الأخبار

بيان صحفي صادر من المكتب الاعلامي لنائب رئيس الجمهورية الدكتور عادل عبد المهدي حول ما نشرته صحيفة الشرق الاوسط من تصريحات منسوبة الى السيدة مريم الريس

2131 12:24:00 2007-07-07

نشرت صحيفة الشرق الاوسط تصريحات في عددها المرقم 10445 بتاريخ 4 تموز 2007 منسوبة الى السيدة مريم الريس "مستشارة رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي". ومن جملة ما نسب اليها كلام يقول ان "صلاحيات رئيس الجمهورية تشريفية، فكيف هي صلاحيات نائب رئيس الجمهورية، وهم يعرفون عندما تسلموا مناصبهم هذه هي صلاحياتهم"، وهذا الكلام –ان صح- مشوش وغير مقبول، يمس واحدة من اهم مؤسسات الدولة خصوصاً انه لم يصدر اي تكذيب او تصحيح بشأنه. ولا ندري كيف يمكن ارتكاب مثل هذا التجاوز. فمعرفتنا بالسيدة الريس انها ناشطة ولها دور ايجابي وبناء في تشييد صرح العراق الجديد. العراق الضامن حق المشاركة والضامن حقوق الافراد والجماعات في اطار القانون والدستور. العراق الساعي للابتعاد عن شخصنة مفاهيم المسؤوليات والخدمة العامة في التقريب او الابعاد او في الموافقة او الاعتراض على اساس المزاج او الموالاة وليس على اساس المهنية والدستورية والقانونية والمصالح العليا.. ان يصدر مثل هذا الرأي من مواطن اومواطنة تجتهد.. فتخطىء.. فيصوبها رأي مضاد، فهذا امر طبيعي يساهم في التدافع السياسي والفكري ويعمل في النهاية على صناعة الرأي ووضوحه، وهو من سمات العراق الجديد.. لكن ان يصدر من شخص يتكلم بعنوان رسمي فانه يتطلب توضيحاً من موقع رسمي ايضاً وهو ما استدعى هذا البيان.

1- لم تفرق المادة 138 من الدستور بين صلاحيات ومهام اعضاء مجلس الرئاسة من رئيس ونائبين. بل نصت ان "يحل تعبير (مجلس الرئاسة) محل تعبير (رئيس الجمهورية) اينما ورد في هذا الدستور" و اشترطت ان يكون الترشيح بقائمة واحدة وان تكون قرارات مجلس الرئاسة بالاجماع، وبالتالي لا توجد صلاحيات يتمتع بها رئيس الجمهورية ولا يتمتع بها احد نوابه.2- اعطى الدستور مجلس الرئاسة صلاحيات واناط به واجبات هي ابعد ما تكون عن التشريفية. وان قراءة سريعة للدستور ستوضح جيداً انه اناط به مهمة رئاسة الدولة والسهر على ضمان الالتزام بالدستور والمحافظة على استقلال العراق وسيادته ووحدته.. وجعل الدستور من مجلس الرئاسة في هذه المرحلة رمز وحدة الوطن والممثل لسيادة البلاد والمحافظ على سلامة اراضيه. (المادة 67).. هذه مهام خطيرة وحساسة وهي غير تشريفاتية بالتأكيد. وسيرتب عليها المشرع سلسلة من الصلاحيات والاجراءات تسمح بحسن اداء الواجبات اعلاه، كما سيتبين من 3و4و5 ادناه، وهي اشارات ليس الا. 3- لعل سبب الكلمات التي ذكرتها السيدة الريس هو ما ورد في المادة (73تاسعاً) التي تشير ان مجلس الرئاسة "يقوم بمهمة القيادة العليا للقوات المسلحة للاغراض التشريفية والاحتفالية".. وهذه المهمة لا تتحمل التهكمية التي طبعت كلمات السيدة الريس.. اذ نسيت ان مهمة مجلس الرئاسة لا تقف عند هذه الحدود كقيادة عليا للقوات المسلحة بل اناطت به بالاشتراك مع رئيس مجلس الوزراء باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، نقول اناطت بهما مشتركين اعلان الحرب وحالة الطوارىء واستحصال موافقة مشتركة من مجلس النواب بذلك. (المادة 91 تاسعاً). بل اشترط قانون السلامة الوطنية، خصوصاً بموجب المواد 1، 8، 9و10 العمل مشتركاً بين مجلس الرئاسة مجتمعين والسيد رئيس مجلس الوزراء في الاتفاق على اعلان حالة الطوارىء والامر باحالة او حفظ الدعاوى والمصادقة على القرارات والاجراءات الاستثنائية واعلان انتهاءها.4- ان مجلس الرئاسة ومجلس الوزراء هما مكونا السلطة التنفيذية (المادة 66).. ورغم اختلاف ادوار كل من مجلس الرئاسة ورئيس مجلس الوزراء ومجلس الوزراء حسب الصلاحيات والواجبات الدستورية لكنهم جميعاً شركاء متضامنين لا انفصام بينهم في ممارسة ادوارهم في رئاسة الدولة ومسؤولية الحكومة في تنفيذ السياسة العامة للدولة تخطيطاً و/او تنفيذاً و/او اشرافاًً و/او متابعة. وهذه عينة من الصلاحيات والمهام تبين هذه الحقيقة الدستورية والتنفيذية:أ‌- ففي الوقت الذي اناط فيه الدستور مهمة المسؤول التنفيذي المباشر للسياسة العامة للدولة لرئيس مجلس الوزراء فانه اناط بمجلس الرئاسة اختيار رئيس مجلس الوزراء نفسه (المادة 76)، ليقوم بدوره باختيار وزرائه الذين يقوم بعرضهم على مجلس النواب لاستحصال الثقة بحكومته وبرنامجها.ب‌- التقدم بطلب الى مجلس النواب بسحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء(المادة 61 ثامناً/ب)ت‌- يقوم مجلس الرئاسة مقام رئيس مجلس الوزراء عند خلو المنصب لاي سبب كان. (المادة 81 اولاً)ث‌- يشترك مجلس الرئاسة ومجلس الوزراء في اقتراح تعديل الدستور (المادة 126).ج‌- يحق لمجلس الرئاسة ورئيس مجلس الوزراء مجتمعين الطلب بحل مجلس النواب. ويدعو مجلس الرئاسة الى الانتخابات العامة في حالة حل مجلس النواب (المادة 64)ح‌- الطلب منفرداً او مجتمعاً مع رئيس مجلس الوزراء..... لجلسة استثنائية لمجلس النواب لمناقشة موضوعاً محدداً.. وكذلك طلب تمديد الفصل التشريعي لدورة انعقاد مجلس النواب (المادة 58)خ‌- اقتراح مشروعات القوانين الى مجلس النواب منفرداً او بالاشتراك مع مجلس الوزراء بموجب المادة 60 د‌- ناهيك عن صلاحيات كثيرة اخرى يمكن العودة فيها الى الدستور والى القوانين المعمول بها او الصادرة بموجب الدستور وفي شتى المجالات.5- اجلت المادة 137 العمل باحكام المواد الخاصة بمجلس الاتحاد (المادة 65) وقضت بموجب المادة 138 منح مجلس الرئاسة ممارسة الدور التوازني او التوافقي الذي كان من المؤمل ان يلعبه مجلس الاتحاد بما في ذلك دور مراقبة القوانين التي يصدرها مجلس النواب. فعدا الصلاحية التي يتمتع بها باعتباره مكوناً من مكونات السلطة التنفيذية بتقديم مشروعات القوانين حسب المادة (60)، عدا ذلك فان دوره لم يقتصر على التصديق على القوانين بل منح صلاحية الموافقة على هذه القوانين وفي حالة عدم موافقة مجلس الرئاسة عليها فانها ترد الى مجلس النواب مع النواحي المعترض عليها.. ووضع لذلك اليات سعى لان يوفر من خلالها حالة التوازن والتوافق. وهذه بمفردها صلاحية غاية في الاهمية والخطورة بما لها من علاقة بعمل السلطتين التنفيذية والتشريعية على حد سواء.

لا يسعنا في الختام الا ان نحيي السيدة مريم الريس على نشاطاتها ودورها في الدفاع عن المصالح العليا للبلاد. اننا نعلم ان التجربة الديمقراطية والدستورية في بلادنا هي تجربة حديثة وناشئة.. واننا على يقين ان مثل هذه التدافعات بما فيها من سلبيات وايجابيات ستقود في النهاية الى توضيح وترسخ تقاليد العمل لدى العاملين والمؤسسات المختلفة. فالاحتجاج بالدستور والقوانين هو الحصانة الحقيقية التي تبعدنا عن التأويلات الخاصة والممارسات الخاطئة. وان نتذكر ان لا سبب لكل التغييرات والتضحيات التي شهدها العراق ومنها نزول ملايين الناس للاستفتاء على الدستور وانتخاب مجلس النواب وقيام حكومة دستورية تحظى بثقة مجلس النواب باعتباره ممثلاً للشعب، ان لم نعمل سوية ومشتركين وبالتعاون بعضنا مع البعض الاخر لاحلال الحياة الديمقراطية الدستورية بدل التقاليد والاخلاقيات التي عملت بها الانظمة السابقة.. فالتقيد الواعي بالدستور والقانون والقضاء هو الذي ينصف الجميع، وهو الذي يبعد عمل المؤسسات عن التأويلات الشخصية او الفردية ويضمن حقوق المشاركة كما يضمن عدم المس باي شكل كان بالصلاحيات والمسؤوليات التي حددها الدستور لكل مؤسسة.. اننا على ثقة بان اول من سيدافع عن هذه المبادىء هو مجلس الرئاسة ورئيس الوزراء ومجلس الوزراء ناهيك عن السلطتين التشريعية والقضائية.  وبهذا فقط سنتمكن من بناء عراق ديمقراطي مؤسساتي دستوري لا يمكن ان تنال منه الاطماع الشخصية او المغامرات الفردية او الاستقطابات الفئوية او المؤامرات المحلية والخارجية.

ندعو الله العلي القدير ان يحمي العراق وشعبه.. كما ندعو الشعب العراقي ان يدعم الحكومة الوطنية الحائزة على ثقة وتأييد جماهيرنا، وندعو انفسنا واخواننا في السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية ان نتقيد بالقوانين والضوابط والمهنية ومفاهيم الخدمة العامة وان نحاسب انفسنا قبل ان يحاسبنا الاخرون.. وان نرفع مستوى الاداء والكفاءة والمسؤولية لنبقى دائماً عند حسن ظن شعبنا ولنتمكن من تحقيق الوعود التي قطعناها على انفسنا. والله الموفق والمسدد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الشاعر ابو ميعاد الاسدي
2007-07-07
من وجهة نظري ومعي كل مواطن عراقي شريف يحب العراق والعراقيين بان السيده مريم الريس هي مواطنه عراقيه شريفه لاتنحاز لاي جهة كانت وليست بطائفيه ومنذ ان شاهدناها وعرفناها فانها تنبض حبا للعراق والعراقيين ناهيك على انها انسانه مثقفه ساسيا واكاديميا ولاتستحق كل هذه الضجه الاعلاميه ضدها وكثير منا الذين اخطاوا بحق العراق والعراقيين ولم نسمع بان هناك من اعترض على خطاهم ا واذا اردنا ان نسمي او نعدد من هم الان تضيق بنا هذه السطور ولا تكفي فلا نعمل من الحبايه كبايه كما يقول المثل
samir
2007-07-07
بقدر ما انا فرح متاسف ايضا فرح لاننا بدانا نخطوه خطوات الحريه من خلال التعبير عن الراي بكل معاني الديمقراطيه حيث كسر حاجز الخوف والرعب من المسوؤل ومتاسف لاننا احيانا نتجاوز الحدود المتاحه للتعبير والانتقاد واخيرا اقول لايتام البعث الساقط هذه هي ديمقراطيتنا وهذا مانتباها به وانتم باي شي تتباهون به
سلامة نعمات
2007-07-07
جريدة الشرق الاوسط تصطاد في الماء العكر
حسين
2007-07-07
ان الحريه المتاحة الان فسحت المجال لكل من يتبوأ منصب في مكتب رئيس الدولة او رئيس الوزراء يصرح بما يعتقده هو وليس ما يحتمه عليه منصبه وكانه شخص عادي ولا يعي بان ما يصدر منه يحسب على الدولة. وهذا ينطبق على الانسة مريم الرئيس التي كثيرا ما تظهر لها تصريحات تؤولها الصحافة بشكل يسيء لهيبة الدولة. ان رد فخامة نائب رئيس الجمهورية منطقي وقانوني. يجب ان يكون امر الى المسؤولين في الدولة بضرورة التقيد بالتصريحات واحترام هيبة الدولة وعدم السماح لكل من يحاول الظهور بالتصريح حسبما يراه.
نبيـل الكرخي
2007-07-07
بسم الله الرحمن الرحيم لقد وجدت هذا البيان مليء بالوعي والحكمة والاسلوب المتحضر الذي نتمنى من جميع السياسيين اللجوء اليه وقت الاختلاف والتحاور ، ونتوقع من السيدة مريم الريس الاعتذار عما صدر عنها من تصريح مخالف للدستور ولإعتبارات المهمة السياسية التي تضطلع بها. مع احترامنا وتقديرنا لجميع السياسيين الواعين المتحضرين.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك