أكد رئيس إقليم كوردستان مسعود بارزاني في لقاء خاص على قناة (سكاي نيوز) ضمن حلقة من برنامج (بصراحة) أن حلم الكورد بالاستقلال والدولة الكوردية حق طبيعي، لكنه لن يتحقق بالعنف، بل بطريقة سلمية وديمقراطية، ويجب أن يعطى الوقت اللازم، ويجب أن نفكر في المراحل الأولى، أن يحقق الكورد بعض أهدافهم، وعلى حقوقهم في كل جزء، وفق خصوصيته بطريقة سلمية وديمقراطية.
أما استقلال الكورد فهذا حق طبيعي، ولكن متى يتحقق هذا لا أدري، مضيفاً بأن الظروف الحالية المستجدة تختلف كل الاختلاف عن الظروف السابقة، وهي فرصة كبيرة أمام الكورد لتحقيق الكثير من أهدافهم، سابقاً كان هنالك انكار للوجود الكوردي، الآن يجري الحديث عن حل القضية الكوردية سلمياً، وهو بحد ذاته تطور كبير.
وأشار بارزاني أن الكورد عرفوا كيف يتصرفوا، كيف يثبتوا للآخرين بأنهم عامل استقرار وليس عامل تهديد لأحد، وأن الكورد في العراق قدموا تضحيات كبيرة (القتل الجماعي، استخدام السلاح الكيماوي، عمليات الأنفال السيئة الصيت، القتل الجماعي للبارزانيين وللفيليين...)، هذه التضحيات التي قدمها الشعب الكوردي في العراق هي أكبر بكثير مما تحقق لهم.
ونوه بارزاني بأن هناك تطوراً تجاه الوضع الكوردي في الأجزاء الأخرى، وأن وضع الكورد في سوريا، شأنه شأن باقي الشعب السوري، يعانون أكثر من أي جزء آخر، مؤكداً بأنه لا في إيران ولا في سوريا ولا في تركيا، لا يوجد اعتراف حقيقي بوجود الشعب الكوردي، ولا بحقوق الشعب الكوردي.
وفي سؤال إزاء أن المنطقة على أعتاب (سايكس بيكو) جديد، قال بارزاني بأنه آن الأوان لتصحيح أخطاء (سايكس بيكو)، وإعادة الأمور إلى طبيعتها، لأن سايكس بيكو قسمت المنطقة بالضد من إرادة أبناء المنطقة، وبطريقة غير طبيعية وغير قانونية، الآن الفرصة مناسبة لتنظيم المنطقة.
ورأى بارزاني بأن المستقبل للاتحادات الاختيارية كـ (الاتحاد الأوروبي)، وليس بفرض صيغة معينة على أحد، أما عندنا في المنطقة، فكان هناك صنع كيانات بالقوة، وأن تفرض فئة معينة نفسها، وتستحوذ على كل مقدرات الدولة، وتخضع الآخرين بالقوة لإرادتها ومشيئتها، والتجربة أثبتت أنها فشلت ولن تنجح.
وفي سؤال آخر في ما لو خير ا بارزاني بالبقاء في الاتحاد الفيدرالي بالعراق، قال الرئيس بارزاني " لو التزم بالدستور وفق الصيغة المتفقة عليها لا مانع في البقاء، وعكس ذلك مرفوض، وأن في العراق حان الوقت أن نتجه نحو صيغة "الكونفدرالية" وبعد كل هذه التضحيات المقدمة، لا يمكن أن يقبل الشعب الكوردي أن يسلم إرادته إلى أي عاصمة أخرى، يجب أن نكون شركاء في صيغة "كونفدرالية، أو "فيدرالية متطورة"، ويكون القرار بيد الكورد وليس من بغداد.
وقال بارزاني أن الصيغة القديمة للفيدرالية لم تعد صيغة ناجحة، والصيغة الحالية لم تنجح، ولا يمكن الاستمرار، وأفضل حل هو اللجوء إلى "الكونفدرالية"، وسوف يعرض هذا الأمر على البرلمان، وعلى الاستفتاء عليه من قبل الشعب.
وأكد بارزاني أن وضع العراق الحالي، مقسم، والسلطة في بغداد ليس لها سيطرة على غربي العراق، وإقليم كوردستان له وضعه الخاص، وفي كثير من المحافظات الأخرى، المركز ليس له أي سلطة عليها، أي لا توجد حكومة مسيطرة على الوضع في العراق، وهي حكومة توافقية، لكنها لم تعد حكومة توافقية، وأن الدولة الكوردية المستقلة قادمة!!.
وأعلن بارزاني بأنه لا أحد يستطيع أن يمنعنا من إعلان الاستقلال، وهذا حق طبيعي، لكننا نريد أن يتم كل شيء بالحوار، ولا نريد أن ندخل في صراع دموي مع أحد، لا نريد أن يحصل ما حصل في السابق. متسائلاً الرئيس بارزاني وكأن مسألة الاستقلال هي "تهمة" وليس من حق الكورد، وهذا حق طبيعي، ولا يجوز لأحد أن ينكر علينا هذا الحق.
وقال بارزاني "نحن لسنا حكام الجبل، نحن أبناء الجبل، ونعتز بهذه الجبال التي حمتنا، وحمت من يستهزؤون بهذه الجبال"، ونقول "نحن ننظر من أعالي هذه الجبال ونشاهد المنجزات الكبيرة والكثيرة التي تحققت في كوردستان، والذين يستهزؤون بهذه الجبال قابعون في الحفر لا يرون أي شيء، أين انجازاتهم؟ أمن، خدمات، صحة، طرق، ماذا قدموا لأبناء الشعب العراقي؟" مضيفاً بأن "المجموعة التي تحكم العراق لا تمثل الشيعة، وهناك قوى أساسية من الشيعة غير راضية عن أداء وسلوك المجموعة الحاكمة في العراق، ولا أحمل المالكي بشخصه، بل كونه رئيساً للحكومة، وهو الذي يتحمل المسؤولية الكبيرة، وطريقة تعامله مع القضية الكوردية لم تكن موفقة، وأساءت كثيراً إلى هذه العلاقة، والخلاف الأساسي على طريقة الحكم، هم يريدون إخضاع الكورد لمشيئتهم، ولا يؤمنون بالشراكة، وهو الذي ثبت خلال الممارسات السابقة، لذلك نحن أيضاً نرفض أن نكون تابعين لهم، وهذا هو أساس الخلاف.
وأضاف: كنت أتوقع من السيد المالكي أن يدافع هو عن القضية الكوردية في غيابنا، لا أن يتصرف بهذه الطريقة الغريبة مع الكورد، ومع الإقليم، وأن يرد للكورد الجميل، لكن للأسف حصل العكس، ولا شك أن هناك دعم إيراني أمريكي للمالكي، وهذا سر غريب وعجيب لم نكتشفه إلى الآن.
وعن رد فعل المكون السني بخصوص "الكونفدرالية" قال ا بارزاني "على الأخوة السنة أن يتعظوا من الفترة السابقة، بمعنى أنهم رفضوا "الفيدرالية" في البداية، والآن هم نادمون، كما أن عليهم أن يتعاملوا مع القضية الكوردية على أساس أنها قضية شعب، ويجب أن يتفهموا الخصوصية الكوردية، ويجب أن ندخل في حوار مع الجميع، ونتوصل إلى حلول.
وقال بارزاني: إذا شاءوا أن نبقى معاً يجب الالتزام الحرفي بالدستور، ويجب أن يبتعد أي حاكم، سواءً كان المالكي، أو من يأتي بعده، عن حكم العراق بمزاجه الخاص، أو بنصائح مجموعة من المستشارين الذين لا يعرفون شيء من الوضع، يجب أن يكون الدستور هو الحكم.
وأضاف: المسألة هي صراع إرادة، والذي يزعجني ويقلقني، ويجعلني أن أكون حازماً، هو أنني أشعر بأن هناك رغبة، ومحاولة لكسر هيبة الإقليم، وكسر إرادة الكورد، وهذا من المستحيل أن نقبل به. مشاكل كثيرة أهمها، فرض هيبة الحكومة المركزية على الإقليم، وتفريغ الفيدرالية من محتواها، وإعادة الإقليم إلى محافظات من المحافظات التابعة لسلطة بغداد، بدون أن يكون للإقليم أي إرادة، يعني هي محاول لإزالة كل ما تحقق في كوردستان، وإعادة الأمور إلى سابق عهدها، أي تبعية الإقليم إلى الحكومة المركزية في بغداد، وتحكم حسب مزاجها، وعدم الالتزام بالدستور.
ومشكلة النفط بدأت منذ عام 2008 إلى الآن، وكان صبرنا طويل وتحملنا إلى اليوم، شكلنا لجان ووقعنا معاهدات واتفاقات، كلها ذهبت أدراج الرياح.
وأكد بارزاني بأنه "يحق لنا تصدير النفط، خاصة في ما يتعلق بالمادة التي تقول بأن النفط والغاز هما ملك لكل الشعب العراقي، والواردات لكل الشعب العراقي، وليس لدينا أي مانع أن تكون حصة الإقليم كما اتفقنا عليه (17%)، والبقية تذهب إلى محافظات العراق الأخرى.
كذلك، الجيش مثل النفط، هو ملك الشعب العراقي، وهو جيش كل العراق، ويجب أن يكون فيه توازن بين مكونات الشعب العراقي، وحسب الدستور، قائد فرقة في الجيش يجب أن يعين بترشيح من مجلس الوزراء، وبموافقة البرلمان، واسألوا أي مسؤول عراقي إذا كان هنالك قائد فرقة واحد تعين بموافقة من البرلمان، أو بعلم البرلمان، أو بعلم مجلس الوزراء، ليس هناك في الدستور أي مؤسسة باسم "مكتب القائد العام" لا وزير الدفاع عنه صلاحيات، ولا رئيس الأركان لديه صلاحية، لا المؤسسة العسكرية عنها صلاحية، كل الصلاحيات لمكتب القائد العام، وهذا خرق للدستور، وفي الدستور، قوات عرس الإقليم، هو جزء من المنظومة الدفاعية للعراق، بمعنى أن لها حصة في التسليح، ولها حصة في الميزانية، أيضا هناك تجاوز على هذه المادة.
يجب أن يكون هناك قانون بخصوص النفط والغاز، وإن لم نلتزم به، عنها لهم الحق أن يعاتبونا، لكن لسنا مستعدون أن ننفذ تعليمات وتوجيهات شخص "فشل" في بقية مناطق العراق، ويريد أن يسحب هذا الفشل على إقليم كوردستان العراق أيضا.
وبما يخص توقعات ورؤية الرئيس بارزاني للوضع الإقليمي والمنطقة، قال الرئيس بارزاني في ما يخص خيارات الشعب السوري "نحن مع الشعب السوري، ونأسف جداً لما نشهده اليوم، وما يحصل في سورية من نزيف الدم، وأن يتوقف هذا النزيف للدم، وأن تتوفر الفرصة أمام الشعب السوري لكي يقرر مصيره، ويتخذ قراره بعيداً عن التدخلات الخارجية، وهذا هو موقفنا دائماً.
وعن ما إذا كان الأكراد في سوريا أقرب إلى النظام منه إلى المعارضة، قال بارزاني بأن "ليس كل الأكراد، بل تنظيماً معيناً فقط أصبح حليفاً للنظام، وبدعم النظام سيطروا مؤقتاً على هذه المناطق بقوة السلاح، أما البقية فلهم موقف مختلف، مؤكداً في الوقت نفسه بأنه في حال كان هناك اتفاق بين هذه القوى من جهة، وبين النظام، وتكون في النتيجة حكم ذاتي للكورد في سوريا، فهي خطوة جيدة، لكن باعتقادي أنه لا وجود لأي اتفاق سياسي، وهو مجرد مكسب وقتي، وهو زائل بمجرد زوال الأسباب.
وأضاف: كان من الخطأ أن الكورد في سوريا "تقسموا"، وكان عليهم أن يبقوا موحدين، ويتصرفوا كقوة واحد، ومن الخطأ أيضاً أنهم دخلوا في القتال مع أي جهة كانت، لأنهم في هذه الحرب، هم الحلقة الضعيفة في سوريا، وكان عليهم أن ينئوا بنفسهم من القتال مع أي طرف، وينتظروا التطورات.
وفي سؤال عن ما إذا كان الكورد في سورية أن لديهم "الانفصام الوطني"، أي بين الهوية السورية والهوية الكوردية، قال البارزاني " المشكلة الأساسية أنهم حرموا من الهوية السورية، حرموا من الجنسية السورية، فكيف لمن حرم من الجنسية يكون لديه ولاء، ويشعر أنه مواطن في هذا الوطن.
وبالنسبة لنا في البداية، حاولنا مع الكورد في سورية، وأن يتوحدوا، يجب أن تكون هناك هيئة تمثلكم، مع النظام (مع المعارضة، مع المجتمع الدولي)، وأي قرار تتخذوه سواءً كنتم مع النظام، أو تحاربونه، تكونون مع المعارضة، أي قرار تتخذونه، نحن نؤيدكم، لكن كونوا موحدين، ولم يستمر ذلك لفترة طويلة، ثم حدث هذا التقسيم، قسم ذهب مع النظام، وقسم بقى مع المعارضة، مما سبب بشكل كبير على وضعهم، وأخشى أن يؤثر على مستقبلهم.
وفي سؤال في ما إذا كانت عدوى التسلط والتشبث بالسلطة ستنتقل إلى إقليم كوردستان، قال بارزاني " أنا مؤمن بشعبي ومؤمن بقضيتي، واعتبر نفسي جندي لهذا الشعب، لست متمسك بالكرسي مثل الآخرين، وأنا مؤمن بالديمقراطية، ولا يمكن أن نقبل بالمس بهذه الديمقراطية، ولن نسمح بانتقال عدوى السلطة من باقي المناطق إلى إقليم كوردستان.
لدينا نواقص، لأننا ناشئين على الديمقراطية، ناشين على إدارة البلد، لكن هناك إرادة حقيقية لكي يقرر الشعب مصيره، والكلمة الأخيرة للشعب.
وحتى التأخر الذي حصل لتشكيل الحكومة الجديدة (الكابينة الثامنة) لكي يكون هناك إجماع وطني، وتكون حكومة ذات قاعدة شعبية، ذات قاعدة وطنية واسعة، لكي نتعامل ونتكاتف ونتضامن جميعاً لمكافحة الفساد، ومن أجل ذلك نستنجد بخبراء دوليين لمكافحة الفساد، والآن هناك عمل وجهود حثيثة من قبل الحكومة، وداخلياً، نحاول أن نشرك كافة القوى والأحزاب لنتعاون سوية لمكافحة الفساد.
وعن اتهام المعارضة السياسية بارزاني بـ "احتكار" السلطة، قال "أنا جئت بانتخابات مباشرة من البرلمان، الدورة الأولى كان هناك إجماع أن يكون الانتخاب من البرلمان، وفي الدورة الثانية، رفضت أن تكون الانتخابات من البرلمان، بل من الشعب مباشرةً، والشعب هو الذي قرر، وعندما انتهت مدة الولاية الثانية، طلبت من البرلمان بأن يحل المشكلة، ويأتي من يرشح نفسه، فأن أسلم الأمانة لمن يأتي بعدي، لكنهم لم يحل المشكل، بدون أن يكون هناك "فراغ" سياسي، وأنا مستعد أن أترك في أي لحظة، عندما يتفق البرلمان والأحزاب على كيفية إدارة البلد من بعدي.
وبما يخص تأخير الحكومة، قال بارزاني "باعتبارنا كنا الحزب الفائز بأعلى الأصوات، أعطينا كافة القوى الوقت الكافي، بل أكثر من الوقت اللازم، لتكون هناك حكومة وطنية ذات قاعدة شعبية واسعة،ولو لم نكن حريصين على أن تكون هناك حكومة وطنية ذات قاعدة واسعة، كان بإمكاننا أن نشكل الحكومة بالأغلبية.
وبخصوص إعطاء حقائب سيادية لقوى التغيير، أكد الرئيس بارزاني هذا الأمر، وأنه لا وجود لـ "طابو" من جهة أي حزب، والوزارات هي ملك للشعب، يمكن أن تكون اليوم للتغيير وغداً للديمقراطي، أو للاتحاد، أو لأي حزب آخر، وفي هذه الأيام هناك مباحثات جدية لإعلان الحكومة الجديدة قبل الانتخابات.
ت الرئيس بارزاني، بنصيحة للرئيس السوري بشار الأسد "أتمنى أن يعمل على وقف نزيف الدم، وإنهاء القتال الداخلي في سورية، وإتاحة الفرصة للشعب السوري أن يقرر ما يريد.
ووجه للقائد الكوردي عبد الله أوجلان رسالة بأن يستخدم كل نفوذه لاستمرار العملية السلمية في تركيا، وكل ما تقترب العملية السلمية من النهاية، تحقق المزيد من التقدم، وفرصة خروجه من السجن تكون أقرب، ولو استطعت أن أخرجه من سجنه لن أقصر في ذلك.
وقال الرئيس بارزاني للسيد نوري المالكي بخصوص الثوابت لإيجاد حل للإقليم، بالعودة للدستور والشراكة الحقيقية، ولحد الآن لم نتخذ القرار النهائي، وإذا كان هناك مجال بالعودة إلى الشراكة الحقيقية والالتزام بالدستور، وإذا كان هناك التزام تام بالدستور، فيمكن أن تؤجل قضية الانتقال إلى مسألة الكونفدرالية.
وفي ما إذا استفتي الرئيس مسعود بارزاني كـ "مواطن" عادي، على إنشاء الدولة الكوردية، ماذا يقول:
- في القريب العاجل
- المستقبل البعيد
- أبداً
قال الرئيس بارزاني: تحديد الوقت صعب، لكنني أنا متأكد أن استقلال كوردستان قادم!!.
13/5/140415
https://telegram.me/buratha