أكد رئيس الجمهورية جلال طالباني أن الشعب العراقي لن يدخر جهدا من اجل استكمال الاستقلال و السيادة الوطنية، مبيناً أن وجود قوات التحالف في العراق من ضرورات صيانة مكتسبات شعبنا في الحرية والديمقراطية. و أشار الرئيس طالباني، في كلمة القاها خلال حضوره احتفالية عيد الاستقلال الأمريكي التي نظمتها السفارة الأمريكية في بغداد، يوم الأربعاء 4-7-2007، إلى أن العراقيين يتطلعون إلى مساعدة دول العالم لهم في التصدي إلى الإرهاب الغازي لوطننا، و إنهم يقدرون تضحيات جميع الذين ساهموا في تحريره من الدكتاتورية.و فيما يلي نص الكلمة:"بسم الله الرحمن الرحيمايتها الصديقة العزيزة ميكنسعادة السفير راين كروكر المحترمسعادة الجنرال باتريوس المحترمأحييكم بحرارة و أهنئكم باسم الشعب العراقي الابي في عيد الاستقلال، و عن طريقكم أهنئ جميع الجنود و الضباط الأمريكان و جميع الدبلوماسيين الأمريكان وجميع العاملين في العراق.و يسرني أن أتوجه باسم الشعب العراقي بالتهاني القلبية للشعب الأمريكي العظيم الصديق و رئيسه المبجل جورج دبليو بوش بمناسبة عيد الاستقلال، و أن أتمنى لأمريكا مزيدا من الازدهار و التقدم.إن عيد الاستقلال الأمريكي دشن في التاريخ عصرا جديدا حيث ظهرت امة عظيمة من طراز جديد تتمثل فيه القوميات والجماعات المختلفة الهاربة من بلدانها أو النازحة من أوطانها وراء العيش الحر و الرغيد. و ازدهرت على أيدي هذه الأمة العظيمة الجديدة الحضارة البشرية و العلوم و التكنولوجيا و الثقافة و أساليب جديدة للحياة الحرة السعيدة.و أسهمت هذه الأمة الجديدة في نشر مبادئ الحرية و الديمقراطية و حقوق الشعوب في تقرير المصير جسدتها في القرن الماضي بعد الحرب العالمية الأولى التي أسهمت أمريكا في إنهائها، جسدها في ذلك القرن الرئيس ودرو ويلسون ومن ثم بيان الأطلسي بعد الحرب العالمية الثانية و ميثاق الأمم المتحدة و حقوق الإنسان.لقد أسهمت هذه الأمة العظيمة بدماء مئات الألوف من أبنائها و بصرف مئات المليارات من ثرواتها في إنقاذ البشرية من شرور الحرب العالمية الأولى ومن ثم في تحرير أوربا من الطغيان النازي و الفاشي ومن ثم تحرير شعوب جنوب شرق آسيا و الفلبين و اندونيسيا من الامبريالية اليابانية، وذلك أثناء الحرب العالمية الثانية حتى أصبح الإسهام الأمريكي في تحرير الشعوب من الطغيان و الدكتاتوريات المعتدية ديدن الشعب الأمريكي و تقليدا و نهجا للشعب الأمريكي العظيم. و هذا ما وجدناه منه في عصرنا حيث أسهمت هذه الأمة العظيمة في تحرير أفغانستان و العراق و الكويت و شعوب بلقانية عديدة من الطغيان و الاحتلال و العدوان. و كما سبق لي القول كم من السنين المليئة بالدماء و التضحيات كانت تحتاجها الشعوب لتحرير باريس و روما و بروكسل و الكويت و كابل و بغداد لولا الإسهام الأمريكي؟!أيها الحفل الكريمإن الاستقلال الأمريكي في المنظور التاريخي و في مفهوم التطور الإنساني يعتبر عيدا لا للشعب الأمريكي بل لجميع الشعوب التواقة إلى الحرية و الحضارة و التقدم الاجتماعي و الثقافي.و نحن في العراق كم من التضحيات و السنين المليئة بالفداء و التضحيات كانت يتطلبها تحرير العراق من دكتاتورية القبور الجماعية و القمع الوحشي للشعب و الاضطهاد القومي و الطائفي ولولا إسقاط الدكتاتورية و توفير الحريات الديمقراطية لشعبنا العراقي لانتخاب مجلسه الوطني و اختيار حكومته على ايد القوات الأمريكية و سائر قوات التحالف الدولي؟!إن العراقيين المعادين للدكتاتورية و التواقين للحرية و الديمقراطية يتذكرون جيدا كيف فشلت ثورات في الجبال و انتفاضات في السهول و الاهوار و نضالات في المدن في إسقاط الدكتاتورية التي تمادت في إجرامها بحق الشعب بالحديد و النار.لذلك فان الشعب العراقي الوفي اذ يقدر تضحيات جميع الذين ساهموا في تحريره من الدكتاتورية يتطلع اليوم إليهم و إلى غيرهم من دول العالم في مساعدته لدحر الإرهاب الغازي لوطننا، الذي أعلن حرب إبادة على الشعب العراقي بأسره بتكفيره للشيعة و تخوينه للكرد و اعتباره لعرب السنة كمرتدين.إننا شعب تواق للحرية و للاستقلال الوطني و لم و لن نبخل بجهد أو فداء من اجل استكمال الاستقلال و السيادة الوطنية، و لكننا مدركون لحقيقة أن وجود قوات التحالف في العراق من ضرورات صيانة مكتسبات شعبنا في الحرية و الديمقراطية و الاستقلال ولدحر الإرهاب الغازي لوطننا و لمنع التدخل العسكري الأجنبي في شؤوننا. و ذلك لحين استكمال بناء قواتنا المسلحة و أجهزتنا الأمنية.و نحن اذ نقدم التهاني مجددا للشعب الأمريكي العظيم الصديق و لرئيسه جورج دبليو بوش و للأمريكان الموجودين في العراق، نؤكد حرصنا على تعزيز و تمتين علاقات الصداقة و التعاون مع أمريكا على أسس المصالح المشتركة و احترام الاستقلال الوطني و الاختيار الحر للنظام الوطني و ضد الإرهاب في منطقتنا و العالم.و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته"