دعا وزير نفط أسبق، اليوم السبت، إلى ضرورة معالجة "تذمر" الشركات النفطية العالمية العاملة بالعراق، محذراً من أن انسحابها قد يشكل "خسارة كبرى" تهدد مستقبل العراق وبرامجه لزيادة الإنتاج.
وقال الوزير الاسبق السيد إبراهيم بحر العلوم ، إن "تصدير النفط من قبل الشركات الائتلافية التي دخلت للعراق، أدى إلى نجاح العراق بالاستثمار، ومن الضروري الحفاظ على زخم ذلك"، عاداً أن "التحدي الذي يواجه العراق حالياً يتمثل بكيفية الحفاظ على ديمومة تلك الاستثمارات".
ورأى بحر العلوم، أن "تذمر الشركات النفطية الائتلافية، ربما كان لأسباب لوجستية أو تأخر دفع مستحقاتها لاسيما أن تكلفة بعض المشاريع عالية جدا"، مؤكدا ان الامر بحاجة "إلى دراسة متأنية من قبل القطاع النفطي لمعرفة الأسباب وايجاد الحلول الصحيحة والمحافظة على استمرار زخم الاستثمار"، عادا أن "انسحاب تلك الشركات من عملها يشكل خسارة كبيرة قد تؤثر على خطة العراق الإنتاجية، ما قد يهدد مستقبله، لأنه يعتمد على تلك الصادرات وأي تخلخل فيها يعد اشكالية كبرى".
ودعا وزير النفط الأسبق، إلى ضرورة "بحث أسباب تذمر الشركات النفطية العاملة في العراق، من خلال تشكيل لجان متخصصة لحلها"، لافتاً إلى أن ذلك يشكل "ضرورة ملحة للحفاظ على دور العراقي المستقبلي في السوق النفطية العالمية".
وعدت لجنة النفط والطاقة النيابية، في (الرابع من آذار 2014 الحالي)، أن العديد من شركات النفط العالمية العاملة في العراق تنوي الانسحاب ومغادرة البلاد بسبب "البيروقراطية والفساد" الذي تواجهه، وفي حين طالبت الحكومة بضرورة تدارك الأمر من خلال تشريع قانون النفط والغاز ومعالجة قانون الاستثمار وتسهيل عمل تلك الشركات على غرار ما هو معتمد في إقليم كردستان، أكدوا أن رئيس الحكومة "يفتقد للرؤية ويتعامل مع الانهيار الاقتصادي بنحو إعلامي من دون وضع البدائل المناسبة.
وكانت عملاقة النفط الايطالية ايني كشفت في (الـ25 من شباط 2014)، عن عزمها الانسحاب من العراق ما لم توقع بغداد عقود الطاقة المعلقة الخاصة بحقل الزبير جنوبي البلاد خلال الاسبوعين المقبلين، مستغربة من عدم توقيع تلك العقود منذ ستة أشهر بالرغم من عدم وجود "أي مبرر" يمنع ذلك، قبل أن يوافق العراق في اليوم ذاته على عقدها.
يذكر أن ايني هي ثاني شركة نفط عالمية كبرى تهدد بالانسحاب من العراق، إذ ذكرت صحيفة الفايننشال تايمز Financial Times البريطانية، المتخصصة بالشؤون الاقتصادية العالمية، في،(الـ24 من شباط 2014)، أن مستقبل برتش بتروليوم BP في حقل الرميلة النفطي، جنوبي العراق "تشوبه المخاطر" نتيجة الإجراءات "البيروقراطية المعقدة" التي تواجهها الشركة هناك، ما اضطرها الاستغناء عن خدمات 100 متعاقد معها، مبينة أن ذلك يشكل جزءاً من "التحديات الكثيرة" التي تواجهها شركات النفط الغربية الكبرى في العراق بنحو يهدد خطط البلاد "الطموح" لإنعاش صناعتها النفطية.
https://telegram.me/buratha