أعلن عشرات الصحافيين في الديوانية، اليوم الخميس، مقاطعتهم لمجلس المحافظة على خلفية اعتداء حماية أحد أعضاءه على زميل لهم، وطالبوا بضرورة الاعتذار رسمياً وطرد عناصر الحماية لـ"رد اعتبارهم"، وفيما أكد رئيس المجلس "استهجانه الاعتداء" على الصحافي، تعهد بعدم تكرار "ما يسيء" للديمقراطية.
وقال رئيس مؤسسة (برق للثقافة والإعلام) في الديوانية، باسم حبس،في حديث صحفي إن "ما حدث أمس الأربعاء،(الـ26 من آذار الحالي)، يعد جريمة قتل من نوع آخر لحرية الصحافة والتعبير"، عادا أن "حرية الرأي والتعبير باتت مهددة جدياً من جراء تعسف المسؤولين وحماياتهم، الذين وضعوا المسدس في رأس احد الصحافيين داخل غرفة في أعلى مؤسسة تشريعية بالمحافظة".
وأضاف حبس أن "الصحافيين والمؤسسات الإعلامية أعلنوا مقاطعة مجلس المحافظة حتى يتم اعتذار عضو مجلس المحافظة حسين العابدي من الأسرة الصحافية، ويتعهد بطرد جميع من اعتدى على الزميل زيد شبر بالضرب والتهديد والإكراه داخل حرم مجلس المحافظة"، مؤكدا أن "الصحافي خط أحمر ولن نسمح لأي مسؤول بتجاوزه مهما كانت الأسباب، وما حصل جريمة بحق حرية الرأي والتعبير التي كفلها الدستور والمواثيق والعهود الدولية الخاصة بالعمل الصحفي".
وعد حبس ان "اعتقال الزميل زيد شبر، داخل غرفة عضو مجلس المحافظة، حسين العابدي، بالقوة وضربه بنحو مبرح، وسحب طلقة في مسدس أحدهم ووضعه على رأسه، لحذف مقال نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد فيها سفر العضو لخارج العراق، كارثة حقيقية لكنها لن تتمكن من وقف الصحافيين الأحرار عن الوقوف بوجه أكبر مسؤول يسعى للعودة بالبلاد إلى ما قبل سنة 2003، وتكميم الأفواه".
من جانبه قال الصحافي، بسام هاني، إن "الصحافيين يواجهون واقعاً مريراً، نتيجة الإجراءات الحكومية التي تحارب كل من يقول كلمة الحق ويوصل صوت المواطن وسخطه عليها"، محذراً من مغبة "إساءة أي مسؤول حكومي مهما كان منصبه للصحافي لأنه صوت الشعب وسنده والمدافع عنه".
إلى ذلك شجب مدير (شبكة النوافذ العالمية)، في النجف الأشرف، الصحافي عقيل الغزالي، الذي شارك في الاعتصام مع عدد من زملائه، ما "تعرض له الصحافي زيد شبر، داخل مبنى حكومي وبسلاح الدولة، في أول حادثة تسجل في الديوانية بعد استشهاد الزميل محمد الشمري الذي قتل لمشادة كلامية مع حماية مسؤول في بغداد".
واعتبر الغزالي من "يلجأ للعنف مع الصحافيين فاسداً، يعمل على عودة العراق إلى حقبة قطع الالسن وتكميم الأفواه"، واصفاً ما حدث مع الزميل شبر بأنه "عمل بربري، يؤكد عدم فهم المسؤول لمعنى الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير، في مؤسسة ينبغي أن تشرع القوانين والقرارات لخدمة الشعب وليس العكس".
بالمقابل أكد رئيس مجلس محافظة الديوانية، حاكم الخزاعي، "رفضه واستهجانه الاعتداء على الصحافي زيد شبر، الذي أساء لمجلس المحافظة قبل الوسط الصحافي، ولا يمكن السماح به أو بتكراره"، مبيناً أن "هيئة الرئاسة اتخذت من الساعة الأولى لحدوث الاعتداء الإجراءات الإدارية والقانونية بحق المعتدين، تمهيداً لإحالتهم إلى المحاكم المختصة لينالوا جزائهم العادل لتطاولهم على السلطة الرابعة".
وشدد الخزاعي، على أن "حكومة الديوانية كانت وستبقى داعمة للصحافيين والمؤسسات الإعلامية في المحافظة"، داعياً إلى "احترام الجميع لحرية الرأي والتعبير المكفولة دستوريا".
وكان رئيس رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب، زيد الفتلاوي، أبلغ أمس الأربعاء، مرصد الحريات الصحفية، بتفاصيل حادثة اعتداء حماية أحد المسؤولين في مجلس المحافظة، التي سبقها محاولة أحد أفراد حماية العابدي "استفزازي بطريقة غريبة تجاوزتها حينها لكنها بينت فيما بعد أنه كان يعتقد أنني زيد شبر المعتدى عليه".
وكان الصحافي المعتدى عليه زيد شبر، قال أمس الأربعاء، إن حماية عضو مجلس محافظة الديوانية، حسين العابدي، "اقتادني من أروقة المجلس بالقوة والضرب المبرح حتى أدخلوني عنوة إلى غرفة العابدي داخل المجلس وأجبروني تحت تأثير السلاح وبالإكراه على حذف المنشور الذي كان ينتقد العابدي وسط غضبهم وإطلاقهم كلمات نابية بحقي وحق مهنة الصحافة".
وأوضح شبر "لقد أرعبوني وتذكرت ما حدث للدكتور الشهيد (محمد الشمري) قبل أيام بعد أن سحب احدهم أقسام المسدس وهددني بإطلاق رصاصة برأسي".
https://telegram.me/buratha