائمة الانتخابيّة لدولة القانون في كربلاء، والتي يمثّل علي الأديب المرشّح الأول فيها" قد يكون ذلك مؤشراً مبكراً على وجود صراع بين التيار الحزبي المرتبط بحزب الدعوة وبين الجناح العائلي في مكتب رئيس الوزراء، والذي تنامى نفوذه في السنوات الأخيرة كما يقول خصوم رئيس الوزراء".
وتابعت الصحيفة "إلى جانب تحالفات المالكي تلك، يبدو أن مشروع حكومة الأغلبيّة الذي ينادي به المالكي سيرتكز على تحالف مع قوى سنيّة، أبرزها القائمة التي يتزعمها نائب رئيس الوزراء صالح المطلك وقوى جديدة مثل ائتلاف العراق الذي يقوده رجل الأعمال [فاضل الدباس] يعتقد أنه مقرّب من الحكومة".
وبينت المونتور أن "المالكي بحاجة إلى الفوز بعدد من المقاعد يتجاوز ما حصل عليه في الانتخابات السابقة [89 مقعداً]، من أجل أن تتمكّن مثل هذه التحالفات من تأمين 165 مقعداً، الضروريّة للحصول على الأغلبيّة، وقد عبّر المالكي في مقابلة صحفية، عن ثقته بأن ائتلافه سيكون أكبر الفائزين وبفارق كبير عن الكتلة التالية "إذا ما جرت الانتخابات بنزاهة"، بحسب قوله وعلى الأرجح، يسعى ائتلاف دولة القانون إلى تأمين ما يتجاوز المئة مقعد من أجل أن يمنع أي تحالف محتمل بين الزعيميين الشيعيَّين مقتدى الصدر وعمّار الحكيم من تكوين كتلة أكبر من كتلته، ومن أجل توظيف ذلك للتأكيد أنه يمثل الغالبيّة الساحقة من الشيعة".
وأستطردت الصحيفة الامريكية في مقالها ان " خطاب ائتلاف المالكي لجأ إلى محاولة إظهار القوى الشيعيّة المنافسة على أنها لم تتّخذ موقفاً حاسماً بما يكفي تجاه الإرهاب الذي يطال المدنيّين الشيعة، إلى حدّ أن مكتب رئيس الوزراء أصدر في الثامن من نيسان الحالي بياناً أدان فيه تصريحات للقيادي الصدري بهاء الأعرجي قال فيها إن أفراد الجيش العراقي بلا عقيدة، وهو ما اعتبره المالكي إهانة للقوات المسلحة التي تحارب الإرهاب كما أشار المالكي في خطاب ألقاه في بغداد لإطلاق الحملة الانتخابيّة لائتلافه، إلى خطورة الدور الذي يلعبه بعض السياسيّين الذين يوفّرون غطاءً للإرهاب بمواقفهم غير المساندة للجيش والحكومة، وبمحاولة إظهار منافسيه بمظهر المعرقل للحكومة وغير المبالي للإرهاب، يسعى المالكي إلى كسب أكبر دعم شيعي ليُمكّن ائتلافه من التحوّل إلى كتلة شيعيّة لا يستطيع الآخرون تجاوزها أو تهميشها أو المضي بدونها"
https://telegram.me/buratha