شهدت الحملات الدعائية الخاصة بانتخابات برلمان 2014، ظاهرة غير مسبوقة، تتمثل ببروز خمسة مرشحين من أقارب رئيس مجلس الوزراء، نوري المالكي، في محافظتي كربلاء وبابل، حيث اداروا حملة دعائية وصفت ب"السخية" وركزت على القرابة التي تجمعهم بزعيم ائتلاف دولة القانون، وأثارت انتقادات لما تضمنته من توزيع الاراضي ووعود بمنح الوظائف في الاجهزة الامنية والاستخبارية.
وكان رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي، قد أكد خلال اطلاق برنامجه الانتخابي في كربلاء، الخميس الماضي،(الـ17 من نيسان 2014 الحالي)، على أنه "لن يسمح لأحد بأن يكون بديلاً للدولة بعصابات وميليشيات"، مشدداً على "رفض حكم الطوائف والعوائل". لكن الوقائع التي تتعامل معها الاوساط السياسية بحذر، تشير الى طموح سياسي يتزايد داخل الحلقة الضيقة من عائلته، وكثيرين ممن لديهم به صلة قرابة.
ففي كربلاء، تحدث الأهالي عن سطوع نجم ياسر المالكي، فضلا عن حسين أحمد المالكي المكنى أبو رحاب، وهما صهرا رئيس مجلس الوزراء، كأبرز مرشحي ائتلاف دولة القانون .
ويعرف عن ياسر المالكي، أنه عمل مرافقاً شخصياً للمالكي، ويقول المقربون من ياسر أنه يحمل شهادة الاعدادية، وقد عُين عنصر أمن في حماية أنابيب النفط في كربلاء، عام 2007، وبعدها انتقل لحماية رئيس الحكومة، حيث اقترن بابنته الصغرى، ومنح رتبة ملازم أول، ليصبح بعدها مرافقاً شخصياً للمالكي.
وتزايد نفوذ ياسر الاجتماعي قبل نحو عام، حيث أسس أكثر من 16 مكتباً ومؤسسة في كربلاء، تحت مسميات خيرية وثقافية وإعلامية، منها منظمة هنا الشباب، وملتقى البشائر، وتيار شباب العراق، ومركز الشهيد محمد باقر الصدر الثقافي، واذاعة البشائر، وصحيفة كربلاء المستقبل، فضلا عن فتح عشرة مكاتب وزعت في مناطق متفرقة من المحافظة، حملت جميعها اسم (مكتب الأستاذ ياسر المالكي).
وقد استخدم ياسر، تلك الواجهات تمهيدا لترشحه من خلال استقطاب المئات من الشباب ورصد مبالغ لتوزيع المساعدات المالية والعينية على المواطنين، فضلاً عن تشكيله قوة صحوة عشائرية من نحو 3000 شخص من أبناء العشائر تمنح مزايا مالية ووظيفية، ما قيل انه تم من دون التنسيق مع مكتب المصالحة الوطنية أو حكومة كربلاء المحلية.
إما حسين أحمد المالكي، أبو رحاب، فهو زوج الابنة الكبرى للمالكي، وسكرتيره.
وشرع (أبو رحاب) منذ شهور، بفتح عدد من المؤسسات والمكاتب، منها اذاعة الرحاب، وثلاث صحف محلية حملت اسماء (عشائر ونواويس والموقف)، ومؤسسة الرحاب الخيرية الثقافية، التي انتشرت فروعها الثمانية في مناطق متفرقة من مركز كربلاء وقضائي الحسينية والهندية، وعملت بالنهج ذاته الذي اتبعه ياسر المالكي في مؤسساته.
وقد بدأ صهرا رئيس مجلس الوزراء، نوري المالكي، يتنافسان ببذل الأموال على تلك المؤسسات، حسب عضو بارز في مجلس محافظة كربلاء، طلب عدم ذكر اسمه، وقال انهما يستخدمان نفوذهما في تعيين المئات من الشباب الكربلائيين في أجهزة الجيش والشرطة والأمن والمخابرات والاستخبارات وحمايات المنطقة الخضراء.
وبرز كذلك اسم مظفر عبد الوهاب كامل المالكي، ابن شقيق رئيس الحكومة، الذي ترشح مع قائمة تيار الدولة العادلة المعروفة بولائها للمالكي، والذي له نفوذ قوي في مجلس محافظة كربلاء، ويعتبر من قيادات قائمة تيار الدولة العادلة.
وغير بعيد عن كربلاء، تشهد محافظة بابل، ظاهرة مماثلة تتمثل ببروز، علي صبيح المالكي، وهو ابن شقيق رئيس الحكومة، المرشح في بابل على قائمة تيار الدولة العادلة، الحليفة لدولة القانون، ومكتبه كما يقول الاهالي، يستقبل يومياً عشرات المواطنين الراغبين بالحصول على قطع الأراضي أو التعيينات.
وأشرف علي صبيح، شخصياً على توزيع قطع الأراضي على المواطنين، في منتجع بابل، قبل وصول رئيس مجلس الوزراء للمنتجع في زيارته الاخيرة للحلة، كما قام مكتبه بتهيئة قوائم باسم المشمولين بالتوزيع.
وهناك شخصية أخرى قريبة للمالكي ضمن مرشحي ائتلاف دولة القانون، هو ابن عم رئيس مجلس الوزراء، علي محمد شريف المالكي، الذي يتسلم هو الآخر، طلبات الحصول الأراضي والتعيينات، ولديه مكتب في شارع 60، وسط مدينة الحلة.
وفضلاً عن ذلك، فإن زوج ابنة المالكي، ياسر، افتتح مكتباً في بابل للترويج لائتلاف دولة القانون من خلال ملتقى البشائر، يقع في شارع 60 أيضاً. ومثله فعل أبو رحاب، عندما افتتح مكتباً في شارع 80، يتولى الدعاية لائتلاف دولة القانون.
https://telegram.me/buratha