كانت منطقة الاسكندرية التي تبعد عن بغداد خمسة واربعين كيلومترا تشهد باستمرار ازدياد وتيرة الاعمال الارهابية التي تقوم بها عناصر اجرامية من التكفيريين والبعثيين ، ومن بين من نفذ عمليات الاغتيال والخطف في هذه المنطقة كانت عناصر ،من عشيرة العبيد السنية في الاسكندرية ومناطقها المجاورة ، وبعد تنفيذ هذه العناصر لعدة عمليات اغتيال وتفجير وتخريب ضد المواطنين في المنطقة وخاصة ضد ابناء عشيرة الغرانة الشيعية في تلك المناطق ، استنجد وجهاء هذه العشيرة بالمسؤولين في مختلف الاجهزة منذ فترة طويلة لتوفير الحماية لهم ، ولكن دون جدوى ولم توفر لهم السلطات اية حماية ، وحتى القوات الاميركية لم تتحرك لحماية المناطق التي يسكنها الشيعة من ابناء هذه العشيرة والعشائر الاخرى . وكانت اخر جريمة ارتكبها الارهابيون من ابناء عشيرة العبيد من التكفيريين والبعثيين ، هو خطفهم لتسعة من اطفال اسر عشيرة الغرانة الشيعية ، فقاموا بذبحهم وتفخيخ جثثهم الطاهرة ، وامام هذه الجرائم والجرائم التي اعقبتها منها قطع اسلاك التيار الكهربائي التي تؤدي الى الغرانة ، وجد وجهاء هذه العشيرة ان مسؤولية التصدي لهذه الجرائم تقع على عاتق ابناء عشيرتهم بالدرجة الاولى ، لذا طلبت من عدد من شباب هذه العشيرة ورجالها ليتفرغوا لحماية ابنائهم وعوائلهم من جرائم هؤلاء الارهابيين ، وبالفعل فقد نجح هؤلاء الرجال وبامكانات بسيطة من ان يصدوا هجمات هذه المجموعات الارهابية ، وينفذوا القصاص باربعة من اشهر هؤلاء الارهابيين .
واما هذا التطور ، وجد عدد من المسؤولين في عشيرة العبيد ، ان الواجب يقضي بضرورة وضع حد لهذه المواجهة التي افتعلها الارهابيون البعثيون والتكفيريون من ابناء عشيرة العبيد وممن يؤون من هذه العناصر، والتي دفعت بعشيرة الغرانة الى الدفاع عن ابنائها والتصدي للارهابيين ، فطالبوا وجهاء عشيرة العبيد بمصالحة تنهي هذا التوتر في المنطقة ، وبالفعل فقد شهد مبنى شرطة بابل في مطلع هذا الاسبوع محاولة جدية للمصالحة بين عشيرة الغرانة وعشيرة العبيد ، بحضور قائد الشرطة اللواء قيس المعموري ، وقائد القوات الاميركية في محافظة بابل ، والمقدم الاميركي المسؤول عن امن منطقة الاسكندرية ، وحسب مصادر مطلعة تحدثت لمندوب " نهرين نت " في المحافظة ، فان خطوات جيدة تمت في هذا الشان بعدما عرض وجهاء من عشيرة الغرانة لائحة بالجرائم الارهابية التي ارتكبهاافراد من عشيرة العبيد ضد ابنائهم من خطف واغتيال وتهديد ، وتم الاتفاق على ان يعقد اجتماع اخر لاكمال هذه المصالحة وذلك في منطقة " المحاويل " بحضور وجهاء من عشيرة شمر وامير " زبيد " المحايدة وذلك لتوقيع وثيقة عدم اعتداء والزام عشيرة العبيد بالكشف عن الارهابيين وعدم ايواء اي عنصر منهم مستقبلا .
المصدر : نهرين نت